كلما تحدث الرئيس السيسى وصلت الرسالة سريعًا إلى المصريين، ووضحت الحقائق الغائبة، كلام الرئيس دائما يصل إلى الجميع دون تعقيد لإنه بسيط الرئيس يتحدث بلغة الناس، ولذلك كلامه قريب منه، مقنع لهم، أمس الأول وضع الرئيس حقائق جديدة أمام المصريين، سواء فى المشهد السياسي أو الوضع الإقليمي، أو رؤيته للشباب وتأهيلهم.
كان الرئيس خلال متابعته لاختبارات كشف الهيئة بالأكاديمية العسكرية كعادته صريحًا في حديثه واضحًا في كلماته محددًا فى هدفه ورؤيته.
في المشهد السياسى كان الحديث عن التغيير الذي ينشده الرئيس، فهو يريد تغييرا شاملا للأفضل بما يضمن تحسين الأحوال، لأنه يؤمن بأن المصريين يستحقون الأفضل، لا يبحث عن مجرد تغییر شکلی وإنما يتحدث ويسعى إلى حلول جوهرية، ولذلك لا يتعجل النتائج لإدراكه.. إن عمليات التطوير تحتاج وقتا فالتطوير في بعض الدول قد يحتاج عقودا، لكن المهم أن يحدث بما يضمن التغيير الحقيقي.
في إطار هذا التغيير الحقيقى الذى يريده كان «الفيتو» الذى استخدمه الرئيس للتعبير عن رفضه وعدم رضائه عن بعض الممارسات الانتخابية، قال الرئيس إنه من حقه أن يعترض على بعض التصرفات والممارسات ويرفضها، ويعبر عن ذلك، بما يتماشى مع رغبة الشعب لأنه يرى أن المصريين يستحقون أفضل من هذا بكثير الرئيس لا يريد ولا يقبل التصويت بالمال أو بالخداع يؤكد أن صوت الناخب أمانة ولا يقدر بثمن، وعليه أن يختار الأفضل ومن يراه يستحق صوته، لأن انتخاب المرشح غير المناسب ليس مجرد اختيار شخصی بل إجراء قد يدمر الدولة بالكامل.
يذكرنا الرئيس أن الدولة في 2011 كانت على حافة الهاوية، والأسباب معروفة للجميع، وبالطبع منها عدم الاختيار الجيد ولا يجب أن نسمح بأن يتكرر هذا من خلال العمل على التغيير للأفضل، ولإصراره على نجاح هذا المسار، جاء التأكيد من الرئيس إنه لن يسمح بل سيمنع أى معوق يقف ضد طريقة تحقيق هذا الهدف الوطني وهو التغيير للأفضل.
وعندما يطلق رئيس الدولة هذا الالتزام فهو ليس من فراغ وإنما بالتأكيد نتيجة رؤية بأن هناك من يحاولون تعطيل مسار الدولة ورؤية التطوير والتغيير وافشال سعى مصر للنجاح.
وحتى يطمئن الرئيس كل المصريين.. قال إنه يتابع كل شيء بشكل شخصى ومباشر، أي أنه يعرف ما يحدث ويقف على كل ما يشهده المجتمع من تطورات وأزمات ونقاشات، فهو كما قال قبل ذلك واحد من الناس وليس منفصلا عن الواقع، بل يعيشه معنا، ولذلك كان حديثه عن ضرورة قيام المحليات والمحافظات وكافة المسئولين بدورهم فى تحقيق الانضباط في الشارع والتعامل الفورى مع المشكلات.
وهذه رسالة واضحة وحاسمة من الرئيس إلى كل مسئول فى الدولة بأن أول مهامه أن يتعامل مع المشاكل التى تواجه الناس وأن يسعى إلى حلها، لأن هذه وظيفته ودوره وواجبه.
ارتباطا بالمشهد السياسي لا ينسى الرئيس أبدا قضية الوطن الأولي، الوعى كسلاح لمواجهة التحديات التى تحاصرنا، فيشير إلى الأدوار المتكاملة للأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة ثم الإعلام في بناء هذا الوعى وتنميته يقصد الرئيس الوعى بكل شيء، الوعى بمعنى الدولة والمخاطر التى تهددها، وقيمة المؤسسات الوطنية، وأهمية القيم المجتمعية التي يجب أن نحافظ عليها، الوعى بنعمة الامن والاستقرار وخطورة التخريب الوعى بالقانون الذي يجب أن يطبق على الجميع الوعى بمكانة الأسرة وأهمية تماسكها والدور المجتمعى وأن حل القضايا بالحوار وليس الصراع.
من يراجع هذه المحددات سيجد نفسه أمام رئيس صاحب رؤية ويمتلك فلسفة خاصة للحياة السياسية ويعمل على تطبيقها وتحويلها إلى واقع من أجل الارتقاء بالمجتمع وتطوير الدولة ورفع مستوى المعيشة وتنمية قدرات أبناء الوطن، لكن هذا يتطلب تضافر الجهود وأن يعمل الجميع يدا واحدة، وأن يكون المجتمع متقبلا لهذا التوجه وداعما له.
يرى الرئيس أن دور علماء وأئمة الدين مهم للغاية في بناء المجتمع وإحداث التغيير الذي ينشده، فهم كما وصفهم فى تعبير دقيق حراس حرية العقيدة وهم من ينشرون الاستنارة ويواجهون التطرف والجهل في المجتمع. وبنفس الأهمية تأتى الأكاديمية العسكرية التي أصبحت ركيزة مهمة للغاية في تطوير الدولة وتكوين الشخصية المصرية من خلال ما تقدمه للمصريين من دورات ولقاءات.

يراهن الرئيس على الدور الذي تلعبه الأكاديمية الآن في التغيير للأفضل الذى يسعى إليه، ولذلك يؤكد حرصه على انتقاء العناصر التي تنضم لها، من خلال معايير موضوعية ومتجردة، وهذا ما يترجم قيمة العدالة التي يجب أن يشعر بها المواطن حتى يؤمن بالتغيير ويثق فى مسار البناء، فالرئيس يتحدث عن ضرورة أن يشعر الشاب بأن الاختيار يتم على أسس عادلة ليس فيها مجاملات أو أهواء شخصية وهذا ما يتم تحقيقه في الأكاديمية العسكرية حرصا على مصداقيتها وتأكيدا لدورها في تطوير الدولة.
ولأن التغيير للأفضل ليس شعارا وإنما واقع فقد تحدث الرئيس عن ملفات بعينها تترجم هذا الواقع وبالأرقام ومنها برنامج التنمية الشاملة الذى يستهدف تهيئة الدولة للانطلاق، وهذا البرنامج شهد إنفاق ما يزيد على 7 تريليونات جنيه لإقامة المشروعات التي خصص جزء كبير منها لتوفير فرص العمل للشباب حتى تتراجع البطالة إلى معدل أقل من 6.4% بعد أن كانت تلامس الـ14%.
أيضا الإنجاز الزراعى المتمثل في إضافة نحو 4.5 مليون فدان ستدخل على مساحة الأراضي المنزرعة عام 2026 لتساهم في تحقيق الأمن الغذائي.
وهذا أيضا إنجاز ملموس للمواطن كجزء من التغيير للأفضل، مثل «المشروع النووى» الذي سيضيف 4.8 جيجاوات مع اكتماله، وليس هذا فقط وإنما سيساهم فى الطب النووى وغيره من المجالات التي ستحدث نقلة نوعية فى تطوير الدولة.
يتحدث الرئيس عن تطوير منظومة التعليم بشكل كامل بهدف أن نقدم أجيالا تمتلك مهارات وقدرات السوق المحلية والعالمية.
وارتباطا بهذا يوجه الرئيس رسالة طمأنة ليس الأسر طلاب الكليات العسكرية فقط بل لكل الأسر المصرية بأن الأكاديمية العسكرية بشكل عام أمينة على أبناء مصر وحريصة على تطوير قدراتهم وكل شيء فيها مخطط ومدروس كما أن كلية الطب العسكرى تقدم مستوى تعليميا قادرا على تخريج طبيب ينافس أمثاله في أرقى كليات الطب بالعالم.
ومثلما يتحدث الرئيس عن منظومة الصحة التي حققت الدولة فيها نقلة كبيرة لصالح صحة المواطن والمجتمع بالضرورة، ويخاطب الجميع الاهتمام بالصحة العامة التي تنعكس على قوة الدولة.. فالدولة القوية تبدأ من مجتمع صحيح نفسيا وصحيا وتعليميا وثقافيا واقتصاديا وهذا ما يسعى إليه الرئيس ويكثف جهوده من أجله.. وطن قوى بأبنائه الأصحاء.









