منذ الإعلان عن المقاطعة للمنتجات الغذائية أو السلع المعمرة أو الملابس أو منتجات العناية الشخصية التى تنتجها شركات أو دول تساهم فى تمويل دولة الاحتلال بالسلاح والذخيرة وما تحتاجه. عاهدت نفسى على مقاطعة كل ما هو أجنبى مساهمة فى إنجاح فكرة المقاطعة باعتبارها أضعف الإيمان.
يبدو أن حملات المقاطعة اتسعت لتشمل قطاعات عديدة ومؤثرة سببت الهلع لمجتمع الاحتلال ومؤسساته وهذا ما أظهره تقرير فريق العمل الخاص بمواجهة المقاطعة الذى شكلها مجلس رؤساء الجامعات الإسرائيلية والذى انتهى إلى ارتفاع حالات المقاطعة للأكاديميين فى دولة الاحتلال واعتبر التقرير أن ما تعانيه الحالة الأكاديمية بسبب الإهمال الحكومى فى التعامل مع ظاهرة المقاطعة لكل ما هو إسرئيلى قاد فريق البحث نائب المدير العام الأسبق لوزارة الخارجية وسفير إسرائيل لدى بلجيكا ولوكسمبورج «إيمانويل نحشون».
التقرير الذى نشر أول الأسبوع أكد على نجاح متزايد لحركة المقاطعة وتحويل الضغط الأكاديمى إلى واقع وتراجع مكانة إسرائيل الدولية فى مجال البحث العلمى فى أعقاب حرب الإبادة على غزة وما خلفته من عزلة.
الصورة السلبية لإسرائيل فى أوروبا ترسخت إلى حد يجعل الخطوات الدبلوماسية وحدها غير كافية لتغيير الوعى القائم لأن وقف الحرب على غزة لم يؤدى لتراجع حدة المقاطعة بل مازالت مستمرة.
حذر التقرير من خطورة اتساع أشكال المقاطعة مما يدفع البحث العلمى الإسرائيلى نحو عزلة مما يشكل تهديداً إستراتيجياً لمكانة إسرائيل العلمية الدولية. وأكد التقرير أيضاً على أن جامعات أوروبية أعلنت وقف التعاون مع إسرائيل ولم ترفع الحظر حتى بعد وقف حرب الإبادة على شعب غزة وسجلت الفترة الأخيرة زيادة فى عدد الجامعات الأوروبية التى تفرض مقاطعة أكاديمية كاملة على المؤسسات الإسرائيلية ومنع الأكاديمية الإسرائيليين من المشاركة فى مؤتمرات أو شراكات بحثية وقطع علاقات مؤسسية.
فى عام 2025 تراجع عدد المنح البحثية التى حصل عليها باحثون إسرائيليون من صندوق «هورايزون» الأوروبي. مصدر التمويل الأكبر للبحث العلمى الإسرائيلى نتيجة استبعاد باحثين إسرائيليين من شركات دولية تقلصت التمويلات الأوروبية من 5 آلاف إلى ألف خـــلال 18 شـــهر.. 57 ٪ من حالات المقاطعة أثرت على الباحث الفرد من خلال منع مشاركتهم فى فرق بحث دولية ما يحرمهم من المساهمة فى مشاريع رائدة والحصول على تمويل بحثي.. و 22 % تم فيها قطع العلاقات بين جامعات أوروبية ومؤسسات إسرائيلية.. و7 % مقاطعة فرضتها جمعيات مهنية.. و14 ٪ وقف تعاون فى برامج دولية مثل تبادل الطلاب وبرامج ما بعد درجة الدكتوراة.
هذه الأرقام ثمار عمل الفريق البحثى العبرى منذ عام ونصف العام فى رصد حالات المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل ومحاولة مواجهتها من خلال الطريق القانونى الذى يستند إلى الادعاء بأن المقاطعة تمس مبدأ حرية البحث العلمى والأكاديمى فى إسرائيل والمقاطعة تميز ضد دولة بأكملها.









