لأن الإنسان المصرى هو قيمة مصر الحقيقية منذ رحلة ما قبل التاريخ.. ولأن الإنسان المصرى هو الإيمان والعقل والوعى والفكر والعطاء اللا محدود.. فإن الهدف الحقيقى لأعداء مصر هو الإنسان..!
فشلوا فى هزيمة الإنسان المصرى عسكريا فحددوا خطة واضحة لغزو الإنسان من الداخل وهدمه من الداخل لأنهم يعرفون أن قوة مصر الحقيقية فى الإنسان المصري.. ويعرفون جيداً أن الإنسان المصرى إذا فقد وعيه فقد الكثير.. ومن هنا كانت حرب الوعى على مصر وعلى شعبها.. حاولوا تقسيم مصر مسلم ومسيحى ففشلوا.. لأن الإنسان هو الإنسان حاولوا تقسيم مصر لصعايدة وفلاحين ففشلوا لأن الإنسان هو نفسه الإنسان.. فكانت الخطة الإبليسية بهزيمة الأطفال وكانت الحرب ضد الطفل لأنه رجل الغد.. وكانت الأداة المستخدمة هى التليفون والتابلت والكمبيوتر.. ومايشبه وسائل التواصل لهدم الوعى وإغراق الطفل فى عالم بعيد جدا عن الواقع وعن مستقبله.. الطفل والشاب المراهق أصبحا هما الهدف لأنهما رجال الغد وأمل المستقبل.
ولعل هذا يفسر الهجوم غير المنطقى وغير المبرر على برنامج «دولة التلاوة».. بعيدا عن أى سلبيات أو نقاط ضعف تستحق المناقشة والرد.. فإن هذا البرنامج يكشف عن حقيقة مصر دولة الإيمان والتلاوة.. ولأن الله سبحانه وتعالى وعد بحفظ كتابه «وإنا له لحافظون».. وجعل مصر بلد الأمن «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».. فكان من الطبيعى أن تكون مصر أكبر بوابة لحفظ القرآن.. وكان من الطبيعى أن نشاهد هجوما شرساً على البرنامج والبحث عن أى سلبية أو نقطة ضعف حتى لو لم تكن مؤثرة ذلك لأن دولة التلاوة أعادت الروح الإيمانية القرآنية للصغار قبل الكبار وهو عكس ما استهدفه أهل الشر لمصر.. فالهدف من الهجوم هو الخوف من التأثير الإيجابى الكبير للبرنامج على الشباب والصغار عكس ما تفعله برامج اللهو والهيافة.
وجاءت الفرصة الذهبية لمن يستهدف ناشئة مصر بما حدث فى إحدى المدارس وما حدث فى هذه المدرسة نموذج لما يستهدفه أهل الشر وهو إشاعة المثلية وكل الظواهر عكس الدينية القرآنية.. فأخذت القضية حجما أكبر مما نتوقعه.. وكانت القضية مخالفة قانونية وشرعية والحساب العسير لمن أخطأ فى حق الصغار وأخطأ فى حق المجتمع وكل من تستر أو ساهم فى هذا الخطأ.. لكن المقصود الآن هو الحديث الدائر على هذه القضية وكأنها ظاهرة للإساءة إلى ناشئة مصر ورجالها والإيحاء بأنها ظاهرة خاصة أن معظم المدارس الأجنبية فى مصر أو كما نسميها «الانترناشيونال» لا يعرف خريجوها اللغة العربية – لغة القرآن – بل يتباهى البعض بأن أبناءهم فى هذه المرحلة السنية يتحدثون باللغة الانجليزية أو الفرنسية وليس العربية.
أمور كثيرة تبدلت وتغيرت حتى أصبح الحق باطلا.. والباطل هو الصواب والأمر السيىء جيدا.. والأمر الطيب غريباً فى بلده.. وهناك من يعيش على أمل أن تتبدل الأحوال ولكن كيف ومتي؟ الله أعلم.
حادث المدرسة المريب يجب أن يأخذ خطه الطبيعى فى الدراسة والمحاسبة ولكن يجب ألا يزيد عن حده ليكون ظاهرة..!!
وما يحدث فى الانتخابات.. وتأثير المال السياسى أيضا مقصود بل ليسيء إلى المجتمع وإظهار الفقراء وكأنهم يباعون ويتم شراؤهم فى أسواق السياسة وبأسعار زهيدة.. وهذا ليس حقيقياً حتى لو حدث فى بعض الدوائر فالأغلبية العظمى للشعب المصرى مازالت تحترم ذاتها.. وترفض أن تباع أو تشترى فى سوق السياسة والانتخابات.
مصر أيها السادة أكبر بكثير مما يحاولون الترويج عنها لدرجة أن الأرقام التى تذكر فى سوق الانتخابات أرقام خيالية والحقيقة التى لابد أن نقف عندها أنه لا يوجد أحزاب فى الشارع.. ومهما كان الحديث عن الانتخابات فهو حديث عن بعض الأحزاب وليس كل الشارع السياسي.. لأن مصر ليست هى حزب أو حزبان!!!
علينا أن نقف ولو وقفة قصيرة لنحاسب أنفسنا.. ونتساءل ماذا يحدث؟ وما هو المقصود؟
إن الحرب على الوعى المصرى وعلى الوعى الدينى بالذات والقيم هى المقصودة من كل الاتجاهات لأنها هى التى تخلق الإنسان المصرى ولأن الإنسان المصرى قوى بتاريخه وحضارته ووعيه فإنهم يستهدفون الصغار الآن لأنهم رجال الغد والتأثير فى وعيهم لكن جاء برنامج دولة التلاوة ليؤكد أن الخير فى أمتنا إلى يوم الدين ويبدأ أيضاً مع الصغار ومن الصغار!!









