> منذ أكثر من أسبوعين أشرت الى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير سيوجد خريطة جديدة للسياحة المصرية.. وأعتقد أن هذه الخريطة قد وجدت بالفعل.. وستتبلور فى تغيير نمط السياحة العالمية الوافدة إلى مصر.. والتى كانت فى أغلبها تتجه الى سياحة الشواطئ.. رغم تعدد امكانات وأنواع السياحة المصرية.. ولكن مع تغير الخريطة السياحية ستتبلور السياحة الخارجية الوافدة الينا فى أنماط جديدة.. محورها المتحف.. وتمتد فى الداخل انتعاشا وفرصا عديدة..
> فمع افتتاح المتحف المصرى الكبير أعتقد أن الكل سيحرص على أن يكون برنامج زيارته متضمنا زيارة هذا المتحف.. سواء جاء إلى القاهرة مباشرة لهذا الغرض.. أو توجه الى أحد الشواطئ المصرية فى البحر الأحمر.. أو فى البحر المتوسط.. وهنا تتغير خريطة الزيارات السياحية.. وتتغير خطوط الطيران القادمة إلى مصر.. أو العاملة من داخل مصر.. فى رحلات داخلية.. لابد أنها ستربط بين المتحف.. ومختلف مواقع ومكونات الزيارة.. سواء كانت زيارة هدفها الشواطئ أو القاهرة الكبري.. بما فيها المتحف المصرى الكبير.. أو توجهت إلى الشواطئ المصرية بعد ذلك.. أو كانت قادمة الى هذا الشواطئ ثم أرادت أن تزور المتحف..
>>>
> تغيير الخريطة السياحية سيستدعى تغييرا فى الاستثمار السياحي.. والتوجه الى استثمارات فى منطقة المتحف.. وهو ما بدأ بالفعل.. وسيتزايد بلاشك مع تزايد الحركة السياحية.. كما أن الزيادة فى الحركة السياحية.. وحلم القفز بأعداد السياح القادمين إلينا إلى ثلاثين مليون سائح أو أكثر سيقتضى أيضا مزيدا من الاستثمارات الفندقية بالدرجة الأولي.. وفى باقى العناصر والمكونات التى تتطلبها هذه الزيادة.. من نقل جوى وبرى وقوى بشرية مدربة.. للخدمة الفندقية وغيرها.. وهذا كله يحتاج تفصيلا ربما تناولناه فى مرة أخري.
> المتحف المصرى الكبير بما يولده من اضافة هامة الى صناعة السياحة المصرية.. يدعم دور السياحة كقاطرة للتنمية ومحرك هام للاقتصاد القومي.. ومولد هام لفرص العمالة الكثيفة فى صناعة السياحة نفسها ثم فى أكثر من 70 خدمة وصناعة أخرى ترتبط بصناعة السياحة ومكوناتها..
>>>
> ومن هنا يأتى دور المتحف المصرى الكبير فى إعادة تشكيل خريطة السياحة المصرية.. بما يجعله محورا رئيسيا فى حركة السياحة الوافدة الى مصر.. يعيد ترتيب مفرداتها حوله.. ويحدد مساراتها ارتباطا به.. وفى هذا كله ما يمكن أن نسميه خريطة جديدة للسياحة المصرية.. يصبح المتحف فيها مرتبطا بكل المقاصد السياحية المصرية.. فضلا عما يجرى فى منطقة الجيزة من تخطيط عالمى سيخلق منها وجهة عالمية جديدة.. تحفل بمنتجها الثقافى الذى تنفرد به ويضاف إلى ذلك المنشآت الفندقية والسياحية والترفيهية.. والتجارية أيضا..
>>>
> وقد اعطى المتحف المصرى الكبير دفعة كبيرة لتحقيق إستراتيجية السياحة المصرية بالوصول إلى 30 مليون سائح فى عام 2031.. وأكد ضرورة الاسراع بتنفيذ متطلبات هذه الإستراتيجية.. وعلى رأسها استكمال الطاقة الفندقية المطلوبة.. والتى تفترض الارتفاع بعدد الغرف الفندقية من أقل من ربع مليون غرفة الى نصف مليون غرفة فندقية.. مع تهيئة بنية مطاراتنا لاستقبال الحركة السياحية المستهدفة.. وإعداد الطاقة الناقلة للحركة السياحية لمطاراتنا.. وتهيئة هذه الطاقة لاستيعاب الحركة السياحية المتزايدة.. مع كل ما يتطلبه هذا من زيادة كبيرة فى مقاعد الطيران المتاحة وزيادة ترددات الرحلات واضافة مقاصد جديدة تتجه اليها طائراتنا.. إلى جانب تهيئة وسائل النقل الداخلى بريا وجويا لمواجهة الزيادة المرتقبة.. إلى جانب ما يحتاجه تنفيذ الإستراتيجية من القوى البشرية المدربة للعمل فى كل القطاعات الفندقية والسياحية..
>>>
> ولا يقتصر الأمر هنا على قطاع السياحة وحده فيما يختص بتنفيذ الإستراتيجية.. بل ان كل الصناعات والخدمات المرتبطة بالسياحة.. وهى أكثر من سبعين صناعة وخدمة.. عليها أيضا أن تهيئ نفسها للمشاركة فى تنفيذ هذه الإستراتيجية.. بما يتطلبه هذا من زيادة طاقتها الانتاجية لمواجهة الطلب المتنامي.. يستوى فى ذلك الصناعات الغذائية مع كل الصناعات المرتبطة بصناعة التشييد والبناء التى ستتولى عمليات انشاء الفنادق الجديدة.. وصناعات الأثاث الفندقى والتكييف والمستلزمات الكهربائية.. إلى آخر قائمة السبعين صناعة وخدمة المرتبطة بالسياحة..
>>>
> نحن مع افتتاح المتحف المصرى الكبير.. وما ولده من فرص لزيادة سريعة فى الحركة السياحية.. فى طريقنا الى الإسراع بالوصول إلى هدف الثلاثين مليون سائح.. ولن يتحقق هذا الهدف إذا لم تتسارع خطانا فى توفير كل الاحتياجات التى تتطلبها هذه الزيادة..
>>>
> وهذا كله يعنى اننا مقدمون على نشاط اقتصادى كبير.. يرتبط بالزيادة المرتقبة فى أعداد السائحين.. فالسياحة كما نرى هى صناعة كل الصناعات.. وكل الخدمات.. وهى شريك أساسى فى دعم الاقتصاد.. وتوفير العملة الصعبة.. وتحقيق زيادة فى دخول كل المواطنين.. والارتفاع بمستوى كل المناطق السياحية.. وتحسين دخول المجتمعات المحيطة بها.. وتوفير الملايين من فرص العمل.. فمع كل مليون سائح اضافى تنشأ 200 ألف فرصة عمالة جديدة..
>>>
> ونود أن نرد بكلمات قليلة على الجهلاء والمغرضين والمشككين الذين يقول بعضهم ان انشاء عدة مصانع بدلا من المتحف المصرى الكبير كان أفضل لمصر.. وان كان هذا القول لايستحق الرد.. لأنه فى المقام الأول جهل مطبق.. لا يرى الاثر الاقتصادى الكبير للمتحف المصرى الكبير.. فضلا عن مردوده الثقافى والسياسى والحضاري.. ومن الواضح أن من يقولون بهذا هم من جماعة الظلام والاظلام الذين لا يريدون لمصر أى خير.. ويشككون فى كل انجاز.. ويسفهون كل جهد يبنى لمصر.. وهؤلاء كلهم ينبذهم المصريون جميعا.. وتكفينا فرحة المصريين جميعا واحتفاؤهم بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. فى كل أرجاء الوطن.. لنؤكد ان هؤلاء الجهلة والمغرضين بوم ينعق.. وان مسيرة النجاح والانجاز تتواصل.. رغم أنف كل المشككين والحاقدين والمتآمرين.









