التجاوزات أمر وارد والأخطاء طبيعة البشر ومن حق الجميع الاختلاف فى الرأى أو حتى النقد لكن ان يتحول الأمر إلى محاولات للهدم والتشكيك والتعميم.. فهذا أمر يشير إلى وجود نوايا خبيثة تتسق مع حجم الاستهداف غير المسبوق للدولة المصرية فى ظل ما تحققه من قوة وقدرة ونجاح على كافة الأصعدة.. خاصة بناء دولة المؤسسات والقانون والنزاهة والشفافية وهى التى ترسخت فى ظل وجود قيادة سياسية امتلكت الرؤية والإرادة والشرف الوطنى للانطلاق إلى المستقبل بوطن يليق بمصر وشعبها.. من هنا جاءت محاولات مستميتة وخبيثة من الداخل والخارج لطعن التجربة المصرية والإساءة إليها وتشويه نجاحــاتها وإنجازاتها خاصة أنها رسخت عقيدة الاحتكام للمواطن التى دائماً ينتصر لها الرئيس عبدالفتاح السيسى ويحميها دستور الدولة.
لا أحد ينكر حدوث بعض التجاوزات فى المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب.. لكن من الخطأ التعميم والسؤال المهم.. هل تخلت الدولة عن مواجهة هذه التجاوزات؟.. هل صمتت؟.. هل تغاضت؟.. على الاطلاق لقد جاءت تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسى على صفحته فى مواقع التواصل الاجتماعى ثم ما قاله خلال حضور كشف الهيئة بأكاديمية الشرطة.. عن هذه التجاوزات وضرورة الاحتكام لإرادة المواطن بشكل نزيه وشفاف وأكد للهيئة الوطنية للانتخابات باتخاذ ما تراه مناسباً من أجل تحقيق العدالة والنزاهة والشفافية والهيئة الوطنية للانتخابات مستقلة بنص الدستور لا أحد يتدخل فى عملها ولا سلطان عليها إلا الضمير.
أعلنت نتائج الانتخابات فى المرحلة الأولى لمجلس النواب وألغت الانتخابات فى 19 دائرة انتخابية بـ «7» محافظات ليس هذا فحسب بل هناك 259 طعناً أمام «الإدارية العليا» تنظر فيها وتحكم غدًا.. إذًا إرادة الدولة قيادة ومؤسسات تتمسك بأهداف النزاهة والشفافية والاحتكام لإرادة المواطن والشعب فى اختيار من يمثله ليس فى مجلس النواب فقط ولكن فى كافة الاستحقاقات الدستورية وهذه عقيدة الجمهورية الجديدة.
ولأن هناك متربصين أشكالاً وأنواعاً فى الداخل والخارج منهم من يتناول الأمر «يا فيها يا أخفيها» ومنهم أيضاً من هو مريض بمبدأ خالف تعرف ويحمل مشاعر سلبية أجبرته على التحريض على الدولة ومحاولة تفكيك مؤسساتها بالسعى لتشويه العملية الانتخابية برمتها وفريق ثالث مدفوع ومأجور من أصحاب المصالح أو الانتهازيين الجدد والفريق الرابع منابر وأبواق الجماعة الإرهابية التى لا تتوقف عن الأكاذيب والتشويه والتشكيك والتحريض ليس بهدف الإساءة للتجربة الديمقراطية وانتخابات النواب فحسب ولكن بهدف تعمل من أجله وتسخر أدواتها لتحقيقه وهو تنفيذ مخطط إسقاط الدولة لصالح أعداء مصر وفى المقدمة بطبيعة الحال الكيان الصهيونى الذى كشفت السنوات الأخيرة انه متحالف مع الكيان الإخوانى الإرهابي.. وللأسف الشديد هناك من ينخدع بهذه الحملات التى تعمل على تزييف الوعى لا أحد ينكر حدوث تجاوزات من بعض الانتهازيين وهذه التجاوزات تم التصدى لها وهناك أخرى سيحسم أمرها فى ساحة القضاء.. إذًا الدولة ومؤسساتها لم تصمت بل تحركت سريعاً عندما رصدت هذه التجاوزات وربما يمكننى القول بثقة واطمئنان أن هذه الأمور والتجاوزات تحدث فى أقوى وأكبر الدول الديمقراطية فى العالم وهناك خروقات فى الانتخابات بها وكذلك مال سياسى بل وأقول إنه يتم التغاضى عنه وهذا ما لم تفعله الدولة المصرية التى تصر وبقوة على تفعيل إرادة المواطن.
على كل مواطن فى هذا البلد أن يدرك أموراً كثيرة أبرزها وأهمها ان مشاركة المواطن واختياره الصحيح لبنة فى بنيان هذا الوطن الذى يتطلع إلى القوة والقدرة والتقدم.. كما أن على الشعب ان يعى ان هذه الأمة مستهدفة وتواجه أخطر التحديات والتهديدات والمخططات وان ضرب اللحمة والاصطفاف الوطنى هو هدف رئيسى لقوى الشر لأن الشعب المصرى اختار الصلابة والإرادة فى مواجهة المؤامرات على الوطن.. لذلك فشلت كل محاولات إسقاطه وهدمه وهناك فئة جديدة لا تقل خطورة عن الإخوان الإرهابية بل ربما تكون أذرعاً يسارية لهذه الجماعة لا تتوقف عن التشويه والتنظير والانتهازية.. لذلك تخرج علينا بأحاديث فارغة بلا سند أو واقع.. فماذا تفيد كلمات هؤلاء فى الوقت الذى تدرك فيه الدولة قيادة ومؤسسات هذه التجاوزات وتتصدى لها بحسم.. فالفيصل عندى وعند الجميع هل تم التغاضى عن هذه التجاوزات أو الانتهاكات أم هناك تصد بحسم وحزم والذى تجلى فى إلغاء الانتخابات برمتها فى 19 دائرة انتخابية.. وتلقى والنظر فى 259 طعناً.. بل أقول ان القيادة ومؤسسات الدولة والهيئة الوطنية سيكونون فى منتهى السعادة والفخر بحرص المواطن أو الناخب على الاختيار الصحيح.. لكن أقول لكل مواطن مصرى لماذا لا تنزل وتشارك وتحمى حقك ولك حرية الاختيار والدولة تتعهد بحماية اختيارك وحقك.. فالديمقراطية ليست بالضجيج والشعارات والمتاجرات من قبل البعض.. بل هى إرادة ممارسة الحق الدستورى والمشاركة والفعل.
ربما تحتاج توعية وتثقيفاً لأهالينا من المواطنين البسطاء لمحاولات الخداع وتزييف الوعى أو الاستقطاب.. لكن المصريين جميعاً يرفضون محاولات الطعن والتشويه التى تؤججها مجموعات انتهازية لديها ارتباطات أخري.. أو ران على قلبها السواد والعداء لمصلحة الوطن.
والسؤال المهم لماذا لم تتوقف أمام الأعداد الكبيرة للاعادات فى الكثير من الدوائر بمحافظات المرحلة الأولى من مجلس النواب الا تكشف أيضا عن الأسباب وعن وعى الناخبين وموقفهم من النواب الذين هجروا دوائرهم وتذكروها مع الانتخابات بل لا أقول الإعادة ولكن الفشل فى النجاح لنواب سابقين فى دوائر معينة وهذا بسبب وعى الناخب أو الموطن.
الاختلاف حق وأمر صحى والنقد ضرورة لكن تعمد التشويه والهدم والإساءة واطلاق العنان للأكاذيب والمزاعم فهذا استهداف ومحاولات للهدم.. فالدولة القوية التى يعيش فيها شعبها فى أمن واستقرار هى دولة مؤسسات وقانون ومجلس النواب هو أحد مؤسسات الدولة المهمة للغاية والدستورية.. فلماذا محاولة هدم وتعطيل وتشويه طريق اخترناه.. فالبرلمان إحدى ركائز الدولة الوطنية التى يسعى أعداء مصر إلى هدمها وإسقاطها من هنا يجب ان ننتبه.
لست ضد الرأى والرأى الآخر أو حتى النقد بموضوعية لكننى ضد محاولات اهالة التراب على كل شيء.. التركيز فى تضخيم السلبيات وتجاهل ما اتخذ تجاهها وتجاهل الايجابايت.. هذا هو الهدم بعينه.. لذلك علينا ان نتمسك بطريقنا ومسارنا والاستفادة من الايجابيات وتعظيمها وتلاشى الأخطاء وتجنبها تلك هى تجارب الأمم والدول.. المهم ان نواجه وقد واجهت الدولة المصرية وبحسم ولم تتغافل أو تتجاهل.. لذلك على كل المصريين ألا يقعوا فى براثن الخداع والتزييف.









