أفتتحت إدارة التدريب بدار الإفتاء المصرية اليوم أُولى محاضرات “دورة مهارات صياغة الفتوى الشرعية” للباحثين الشرعيين تحت رعاية فضيلة الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية.
ألقى فضيلة الدكتور شوقي علام رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ ومفتي الجمهورية السابق محاضرة علمية موسعة تناولت منهجيات صياغة الفتوى الشرعية ومراحلها وضوابطها مؤكدًا أن أرشيف دار الإفتاء يعد سجلًّا حيًّا لحركة التاريخ المصري والإسلامي موضحًا أن تاريخ العلماء زاخر بالنماذج المشرقة للتعاون بين الدولة والعلماء والأمة وأن العلماء كان لهم دور كبير في خدمة أوطانهم وأن دار الإفتاء كانت ولا تزال داعمة لإستقرار المجتمع.

تناول د. شوقي علام مراحل بناء الفتوى منذ صياغة السؤال وحتى الخروج بالحكم الشرعي مشيرًا إلى أن الفتوى شهدت تطورًا في صياغتها عبر العصور وأن المفتي يعمل وفق منهجية علمية راسخة تقوم على تراكم معرفي وأن الأمانة تحيط بكل جوانب عملية الإفتاء .
أوضح أن الوصول إلى الطمأنينة ثم اليقين في الفتوى يعتمد على “فقه الثبوت” و”فقه الدليل” وأن الأدلة الشرعية لاتقتصر على القرآن والسنة فحسب بل تشمل القياس والمصالح المرسلة والعرف وغيرها مؤكدًا أن الإكتفاء بالقرآن والسنة دون بقية الأدلة هو “عبث” لأنها أدلة معتبرة لها أصولها الشرعية .
كما تحدث فضيلته عن أهمية “الإستشراف الفقهي للمستقبل” موضحا أن الفتوى تقوم على ثلاثة أركان: فقه الدليل وفقه التعليل وفقه التنزيل مؤكدًا ضرورة تأهيل المفتي علميًّا ومنهجيًّا وأشار إلى إتجاهات حديثة لدى المستفتين تطالب بتقديم الدليل مع كل حكم شرعي أو فتوى متوجهًا للباحثين بقوله: “عليكم مسؤولية كبيرة فأنتم تحملون راية الإفتاء التي تنير العالم”.
أختتمت المحاضرة بتأكيد فضيلته أن تأهيل المفتي هو عملية شاملة تتطلب فهمًا للنص والواقع والدليل والعلة والتنزيل ليكون قادرًا على مواكبة المتغيرات وتقديم الحكم الشرعي الذي يستجيب لمقتضيات العصر دون التفريط في ثوابت الشريعة.












