نهر النيل هو شريان الحياة للمصريين وكما قال هردوت فى الماضى ان مصر هبة النيل كل هذا الكلام الجميل يعرفه الجميع ويؤمن به كل مصرى ولكن لان نحن بحاجة إلى التفكير فى ما يحدث من حولنا فيما يخص مياه النيل.
الوضع الحالى فى ظل تصرفات إثيوبيا أحادية الجانب التى قررت أن تتصرف وحدها دون رادع سواء فى فتح السد مما تسبب فى فيضانات أو فى اغلاقه بسبب عطل فى توربينات السد رغم كل المحاولات المصرية للتعامل بحكمة كاملة لحماية حقوقها فى مياه النيل وفى نفس الوقت إعطاء الفرصة لاثيوبيا لعمل نهضة من خلال توليد الطاقة من اجل التنمية.
ورغم كل المحاولات المصرية تجد تشددا فى الموقف الإثيوبى وهذا الموقف يحتاج إلى التأمل والتفكير لماذا هذا التعنت والميل للصدام مع مصر رغم أن إثيوبيا لا تحتاج الماء للزراعة لأنها قامت ببناء السد على حدودها مع السودان معنى ذلك أن الهدف فقط هو توليد الكهرباء.. إذن ما السبب الحقيقى وراء هذا التعنت أو إظهار كراهية لمصر.
من وجهة نظرى المتواضعة ان إثيوبيا ليست هى صاحبة القرار هنا إنما هناك لاعبون خلف الستار لديهم رغبة فى استخدام ورقة المياه للضغط على مصر فى المستقبل ولكن هناك ثقة كبيرة فى قدرة القيادة السياسية فى حماية حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل وقد أكدها الرئيس السيسى عندما قال ان حصة مصر من مياه النيل خط أحمر لا يمكن المساس به ..
ونحن من جانب آخر يجب أن نعمل على الحفاظ على مياه النيل وهذه ليست مسئولية الدولة وحدها والتى قامت العديد من المشروعات العملاقة للحفاظ على مياه نهر النيل انما هى ايضا مسئولية مشتركة بين الدولة والشعب فيجب على الحكومة القيام بحملات توعية بأهمية المياه خلال المرحلة القادمة وعلى الشعب أن يعرف انه ليس معنى توافر المياه أن نستهلك بلا وعى وأن نهدر ما لدينا بدون حساب.
نحن نمر بمرحلة مهمة جدا فى تاريخ نهر النيل فى الماضى لم تكن هناك أطماع فى مياهه ولكن الآن أصبح مطمعا للجميع خاصة أن حروب المستقبل سوف تكون على المياه وليس البترول ومن الطبيعى أن تحلم دول حوض النيل بالتنمية والتطور ولكن يجب ألا يكون على حساب الآخر فلا يعقل أن تطلب منى أن أموت من أجل أن تعيش انت ولكن إذا كانت العلاقة متوازنة وقائمة على الاحترام المتبادل والرغبة فى العيش فى سلام اجتماعى واقتصادى مشترك فمرحبا بهذا الاتجاه.
وفى الآخر يجب أن نثق فى القيادة السياسية المصرية لحل أزمة سد إثيوبيا وتحقيق الصالح المصرى فى المقام الأول وأن نقف بجوار الدولة فى حماية مياه النيل من الإهدار والضياع بسبب اللامبالاة وغياب الوعى بأهمية المياه لمصر لأن نهر النيل هو شريان الحياة.









