من المؤكد أن ما مرت به مصر من ظروف عصيبة فى أعقاب ماسمى «بالربيع العربى» الذى لم يكن سوى مجرد خريف غضب مدمر إقتلع العديد من الدول العربية الرواسخ التى كانت تعد بمثابة الأوتاد فى تثبيت خيمة النظام الإقليمى العربى .. وتعد مصر هى الدولة الوحيدة التى تمكنت من النجاة من ذلك الطوفان الجارف وأن تثبت بيد العزيز المقتدر وبفضل قواتها المسلحة الباسلة التى كانت بمثابة حائط الصد وخط الدفاع الأول فى الذود عنها وحماية شعبها ومقدراتها.. وبالرغم من ذلك فمازالت هذه التحديات قائمة بل وعلى نحو أكثر قوة وخطورة وعلى كافة الجبهات لأول مرة فى تاريخها فقد شملت كافة دوائر الأمن القومى بداية من الدائرة الجنوبية ممثلة فى «السودان» و«الصومال»والدائرة المتوسطية والدائرة العربية والإسلامية .. فى مؤلف «بول سيندى» بعنوان «الديناميات السياسية فى الشرق الأوسط « صرح قائلاً فى أعقاب الحرب العالمية الثانية تمركزت قضية الوحدة العربية والقيادة حول مصر التى كانت تعتبر القوة الإقليمية الكبرى آنذاك لما تتمتع به من نفوذ ومصالح فى المنطقة بالإضافة إلى حضورها القوى فى العالم العربى الذى يماثل إلى حد كبير الحضور الأمريكى فى أوروبا وأمريكا اللاتينية ..فى مقال أنتونى دوركين» بعنوان مصر على حافة الهاوية» صرح قائلاً لقد زادت خطورة الوضع الأمنى فى مصر مع توسع خطر الجماعات الإرهابية ضد المصريين واشتداد موجات العنف التى كانت تقوم بها.. ويؤكد «دوركين « قائلاً بالرغم من ذلك فقد بدأ «الرئيس السيسى» فى القيام بتلك الإصلاحات الاقتصادية التى لطالما طال انتظارها إذ كان هناك حاجة ماسة إلى حدوث تغيير أعمق وعلى نحو أكثر هيكلية لتوفير فرص العمل للمصريين ورفع مستوى معيشتهم.. لقد فرض موقع مصر الجغرافى ومكانتها أن تكون على خط المواجهة فى تلك الحرب العالمية ضد الإرهاب.. لقد كان عليها أن تقوم بتلك العملية العسكرية الكبرى فى سيناء لتصفية الإرهابين وتدمير الأنفاق التى تربط بين «غزة» و«سيناء»والقضاء على زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس المتمركز فى سيناء .. فى مقال «جانيت ويلش بروان» بعنوان أبعاد الأمن القومى فى مصر» صرحت قائلة تشمل هذه الأبعاد حماية الدولة من الهجمات العسكرية والتهديدات «السيبرانية» وغيرها من مصادر الخطر التى تهددها وعلى رأسها تلك التى يمكن أن تقوض استقرارها ورفاهيتها .. وتؤكد «بروان» قائلة من بين تلك الأبعاد إتخاذ كافة التدابير التى من شأنها حماية الأمن القومى بما فى ذلك سياسات الدفاع العسكرى والأمن السياسى والأمن الاقتصادى والعمليات الاستخباراتية والتأهب للطوارئ والأمن البيئى من أجل حماية مواطنى الدولة ومؤسساتها ضد كافة الأعمال العدائية .. وتؤكد «بروان» على أن من بين تلك المهام مواجهة عوامل تدهور التربة والتصحر التى من شأنها أن تؤدى إلى سلسلة من التدهور فى توفير الخدمات التى تعتمد على التربة وتعد أيضاً بمثابة حجر الزاوية للأمن القومى المصرى فى عصر يموج بالاضطرابات العالمية ..









