شهدت مصر، الأربعاء، الماضى أحداثًا سياسية واجتماعية واقتصادية، أبرزها، مشاركة الرئيسين السيسى، وبوتين، رئيس روسيا الاتحادية، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، فى مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة النووية، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالعيد المصرى الخامس للطاقة النووية، (يوافق 19 من نوفمبر من كل عام) وهو ما يفرض علينا ان نتناول هذا الملف بإيجاز شديد نظرا لتنوع الأحداث بداية من الانتخابات النيابية، حيث تم إلغاء نتائج 19 دائرة من مجموع 70 فى 14 محافظة من مجموع 27، بعد التحقيقات التى تمت من قبل الهيئة العليا للانتخابات تنفيذا للرسالة القوية والحاسمة التى وجهها الرئيس للجميع، كما مثلت إشاره واضحة فى ضرورة الحفاظ على نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، وحتى إذا تطلب ذلك اتخاذ قرارات صارمة تجاه أى خروقات ولو أقتضت الضرورة إلغاء بعض أو كل الدوائر، مروراً بما تشهده المنطقة من فوضى يتعامل معها الرئيس السيسى والدولة المصرية بحكمه بالغة وتطبيق فاعل لمعنى أبعاد «الصبر الاستراتيجى» الذى يتبعه الرئيس فى التعامل مع كافة التحديات والأزمات التى تواجه مصر منذ توليه المسئولية.
نعود الى ملف الضبعة، ونؤكد ان الدعم المباشر والمتابعة الشخصية من جانب الرئيس كان لها دور حاسم فى سرعة الإنجاز والوصول إلى مرحلة متقدمة من بناء محطة الضبعة النووية، كما اكده المتابعون لهذا الملف.
أيضا يؤكد التعاون بين مصر وروسيا فى هذا المشروع انه رغم المحاولات التى يقوم بها البعض ووسائل الإعلام المختلفة لبث الفتنه بين البلدين مصيرها الفشل لعدة أسباب منها قدرة القيادة السياسية على التعامل التهديدات والتحديات للجمهورية الجديدة التى اطلقها يمكن التعامل معها بما يحافظ على استمرارية البناء ناهيك عن العلاقات التاريخية بين البلدين الثابته، والقائمة على الاحترام المتبادل والثقة- التعامل المصرى -الروسى صعب على احد ان يخترقه مع وجود رئيس دولة قوى، وقارىء جيد للتاريخ، وواعِ لما يدور حولنا من مؤامرات لا يمكن إعلانها، لكنها تدور فى الخفاء، ومستمرة دون كلل او ملل من المتآمرين!!
المعروف ان مصر وروسيا وقعتا فى عام 2008، على اتفاقية حكومية حول التعاون فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لكن الأحداث التى مرت بها مصر ساهمت فى التوقف الكامل للمشروع حتى جاء الرئيس السيسى ليبرم اتفاقا فى عام 2015، للتعاون فى بناء محطة «الضبعة» للطاقة النووية يتضمن تقديم الجانب الروسى قرضا بقيمة 25 مليار دولار صادق الرئيس بوتين مؤخراً على تعديل اتفاق سداد القرض المقدم لمصر لإنشاء محطة الضبعة النووية، بالروبل الروسى، بسبب صعوبة سداد القروض بالعملات غير المواتية، بحسب وسائل إعلام محلية هنا يؤكد خبراء الطاقة أهمية قرار الروبل الروسى للمساهمة فى تسريع وتيرة تنفيذ المحطة، التى تساهم فى تغطية جزء كبير من احتياجات البلاد، وتنويع مصادر الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية.
وفى ديسمبر 2017، وقعت الدولتان محاضر بشأن بدء سريان العقود التجارية لبناء محطة الطاقة النووية، وفى يناير 2024، شهد السيسى وبوتين فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى، عبر تقنية الفيديو كونفرانس.
يهدف مشروع الضبعة للطاقة النووية إلى بناء أربع وحدات من مفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسى بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وتعتبر مفاعلات الماء المضغوط التى تم اختيارها هى أكثر أنواع المفاعلات شيوعًا فى جميع أنحاء العالم، وتعد أول محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية فى مصر.
يمكن القول إن ما حدث الأربعاء الماضى يوما تاريخيا يستحقّ الرصد والتسجيل لتنوع فعالياته حيث شهد فعالية تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بمحطة الضبعة، واحتفال مصر بالعيد السنوى الخامس للطاقة النووية، وكذلك التوقيع الرسمى على أمر توريد الوقود النووى للقلب الأول للمفاعل بالوحدة النووية الأولى، وهو إجراء رئيسى يؤكد جاهزية المشروع للانتقال إلى المراحل التالية من التنفيذ، وتعد هذه الخطوات مجتمعة من أبرز العلامات الفنية فى مسار تنفيذ مفاعلات الجيل الثالث+، بما يعكس تقدّم العمل فى المشروع وفق أعلى معايير الجودة والأمان النووى.
الخلاصة .. يمكن القول إن «مصر -السيسى» تدير «فوضى المنطقة» بحكمة ودون خسائر، وكذلك مظاهر الاحتفالية المعنية بتركيب «قلب أول مفاعل نووى» بمشاركة من الرئيسين المصرى والروسى يعكس اعلان ميلاد قوة جديدة، وشراكة إستراتيجية من الصعب التأثير عليها، وإن مصر دخلت نادى الكبار رسميا، بل يمكن القول ان المفاعل بمثابة «سد عال جديد «يتم بنفس الشراكة والارادة لكن بتكنولوجيا أعلى ومكانة أكبر للدولة المصرية.
خارج النص:
يمكن القول إن مشروع الضبعة النووية من أهم المشاريع القومية فى تاريخ مصر الحديث وان المحطه خطوة مهمة نحو تعزيز أمن الطاقة وتحقيق التحول إلى اقتصاد أكثر استدامة وابتكارًا فى استخدام الطاقة النظيفة.
