أول كلمة ممكن يقولها أى إنسان طبيعى عندما يعى حجم التحديات والتهديدات التى تواجه مصر ويدرك أنها غير مسبوقة، ويرى حجم ما يتحقق فى هذا البلد الذى كاد يضيع، أن يقول كان الله فى عونك وأى مواطن واع وشريف ومخلص وينتمى لهذا الوطن لسان حاله حتمية الحفاظ على الوطن فى ظل سلوك وكل حركة، وكل كلمة، من يكتب ويقول، لأننا نعيش فى فترة فارقة فى تاريخ هذا البلد، حتى يأخذ مكانه ومكانته المستحقة وحتى ينجو من مؤامرات، ومخططات قوى الشر التى لا تخطئها العين تراها من كل صوب وحدب، نيرانًا مشتعلة، وصراعات متأججة، وأوهامًا لا تغيب عن عقول أصحابها المريضة، تستهدف مصر، وجودها.. أرضها.. حدودها.. وسيادتها، حتى تنفذ أوهام قوى الشر فى بناء شرق أوسط جديد على هوى وأوهام الكيان الصهيونى، ومحاولات للابتزاز والمقدرات الوجودية المصيرية، ناهيك عن تحديات البنــاء والتنميــة وتحقيق وتنفيذ مشـــروع مصـــر للتقدم، وما يواجهه من اشكاليات محدودية الموارد، ويتحقق التغلب عليها بما يفوق التوقعات، وبتوفيق من الله ثم قائد يملك الرؤية والإرادة.
أتحدث عن معايير السلامة الوطنية، أى الحفاظ على الدولة واستقرارها وسلامتها، والمضى واستكمال مسيرة البناء والتنمية، وأهم وأبرز هذه المعايير أو المقومات والأسباب الوعى والاصطفاف الوطنى، والالتفاف الشعبى حول التجرية المصرية فى الإصلاح والبناء والتنمية والتقدم وهو ما يتحقق ونراه بين أيدينا مهما كانت تداعيات ومعاناة هذا الإصلاح لكن الشعب يدرك ويعى أنه المسار الوجودى والاجبارى للتخلص من الأزمات المزمنة والمشاكل المتراكمة ليس بنظام المسكنات ولكن بالإصلاح الذى يرتكز على التشخيص الصحيح تم العلاج الجذرى.
قفز إلى عقلى خطورة ما نعيشه من تحديات وتهديدات فى منطقة شديدة الاضطراب والمتغيرات الجيوسياسية، خاصة أن كل ما ينسج من مخططات ومؤامرات الهدف منه التخلص من مصر التى تقف حجر عثرة وصخرة صلبة أمام مشروع الكيان الصهيونى، لذلك ما بين تهديدات الخارج وتحديات الداخل، وجدتنى أصل إلى مصطلح هو معايير السلامة الوطنية، والتى نقول إنه فى ظل هذه الرياح العاتية، والأمواج العالية، والعواصف العنيفة، هناك متطلبات من الجميع من أجل الحفاظ على الوطن فى ظل هذه الأجواء الشرسة وفى ظل أهدافنا وتطلعاتنا وأحلامنا التى نراها تتحقق أمام أعيننا بعد أن كانت على مدار عقود فى عداد المستحيلات.
فلا يخفى على أحد، بل بات الجميع يحفظ ذلك عن ظهر قلب، أن ما يدور حولنا فى السودان وليبيا وفلسطين، و«البحرين الأحمر والمتوسط»، والقرن الأفريقى وحوض النيل حتى فى امتدادات الأمن القومى المصرى فى اليمن وسوريا ومنطقة الساحل والصحراء والدفع بالإرهاب من جديد وميليشياته لمحاولة السيطرة على الحكم فى بعض الدول وسط مشروعات مشبوهة، ودعم غزير لجماعات وميليشيات الإرهاب التى صعدت إلى العلن، لتجاهر بعلاقتها الوطيدة مع قوى الشر وأن ما كان يظهر على السطح من وجود عداء وحروب عنيفة بين قوى الشر وميليشيات وجماعات الإرهاب كان مجرد صناعة لعداء غير موجود ولكن مخطط متفق عليه، هذا الدور الشيطانى الذى لعبته جماعة الإخوان الإرهابية، ومفارزها وخلاياها وما خرج من رحمها الخبيث فى شكل داعش والنصرة والقاعدة وغيرها من التنظيمات الوظيفية التى تدار عبر أجهزة مخابرات أمريكية وبريطانية وصهيونية، لتتبدل الأحوال من العداء المصطنع، إلى شهور العسل والغرام والهيام، وفيض التنازلات وتنفيذ المخططات وتقديم الدول على طبق من ذهب لألد أعدائها وتجريدها من قوتها وخلع أنيابها، لمزيد من التوسع والتوغل الصهيونى، وفى هذا المشهد تقف الدولة المصرية شامخة قوية، قادرة شريفة فى وجه هذه المخططات والجماعات والميليشيات والأوهام والأطماع الصهيونية، وهذه القوة المصرية التى تجلت فى إجهاض مخطط تهجير الفلسطينيين، ودخول معركة شرسة لإحباط مخططات التقسيم، فى بعض دول العرب التى تعانى أزمات وجودية واهتراء فى الدولة الوطنية، ومن قوة مصر ومواقفها الحاسمة والصلبة، للتهديدات الخارج إلى بناء القدرة الشاملة فى الداخل وهو ما يتحقق بمعدلات تاريخية، كنتاج لتجربة ملهمة فى الإصلاح والبناء والتنمية، كل نتائجها تشير إلى أننا أمام مستقبل قريب واعد، فالبشائر الاقتصادية سواء فى ارتفاع حجم الصادرات، وتحويلات المصريين فى الخارج والنمو الاقتصادى، وتتدفق الاستثمارات وانتعاش غير مسبوق فى السياحة، وتعاون وشراكة دولية إستراتيجية مع قوى كبرى فى العالم، وإنجازات غير مسبوقة مثل ملحمة الموانىء المصرية، والمحطات البحرية التى ستكون فارقة فى الاقتصاد المصرى وإحدى الخطوات للتغلب على محدودية الموارد، وأيضا محطة الضبعة النووية، هذا الحلم الذى يتحقق أمام أعيننا رغم تعطله منذ منتصف القرن الماضى، وبتشغيل هذه المحطة النووية ستوفر مصر من 2.5 مليار دولار إلى 3 مليارات دولار سنويًا ناهيك عن تعزيز دور مصر ومكانتها كمركز إقليمى للطاقة، وأيضا دعم مسيرة التنمية الشاملة وانعكاساتها على الصعيد الاقتصادى وزيادة الموارد المائية، وتوفير الوقود الأحفورى، كل ذلك يقودنا إلى أهمية الحفاظ على الوطن سواء أمنه القومى فى ظل التهديدات والمخططات والمؤامرات فما يحدث فى السودان واليمن وليبيا، وفلسطين والبحر الأحمر، وحوض النيل، والساحل والصحراء كل ذلك الهدف منه مصر، محاولات لتهديد وإرباك الأمن القومى المصرى، والفاعل معروف فى كل هذه الأجواء، والتحديات والتهديدات والمخططات والمؤامرات، ناهيك عن حملات شرسة لا تتوقف من الأكاذيب والشائعات والتشويه والتشكيك ومحاولات تزييف وعى المواطن، وتحريضه لذلك كل هذا الإسهاب فى عرض المشهد المصرى وما يواجه من تحديات وجودية، وما يتحقق من انجازات ونجاحات تاريخية، يستلزم أمورًا مهمة، وهى أن يدرك كل منا.. مواطنًا وشعوبًا أهمية كل سلوك، وتصرف وكلمة وفعل للحفاظ على هذا الــوطن واصطفــاف الشعــب، وهو الاســاس كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يصف الشعب دائمًا بأنه البطل، وفى أكاديمية الشرطة كررها ثلاث مرات، إن ما تحقق من نجاحات وانجازات فى ظل أوضاع قاسية ومعقدة، لان يد الله كانت ومازالت حاضرة، ودعم المصريين، وصبرهم وتضحيات، فلا يجب لأحد، أن يخدش هذا الاصطفاف لأنه السلاح الأهم والأبرز والحقيقة أن التجربة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو صمام الأمن والأمان والاطمئنان لكل المصريين لا يهمه، وجل أهدافه، مصلحة الوطن والمواطن والحفاظ على مبادىء وركائز الجمهورية الجديدة من النزاهة والشفافية، والتى رسخها على مدار سنوات، لذلك لا يمكن لأحد أن يجنح أو يشرد عن هذه المبادىء ولابد أن يكون كل منا مسئولاً عن كل تصرف وسلوك وكلمة، أن يضع عينه دائمًا على الحفاظ على الاصطفاف الوطنى وأن يدعم وعى وصبر وتحمل ورضا المواطن فى ظل حالة بناء هذا الوطن ووضعه فى مكانته المستحقة لذلك دائمًا يتصدى الرئيس السيسى للانتهازيين الجدد الذين وصلوا إلى حد السعار.









