أهدت مصر العالم متحف القرن والذى يعد من أعظم الإنجازات المصرية بما يتضمنه من آثار خالدة تركها لنا أجدادنا القدماء..وخاصة محتويات مقبرة الملك «توت عنخ آمون» التى يقف العالم أمامها فاغرا فاه منبهرا لتلك الروائع لفرعون صغير فما بالك ما كان تحتويه مقابر الملوك العظام أمثال رمسيس الثانى وتحتمس الثالث وأمنحوتب الثالث.. فما هى قصة اكتشاف هذه المقبرة التى تعرض كل محتوياتها لأول مرة فى متحف القرن..؟
فمنذ اكتشاف مقبرة هذا الملك الشاب عام 1922م على يد الأثرى «هيوارد كارتر» وتوت عنخ آمون يشغل المحافل العلمية والأثرية والإعلامية فى كل الدنيا ومازال حديث الناس الذى لم ينقطع عن ما أثاره موت الملك المفاجئ وتارة عن الذين حضروا.. افتتاح المقبرة أو ساهموا فى الكشف وقيل انهم أصيبوا.. بلعنة الفراعنة وتارة عن القيمة الأثرية والتاريخية والحضارية والجمالية لما خلفه من آثار وتراث إنسانى خالد تجلت فيه روح الفن المصرى العريق، وتارة عن الثورة التى أعادت كهنة « آمون « إلى عرش الكهنوت المصرى ولطيبة – الأقصر حالياً – مكانتها السالفة كعاصمة لمصر بعد أن كادت تعصف بها ثورة سلفه « إختانون « رائد رسالة التوحيد.
يقول «جويس ميليتون» فى كتابه «مصر مشرق القوة» يعتبر اكتشاف المقبرة أهم وأعظم الاكتشافات الأثرية فى القرن العشرين كما تعتبر المقبرة بما فيها من محتويات أعظم كنز علمى عثر عليه الإنسان حتى الآن. وقد ذاعت شهرة هذا.. الملك الصغير منذ لحظة اكتشاف مقبرته فى جميع أنحاء العالم أيامئذ لم يكن لها شاغل أهم من أخبار هذا الملك الذى مات منذ نحو 3270 سنة فغطت أخباره على أخبار جميع الملوك الأحياء فى جميع ممالك الأرض..هذه الكنوز الضخمة من الذهب والقطع الأثرية الفنية البديعة التى أذهلت العالم والتى مازال يقف أمامها إنسان القرن العشرين فاغرا فاه من الإعجاب والدهشة لا يمكن تقديرها بثمن مهما غلا وارتفع الأمر الذى يجعل المؤرخين وعلماء الآثار يتساءلون لو كانت كل هذه الكنوز قد دفنت مع ملك ضيئل الشأن جدا..إذا قورن بغيره من أجداده من الملوك العظام من نفس أسرته فماذا كان حجم الكنوز والتحف الفنية الثمينة التى دفنت مع هؤلاء الملوك لتناسب عظمتهم وثراءهم ومكانتهم فى تاريخ البلاد وقد مات هذا.. الفرعون الصغير وعمره لم يتجاوز 19 سنة فى ظروف تؤكد أن شمس الأسرة الثامنة عشر قد مالت وأوشكت على المغيب.
كان للملك توت عنخ آمون قيثارة رائعة فى الفن وله بوق فى الحرب..توفى صغيراً ودفن فى وادى الملوك بالضفة الغربية لنيل الأقصر التى اعتبروها مدينة الموتى.. ولأن الشمس تغرب خلف جبل «القرنة». اعتقدوا أن الرحلة إلى العالم تبدأ من هناك.
فى الرابع من نوفمبر عام 1922 اكتشف كارتر الإنجليزى مقبرة الملك توت عنخ آمون بعد خمس سنوات من البحث والتنقيب وأخيراً وضع يده على أختام باب المقبرة.. وفى احتفال عالمى أعلن عن اكتشاف كنوز الملك توت عنخ آمون التى بهرت أنظار العالم وأدار بريق الذهب رءوس السياح لزيارة مصر والتمتع برؤية آثارها الخالدة.
والواقع انه ما ان انفتح باب مقبرة توت عنخ آمون حتى قدر لثلاثة أسماء أن تكتسب الشهرة والسيط العريض جنباً إلى جنب ألاوهم: « نب خبرورع – توت عنخ آمون « وهيوارد كارتر ثم لورد كارنافون «، وعرفت الدنيا كلها خبر الاكتشاف العظيم المدوى ودهش العالم بقدر ما انبهر من اثر الإعلان عن الكنوز التى تضمنتها المقبرة والتى لا تقدر بثمن بل لا يوجد ما هو أشد تأثيراً فى النفوس من آثار الملك الأسطورى الشاب توت عنخ آمون الحافلة بكل مظاهر الإلهة والراقى.









