لست أدرى لماذا دائماً نعوّل على الآخر وننتظر هذا الآخر فى كل صغيرة وكبيرة لان يحدث تغييراً أو يرمى لنا طوق النجاة لينتشلنا من الغرق أو يكون بمثابة نافذة الأمل بعد أن سدت كل النوافذ فى وجوهنا أو يكون ذلك الشعاع الخافت فى نهاية النفق المظلم حالك السواد لماذا ننتظر الآخر ليخرجنا مما نحن فيه.. ويكون الخلاص من القيود الخانقة التى تلتف حول رقابنا ولماذا هذا الاحتفاء الكبير بفوز زهران ممدانى بعمودية نيويورك.. ولست ادرى لماذا جال بخاطرى وانا استمع لخطبة النصر من الشاب المسلم الديمقراطى اليسارى الاشتراكى التقدمى النابه ذى الاصول الهندية الافريقية فهو هندى الاصل عاش مع اسرته فى اوغندا ضمن جالية يهودية كبيرة قبل الهجرة إلى الولايات المتحدة الامريكية جال بخاطرى نفس المشهد ونفس الاحتفاء المصرى العربى الافريقى بنجاح باراك اوباما برئاسة الولايات المتحدة الامريكية على منافسته هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة وقرينة الرئيس الامريكى الاسبق بل كلينتون احتفى الافارقة بفوز باراك اوباما كأول رئيس امريكى من ذوى البشرة السمراء ذى الاصول الافريقية وجاء أوباما إلى الشرق الأوسط واحتفينا به أيما احتفاء عندما جاء إلى مصر وزار مسجد السلطان حسن والقى خطبته العصماء فى معقل العلم العريق جامعة القاهرة التاريخية والتى ضمنها بعض الاحاديث والآيات القرآنية وكدنا نطير من الفرحة فها هو منقذ قضية الشرق الاوسط والذى يعيد ميزان العدالة وازدواجية المعايير الامريكية التى تميل دوماً نحو اسرائيل وغادر إلى حيث أتى بينما التفاؤل به يملأ الصدور ويومها كتبت فى ذات المكان مقالاً بعنوان »كلهم بوش« وحذرت من الافراط فى التفاؤل فلا يستطيع أحد أن يغير السياسة الامريكية التى تحكمها وتحركها مؤسسات ومصالح كبرى وصناعة القرار لا ينفرد بها البيت الابيض بعيداً عن السى آى إيه والبنتاجون والكونجرس ومرت الايام وجرت مياه كثيرة تحت الانهار ليفاجأ الجميع ان تدمير الشرق الاوسط واسقاط دولة وتمزيق شعوبه لم يتم إلا فى عهد باراك اوباما وهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية وان النكبات الحقيقية خرجت من عباءة هذا الرئيس ذى الاصول الافريقية الذى توهم كثيرون انه المنقذ والخلاص.
>>>
والحقيقة تابعت باهتمام بالغ وشغف نجاح زهران ممدانى عمدة نيويورك ليس لانه شاب مسلم ديمقراطى تقدمى اشتراكى يبلغ من العمر 34 عاماً فالناخب هناك لا علاقة له بنسب ولا لون ولا دين وانما بالعطاء والعمل والصالح العام ورأيت فيه هذا التغيير الكبير فى شباب جيله الرافض للسياسة الامريكية فى محاباة اسرائيل على الدوام رغم غطرستها وعدوانها السافر على دول جوارها وحرب الابادة التى خاضتها ومازالت ضد الشعب الفلسطينى رأينا فيه هذا الجيل من الشباب المثقف الواعى الذى ملأ ساحات الجامعات الامريكية تظاهراً ضد الدعم الامريكى لحكومة تل ابيب ومدها بالمال والسلاح وهى تبيد شعبا صاحب الارض والحق..
رأيت فيه هذا التغيير القادم من شباب فى عمر الزهور يمثلون قادة المستقبل بعقل مستنير ينصر الانسانية على الديكتاتورية والعنصرية الاسرائيلية المدعومة من امريكا على الدوام.
رأيت فيه شباب جامعات فرنسا واسبانيا وبريطانيا والمانيا واليابان والصين وامريكا ذاتها هؤلاء الذين باتوا يخضعون رفضاً قاطعاً السياسات الاوروبية المنحازة على الدوام لصالح الدولة اليهودية ضد الحق وضد صاحب الارض رأيت فيه انتصاراً للإنسانية وانتصاراً لصوت الحق والعدل والديمقراطية الحقيقية ضد منافسه المدعوم من اللوبى اليهودى »أندروكومو« حاكم ولاية نيويورك السابق.
>>>
فهل يكون نجاح هذا الشاب الديمقراطى الاشتراكى بداية انحسار اللوبى اليهودى داخل الولايات المتحدة الامريكية وبزوغ فجر جديد تشرق فيه شمس العدالة الانسانية وتغرب إلى الابد غيوم المعايير المزدوجة والانحياز السافر نحو اسرائيل هل يمكن ان تتغير حقاً سياسة البيت الابيض وعواصم العالم ويتولى عجلة القيادة الاوروبية الامريكية هؤلاء الشباب الذين يمثلون التيار الانسانى الرافض لعمليات القتل والتشريد والابادة التى تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى والعدوان السافر ضد جيرانها سوريا ولبنان وإيران واليمن.
>>>
لكن السؤال الذى يطرق الرأس بعنف إلى متى نحن الشرق أوسطيين ننتظر الآخر ليكون بيديه خلاصنا إلى متى ننتظر ذلك الفارس المغوار يأتى من أقصى الفيافى ليفك قيودنا.. ويعيد ميزان العدالة الانسانية لقضايانا ويخلص المنطقة من المعايير المزدوجة والسياسة الغربية العرجاء التى تأتى دائماً على حقوقنا لصالح اسرائيل.. متى نقول بيدى لا بيد عمرو!!.. متى نحتفى بأنفسنا وليس بالآخر!!









