ما يحدث الآن بالمنطقة العربية هو العبث بذاته بنفس السيناريوهات المعلبة سابقة التجهيز والتي تستهدف إسقاط كل الدول الكبرى صاحبة الجيوش القوية بالمنطقة .. وللأسف لا أحد يتعلم ولا أحد يقرأ الأحداث ويعرف ما وراءها ..
البداية كانت بالعراق .. الدولة القوية التي يعمل لها الجميع ألف حساب فبدأ المخطط للقضاء على الجيش العراقي تمهيدا لإسقاط العراق في ثمانينيات القرن الماضي بتوريط العراق في حرب طويلة مع إيران استهلكت الجيش لسنوات .. ثم توريطه بخطة محكمة لاحتلال الكويت ليتم بعدها القضاء نهائيا على الجيش العراقي ثم سقوط العراق في خضم الصراعات الطائفية وصولا لمرحلة الانهيار والتقسيم والسقوط في دوامة الانهيار..
ثم نأتي إلى سوريا وما يحدث فيها الآن تحت شعار الاستقلال والتحرر من حكم الطاغوت لنصل إلى الحكم الذي يريده البعض حتى تكون حجة السيطرة جاهزة ويكون مبرر التدخل متوفرا لضمان أمن الكيان الغاصب الذي أعلنت الأمم المتحدة أنه تم رفع العقوبات عن سوريا بتوصية من إسرائيل في مسلسل ولا أروع للدراما والمأساة في أكثر صورها سخرية .. عندما تطلب إسرائيل رفع العقوبات عن زعيم كانوا يعتبرونه يوما العدو الأول الذي يطالبون برأسه والآن يطلبون له العفو والسماح بل والدعم .
ونفس الأمر يتكرر في السودان وبنفس السيناريو عندما تجد الصراعات والتحريض ضد الجيش السوداني في محاولات مستميتة لتدميره عن طريق صراعات قبلية أيضا مع دخول ميليشيا التدخل السريع لنجد جماعات من المرتزقة من كولمبيا وتشاد والنيجر ودول أخرى وبتمويل من راعية الإرهاب الدولي بريطانيا وبدعم مباشر بالمال والسلاح من دول عربية وشركات خاصة تابعة لها .. ولكن في النهاية يبقى الوضع في السودان رغم خطورته تحت السيطرة.
فالهدف الأكبر إلى جانب السيطرة على خيرات وبترول كل هذه الدول هو الوصول لمصر باعتبارها هي العقبة الوحيدة والباقية التي تمنع حلم إسرائيل الكبرى وتنفيذ المخطط الجهنمي لفرض سيطرة إسرائيل على المنطقة التى مازالت صامدة وتواجه المخطط بكل ثقة وقوة ويقف خلفها شعب وجيش ورئيس يعي ويدرك خطورة ما يحدث على الساحة بشكل يؤرق أعداء مصر بالخارج وعملاؤهم بالداخل .. وليعلم الجميع أن التهديدات من الجنوب لن تجعل مصر تهتز أو تتراجع .. وأن نموذج العراق أو سوريا لن يتكرر في مصر.









