ما زالت أصوات بعض القراء تستحوذ على قلوب مستمعيهم أمثال الشيوخ محمد رفعت والمنشاوى وعبدالباسط والحصرى والبنا وغيرهم من أصحاب الصوت العذب الجميل الذى حباهم به سبحانه وكان الكثير يحرص على التعاقد معهم لإحياء الليالى على موتاهم، بل وكانوا يتفاخرون بأن الشيخ فلان ذائع الصيت حضر وأقام الليلة وكان عدد الحضور خارج السرادق أكثر من داخله وكانوا يرددون الآيات خلف المقرئ ويطلبون منه الإعادة والإطالة لعذوبة صوته والتلاوة بالقراءات السبع.. وهذه هى عبقرية القرآن وجماله والذى نحمد الله على إنعامه علينا به كمسلمين وتمكينه فى قلوبنا وحفظه فى صدورنا «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» الحجر.. لأن آياته محكمات فيها هدايتنا وتلاوته فيها عذوبة ورقة وروحانية ويسر الأمر الذى جعل الكثير منا يحفظه عنه ظهر قلب ويفهم معانيه ويحب ترديده عند تلاوته بصوت عذب بل ويحاول البعض تقليد أصوات عباقرة التلاوة.
لذا كانت مبادرة «دولة التلاوة» التى أطلقتها وزارة الأوقاف والشركة المتحدة استجابة للحاجة الملحة إلى اعادة الاعتبار لفن التلاوة وإحياء روح المعانى القرآنية الذى ملأ حياتهم بأصواتهم العذبة المجتمع السليم وجعل الكثير من حفظة القرآن أتباعهم والسير على نهجهم فى التلاوة.
الحقيقة انطلاق برنامج «دولة التلاوة» الجمعة الماضى هدفه اكتشاف المواهب الجديدة فى تجويد وترتيل القرآن الكريم وقد جذب جموعا كثيرة من المتابعين عند إذاعته يومى الجمعة والسبت الماضيين وأنا واحد منهم.. فقد لفت الأنظار ظهور أصوات جميلة تفاعل معها وأنصت إليها المشاهدون على بعض القنوات الفضائية وحققت الحلقات الأولى نجاحا كبيرا غير مسبوق بعدما تصدرت قائمة الترند على منصة «إكس» فور عرضها وتحولت إلى محور نقاش واسع عبر الفيس وسط إشادات كبيرة من المتابعين أكدوا ان البرنامج أعاد الاعتزاز بفن التلاوة والأجواء الروحانية المصاحبة لها.
الجميل فى الأمر هو كثرة عدد المتسابقين سواء من مصر أو خارجها والذين بلغت أعدادهم حوالى 14 ألف متسابق وسيزيدون مما يعكس حجم الشغف الكبير بالمشاركة الإيجابية فى التجربة ليس بسبب الجوائز المالية التى تصل إلى 3.5 مليون جنيه يحصل فيها الفائزان بالمركز الأول فى فرعى الترتيل والتجويد على مليون جنيه لكل منهما وانما لأن الفائز سيتم قيامه بتسجيل المصحف الشريف كاملا بصوته وبثه على قناة «مصر قرآن كريم» فضلا عن شرف إمامة المصلين فى صلاة التراويح بمسجد الإمام الحسين خلال شهر رمضان وهذا تكريم وثقة فى الفائزين بل وفرصة لخروج أصوات جديدة لم نعهدها فى السابق لها طريقتها المتميزة فى التلاوة والتى ستضع صاحبها فى مصاف عباقرة التلاوة السابقين.
صراحة المبادرة رائعة وفرصة لظهور أصوات جديدة والتنافس الشريف بين المتسابقين وفرصة للخروج من عباءة مشايخنا من القراء بعدما لوحظ تقليد بعض المتسابقين لأصواتهم وهذا ما أكد عليه أعضاء لجنة التحكيم لأن الأهم هو ظهور أصوات جديدة لم نألفها من قبل بالإضافة إلى تقديم جيل جديد من القراء يمتلكون مهارة فى الجمع بين المدرسة التقليدية ومدرسة الأداء المعاصر لأن المتلقى أو المستمع اليوم لم يعد يبحث عن الصوت العذب فقط بل يريد قارئا يفهم معانى الآيات ويجيد اختيار المقام المناسب، وأن يكون للمتسابق بصمة خاصة به يعرف بها كما عُرف به من سبقوه من مشايخنا الذين نعرفهم من أصواتهم إذا ما سمعنا تلاوتهم فى إذاعة القرآن الكريم أو فى أى إذاعة وأعرف الكثير من المستمعين الحــرص على الذهاب إلى سرادقات العزاء إذا ما علمــوا بأن المقرئ الفــلانى فى قرية أو مدينة ما قربت أو بعدت للاستمتاع بصوته ويظل متابعا حتى يقول صدق الله العظيم.
.. وأخيراً:
> دولة التلاوة.. فرصة لمشاركة من يجد فى نفسه انه يتمتع بصوت عذب جميل.
> أتمنى زيادة حجم جوائز المسابقة لتشجيع حفظة القرآن الكريم على المشاركة.
> الشتاء على الأبواب.. فهل استعدت المحافظات للأمطار؟
> لأول مرة.. مشروع قرار أمريكى يتضمن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. نتمنى الوفاء بذلك.
> 11.3 مليار جنيه إيرادات السياحة فى عام.. نريد المزيد.
> مازالت قوافل «زاد العزة» لأهالى غزة تتدفق على القطاع.. هذه هى مصر ودورها العظيم تجاه الأشقاء وستظل على عهدها.
> قريباً.. نحن على موعد مع افتتاح حديقة تلال الفسطاط بالقاهرة والتى تعد أكبر حديقة فى العالم حيث تقع على مساحة 500 فدان بالقرب من متحف الحضارات وبحيرة عين الصيرة ومجمع الأديان ومسجد عمرو بن العاص.. برافو.
> مصر تستطيع استرداد تكلفة المتحف المصرى الكبير خلال عامين.. بالتأكيد لأن المتحف يشهد إقبالاً غير مسبوق منذ افتتاحه أول نوفمبر الجاري.
> ننتظر من مجلس النواب الجديد.. الكثير..









