افتتح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، المؤتمر الدولي التاسع للحد من الغرق، الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 21 إلى 24 نوفمبر الجاري، والمُقام تحت رعاية سيادته.
حضر الافتتاح السيد جراهام فورد، رئيس الاتحاد الدولي للإنقاذ، السيد ديفيد ميدينجز، ممثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، السيدة كيلي لارسون، ممثلة مؤسسة بلومبيرج الخيرية، اللواء نادر علام، رئيس مدينة شرم الشيخ، نائبًا عن اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، والسيد سامح الشاذلي، رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، وعدد من رؤساء الاتحادات من مختلف دول العالم.
أكد الدكتور أشرف صبحي في كلمته الافتتاحية أن استضافة مصر لهذا الحدث العالمي للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تؤكد التزام الدولة بقضية الوقاية من الغرق باعتبارها تحديًا عالميًا يهدد الصحة العامة والتنمية المستدامة. وأوضح أن الدولة المصرية، في إطار رؤية مصر 2030، تعمل على دمج الرياضة والصحة العامة والسلامة المائية ضمن منظومة وطنية شاملة، تشترك فيها مختلف الوزارات والهيئات والشركاء الدوليون.
أشار وزير الشباب والرياضة إلى أن الوزارة قدمت خلال السنوات الأخيرة نموذجًا وطنيًا متكاملًا لتعزيز الثقافة المائية، من خلال إطلاق مبادرة “مصر بلا غرقى”، بالتعاون مع الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، والتي تضمنت تطوير الأكواد الوطنية للسلامة المائية، وتدريب آلاف الشباب على الإنقاذ والإسعافات الأولية داخل مراكز الشباب، إلى جانب دعم برامج الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، والتوسع في إعداد المدربين والمنقذين، وتعزيز دور مصر الإقليمي في أفريقيا بمجال الإنقاذ.
شدد صبحي على أن استضافة مصر للمؤتمر تنبع من إيمان الدولة الراسخ بأن حماية الأرواح مسؤولية مشتركة، وأن الحد من الغرق قضية لا يمكن لأي دولة أن تواجهها منفردة. ووجه الدعوة لجميع الأطراف المشاركة ليكون هذا المؤتمر نقطة انطلاق نحو تعاون أعمق، وتبادل أكبر للخبرات، ووضع آليات تنفيذية حقيقية تنتقل من التوصيات إلى التطبيق الفعلي، بما يضمن خلق بيئات مائية آمنة للجميع، خاصة الأطفال والشباب والمجتمعات الساحلية.
أعرب الأسترالي جراهام فورد، رئيس الاتحاد الدولي للإنقاذ، في كلمته عن شكره للحكومة المصرية واتحاد الغوص والإنقاذ، قائلاً: “نشكر الوزير أشرف صبحي على رعايته للمؤتمر، كما نشكر الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ بقيادة سامح الشاذلي على التنظيم الرائع لفعالياته. إن المؤتمر العالمي للحد من الغرق يجسد اليوم تنامي الزخم الدولي لمواجهة واحدة من أكثر القضايا خطورة، حيث يفقد العالم أكثر من 300 ألف شخص سنويًا، معظمهم من الأطفال”. وأكد أن المشاركة الواسعة من الحكومات والمنظمات الدولية والشركاء تعكس التزامًا عالميًا متزايدًا بتحويل الوقاية من الغرق إلى أولوية إنسانية وصحية وتنموية.
أضاف أن “الاتحاد يشهد توسعًا ملحوظًا في عضوية منظمات السلامة المائية، إذ ارتفع العدد إلى 188 منظمة وطنية مع انضمام أعضاء جدد من دول متعددة، مما يعكس إدراكًا عالميًا متناميًا لضرورة بناء استراتيجيات وطنية فعّالة للسلامة المائية”. وأشاد بالتجربة المصرية والتقدم الذي تحققه في تطوير استراتيجيتها الوطنية، معتبرًا إياها نموذجًا يُحتذى به في المنطقة والعالم.
اختتم رئيس الاتحاد الدولي للإنقاذ تصريحاته بالتأكيد على أن التعاون بين الدول والقطاعات هو السبيل الوحيد لخفض معدلات الغرق، داعيًا المشاركين إلى تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات من أجل حماية الأرواح.
كشف ديفيد ميدينجز، ممثل منظمة الصحة العالمية، عن تحقيق تقدم بارز في ملف الحد من الغرق، وقال: “بعد إطلاق أول تقرير عالمي لحالة الغرق بمشاركة 139 دولة، والذي فتح نقاشات رسمية داخل الحكومات حول خطورة الظاهرة وضرورة تسريع التدخلات، أعلن أن عام 2026 سيشهد إصدار حزم تقنية جديدة مُوجهة لصُنّاع القرار بهدف دعم الدول في تنفيذ البرامج الأكثر فاعلية اعتمادًا على تجارب ناجحة حول العالم”.
وأكمل أن “تدشين التحالف العالمي للوقاية من الغرق كأول منصة متعددة القطاعات توحّد الجهود الدولية للتعامل مع الغرق في مختلف البيئات، سيطلق استراتيجيته للفترة 2025–2035 على ستة محاور و10 تدخلات رئيسية، وتهدف إلى خفض الوفيات الناجمة عن الغرق بنسبة 35% بحلول عام 2035“.
من جانبه، رحّب اللواء نادر علام، رئيس مدينة شرم الشيخ، بجميع الضيوف والمشاركين في المؤتمر في مدينة شرم الشيخ “أرض السلام”، مؤكدًا أن المدينة تمتلك بنية تحتية متطورة وإمكانات تنظيمية كبيرة تجعلها وجهة مثالية لاستضافة الفعاليات الدولية الكبرى. وأشار إلى أن شرم الشيخ، بما تحتضنه من مشروعات حديثة ومناطق جذب ومرافق خدمية وسياحية عالية المستوى، تضع سلامة المواطنين والزوار على رأس أولوياتها، خاصة في الأنشطة المرتبطة بالبحر والبيئات المائية. كما أعرب عن تقديره لاختيار المدينة لاستضافة هذا الحدث العالمي المهم، بما يعكس الثقة الدولية في قدرة مصر على تنظيم مؤتمرات متخصصة تُسهم في حماية الأرواح وتعزيز التعاون بين الدول في مجال الوقاية من الغرق.
من جانبه، تقدم الكابتن سامح الشاذلي، رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، بخالص الشكر والتقدير لكل من: “وزارة الشباب والرياضة، الاتحاد الدولي للإنقاذ، محافظة جنوب سيناء، منظمة الصحة العالمية، مؤسسة بلومبيرج الخيرية، وجميع الهيئات والمنظمات المعنية” على دعم استضافة مصر للمؤتمر والعمل سويًا من أجل نجاحه.
مؤكدًا أن قضية الحد من الغرق ليست مجرد موضوع رياضي أو تدريبي، بل هي قضية مجتمعية وإنسانية تمس الأسر والمجتمعات في كل دول العالم. وأشار إلى أنه من خلال هذا المؤتمر، يؤكد الاتحاد المصري حرصه والتزامه على تعزيز التوعية، والتدريب، والتعاون الدولي من أجل حماية الأرواح، خاصة بين الأطفال والشباب، والعمل على أن تكون الوقاية هي أول وسائل الاتحاد قبل الاستجابة والإنقاذ.









