افتتح محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، ومدير مهرجان الفنون الإسلامية، معرضي “نور على نور” للفنانة الكويتية أسيل اليعقوب، و”مشكاة” للفنانين الإماراتيين عبدالله الاستاد وماجد البستكي. جرت مراسم الافتتاح في مدرج خورفكان، بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين ومحبي الفن
وتجوّل القصير والحضور في ساحة المدرج للاطلاع على أعمال الفنانين التي تجسد شعار الدورة “سراج“، وتسعى لملامسة روح الفنون الإسلامية من خلال النور المُشِع في الأعمال الإبداعية.
1. “نور على نور” (أسيل اليعقوب)
يُجسِّد هذا العمل الفني ظاهرةً فيزيائية دقيقة: فعندما يضرب شعاعٌ من الليزر الأخضر زيت الزيتون، يُصدر الكلوروفيل الكامن فيه توهجاً أحمر. هنا، يدخل الضوء كشيءٍ ويخرج كشيءٍ آخر، لا بتغيير قسري، بل بتفاعل دقيق. وبذلك، يصبح العمل فضاءً لا يُرى فيه النور فحسب، بل يُعاد تشكيله وتكوينه.
إن “نورٌ على نور” عمل فني يجسّد المُتخيَّل والتجريبي، إذ يعيد تعريف النور — سواء أكان مقدّساً أو علميّاً أو حسّيّاً — لا بوصفه مجرد توهّج، بل بوصفه حالة. فالرؤية هنا ليست مجرد انعكاس لما أُضيء، بل هي استجابة لطريقة استعدادنا للرؤية ذاتها.
2. “مشكاة” (عبدالله الاستاد وماجد البستكي)
يشع هذا العمل التركيبي التفاعلي بوظيفته كمشكاة تحتضن النور الذي يستمدّه الإنسان من إيمانه ويقينه، ويمنح التوزيع المساحي للعمل إحساساً بطاقة متجدّدة، حيث يرافق النور من يسير خلاله وحوله وتحته.
تغدو الأعمدة التي نُقشت عليها الآية (35) من سورة النور بخط عربي بديع جوهرًا بصريًا وروحياً يكشف عن المعاني الكامنة، فهي تجسّد أثر النور في حياتنا ودليلنا إلى الخير. أما الصفوف المعدنية بصدئها، فتشير إلى الدنيا والاتكاء عليها، لكنها في الوقت ذاته إشارات تهدي نحو الضياء.
رؤية هندسية ورمزية
- التجربة الحسية: يقدم العمل تجربة حسية وروحية يتداخل فيها النور مع السراج، ليتحوّل إلى فضاء تفاعلي يمزج بين الرمز والمعنى، والشكل والإيحاء.
- من الأعلى: يبدو التركيب كتكوين بصري رمزي يجمع بين الهندسة الدقيقة، الظلال، والنور، ليخلق تجربة تأملية.
- القبة: تمثل عين النور التي تنثر إشعاعها، وهي قبة دائرية مسطحة ذات تجويف مركزي ونقوش خطّية.
- العمود الشفاف: يقف في المركز كـصلة بين السماء والأرض، يوجه النور صعوداً وهبوطاً، ويُعيد تعريف العلاقة بين الروح والمكان.
- الجدران الحديدية الصدئة: ترتكز عليها القبة، وتعبّر عن المفارقة بين الخشونة والنعومة، وبين الثبات والتحوّل. وقد كان ارتكاز القبة على جدارين فقط خياراً هندسياً واعياً يُعزز الانفتاح البصري والرمزي، ليترك المجال للنور ليكون هو العنصر الثالث.
يتبنّى التصميم فلسفة “الأقل هو الأكثر“، حيث تبرز البساطة نقاء الشكل وجوهر الفكرة، ويكمل التركيب المهيب الفراغات في الجناح المفتوح. ويأخذ الخط العربي حيزاً وعنصراً واضحاً في هذا العمل التركيبي.










