تستحق مصر انتخابات برلمانية حرة نزيهة.. ويستحق الشعب أن يختار بارادته من يمثلونه من النواب تحت قبة البرلمان نظرا لطول عمر الحياة النيابية لأكثر من 150 عاماً حيث بدأت عام 1883.
كانت معظم الانتخابات التى جرت خلال قرن ونصف القرن تشهد تجاوزت ومخالفات وتصل أحيانا إلى حد التزوير.. وكان دائما على المتضرر أن يلجأ للقضاء ويطعن على نتيجة الانتخابات ولم نسمع عن إلغاء أو إبطال لتصويت فى أى دائرة انتخابية يوم إعلان النتيجة ربما إلا مرة أو مرتين وبعد حدوث اعمال شغب وسقوط ضحايا وأحيانا نظرا لحرق أو غرق صنايق الاقتراع!!
لذلك عندما يحدث فى مصر لأول مرة أن تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات أول أمس إبطال الانتخابات فى 19 دائرة على المقعــد الفرديــة فى 7محافظات وإلغاء نتيجتها وإعادة الاقتراع فيها فى موعد لاحق.. ويرجع الفضل فى هذه الخطوة إلى وعى الناخبين والمرشحين وتوثيق المخالفـــات عبــــر وســائل التواصــل الاجتمــاعي.. ثم استجـابة الرئيس عبدالفتاح السيسى السريعة وقبل إعلان النتائج حتى لا يصبح امام المتضرر إلا النقض الذى يأخذ سنوات وبعد انتهاء كل شيء.. وأخيراً لابد من توجيه الشكر للهيئة الوطنية للانتخابات التى اثبتت انها لا تتردد فى اتخاذ القرار الصحيح عند تعذر الوصول إلى إرادة الناخبين الحقيقيـــة.. فهى كهيئــة مستقلة كان يمكنها تجــاهل ذلك لو أرادت ولكن لأن اعضاءها من المستشارين والقضاء دائما هو الملاذ الاخير للمواطن فقد أدت الهيئة دورها ويتبقى أن تستمر على هذا النهج فى جولات الإعادة والجولة الثانية للانتخابات حتى تكون النتائج معبرة عن إرادة الشعب.. ويكفى أن وجود قائمة واحدة فقط محسومة مسبقاً يقلل من الشكل الديمقراطى للانتخابات التى اصبحت المقاعد الفردية هى عنوانها الحقيقي!!
مطلوب من كل مواطن ان يحرص على حُسن اختيار النائب الذى يمثله فى المرحلة القادمة والتى سيكون البرلمان مسئولاً فيها عن اصدار قوانين مهمة إلى جانب ممارسة دوره الرقابي.. وعلى كل مرشح ان يتمسك بحقه فى متابعة العملية الانتخابية والحصول على صورة من كشف حصر الأصوات فى اللجنة الفرعية.. وعلى الهيئة الوطنية عدم الاكتفاء بالتحقيق فى الشكاوى وانما المتابعة الدقيقة ابتداء من شكل الدعاية وتمكين الناخب من الادلاء بصوته والتأكد من شفافية الاقتراع والفرز والتنبيه على السادة القضاة فى اللجان على منح المرشحين حقوقهم.. فنحن نريدها بداية لانتخابات حرة نزيهة تجرى بعدالة وشفافية وديمقراطية كل مرة حتى ولو كانت على المقاعد الفردية فقط!!
«دولة التلاوة» والقوة الناعمة!!
>> منذ انطلاق الحلقة الأولى من برنامج «دولة التلاوة» وتعليقات الثناء والإشادة لم تتوقف على وسائل التواصل.. وكأن الجماهير كانت متعطشة لسماع القرآن الكريم من المواهب الجديدة التى تؤكد استمرار المدرسة المصرية وتذكرهم بمشاهير القراء من كبار المشايخ أمثال محمد رفعت ومصطفى اسماعيل والمنشاوى وعبدالباسط عبدالصمد والحصرى والطبلاوى وغيرهم من اعلام الترتيل والتجويد الذين شكلوا أهم قوة ناعمة لمصر.
اثبتت «دولة التلاوة» أن المشاهدين مشتاقون إلى البرامج الهادفة وانهم لا يقبلون حصرياً على برامج المسابقات الفنية التى تكتشف المواهب فى الرقص والغناء وانما يحرصون ايضا على سماع الأصوات الندية التى ترتل القرآن.. وهذا يدعونا إلى زيادة برامج اكتشاف المواهب فى المجال العلمى والثقافى والادبى لتكوين اجيال من العلماء والمفكرين والشعراء والادباء بدلاً من توجيه النشء والشباب للتفوق والتنافس فى الغناء والتمثيل والرقص ولعب الكرة فقط!!
أعطى وجود الدكتور أسامة الازهرى وزير الاوقاف ثقلاً للبرنامج مما يعنى اهتمام الدولة بالبحث عن المتميزين الجدد الذين سيحملون على حناجرهم الذهبية عبء استمرار «المدرسة المصرية» التى لا تخطئها الآدان فى كل بلاد العالم الاسلامي.
حرص أكثر من 14 ألف متسابق من جميع محافظات مصر على الاشتراك فى المسابقة ثم تصفيتهم واختيار 32 قارئاً لدخول المرحلة النهائية التى تذاع حلقاتها حتى يتم الوصول إلى فائز فى فرع الترتيل وآخرون فرع التجويد وسيحصل كل فائز منهما على مليون جنيه مع تسجيل القرآن الكريم بصوته واذاعته على قناة مصر للقرآن كما سيقوم بإمامة المصلين فى صلاة التراويح فى شهر رمضان القادم بمسجد سيدنا الحسين.
تحية لوزارة الأوقاف و «المتحدة» للإعلام على تبنى «دولة التلاوة» وفى انتظار برامج اكتشاف المواهب فى باقى المجالات.. فكما نريد أن نرى أمثال مشايخنا الرواد محمد رفعت والحصرى وعبدالباسط والمنشاوي.. علينا اكتشاف مصطفى مشرفة وسميرة موسى وزويل اخرين.. وكذلك طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وأحمد شوقى وحافظ ابراهيم وكامل الشناوي.. ومئات من العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين فمصر دولة التلاوة والعلم والثقافة والفن والرياضة ونجومها هم قوتنا الناعمة!!
مصر زاخرة بالمواهب فى مختلف المجالات.. ابحثوا عنهم واعطوهم الفرصة.. يمنحونا مستقبلاً أفضل!!
الأتوبيس البرمائى.. بداية للنقل البحرى والنهرى!!
>> يبدأ خلال شهر ديسمبر القادم تسيير أول اتوبيس برمائى يمزج ما بين الرحلة البرية والنهرية.. وسيكون خلال الفترة التجريبية من منطقة اثر النبى وحتى متحف الحضارات وبعد ذلك سيمتد من المتحف الكبير وإلى متحف الحضارات ليكون اضافة سياحية للمصريين والسائحين.









