نجح الرئيس عبدالفتاح السيسى فى صياغة منهج جديد للدولة المصرية نستطيع من خلاله ضمان وحدة الشعب وتماسكه ومشاركته فى مشروعات التنمية والبناء.. مع الوضع فى الاعتبار أهمية التطوير المستمر للقوات المسلحة وجعلها قادرة على الدفاع عن حدود مصر وأمنها القومى فى كل الظروف والأوقات»، هذه الحقيقة تفسر إلى حد بعيد كل الإنجازات التى تحققت منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد الحكم عام 2014 وحتى الآن، غير أن المتابع لهذه الإنجازات يكتشف شيئاً مهماً آخر وهو توكل الرئيس الدائم على الله فى كل عمل يقوم به وشعوره بالامتنان للمولى -عز وجل- للإنجازات التى تحققت على أرض الواقع، وقد كان لافتاً أن يبدأ الرئيس كلمته فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير بعبارة «الحمد لله» على هذا الإنجاز العظيم، فى إشارة إلى أن القاسم المشترك فى نجاحات مصر «القديمة والجديدة» هى الاعتماد على الله سبحانه وتعالى فى كل ما تحقق وكل ما هو آت.
>>>
هذه المقدمة لابد منها ونحن نتابع تطورات المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب وما استتبعها من شكاوى بعض المرشحين من سير العملية الانتخابية، بينما وجه الرئيس السيسى الهيئة الوطنية للانتخابات بالتدقيق فى الطعون المقدمة ببعض الدوائر الانتخابية، وقال فى تدوينة له على حسابه الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى « فيسبوك»: « وصلتنى الأحداث التى وقعت فى بعض الدوائر الانتخابية التى جرت فيها منافسة بين المرشحين الفرديين، وهذه الأحداث تخضع فى فحصها والفصل فيها للهيئة الوطنية للانتخابات دون غيرها، وهى هيئة مستقلة فى أعمالها وفقا لقانون إنشائها.. وأطلب من الهيئة الموقرة التدقيق التام عند فحص هذه الأحداث والطعون المقدمة بشأنها، وأن تتخذ القرارات التى تُرضى الله – سبحانه وتعالى – وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقيــة، وأن تُعلى الهيئة من شفافية الإجراءات من خلال التيقن من حصول مندوب كل مرشح على صورة من كشف حصر الأصوات من اللجنة الفرعية، حتى يأتى أعضاء مجلس النواب ممثلين فعليين عن شعب مصر تحت قبة البرلمان».
>>>
اللافت هنا أن تدوينة الرئيس السيسى التى حملت عدداًَ من التوجيهات للقائمين على الهيئة الوطنية للانتخابات لضمان شفافية العملية الانتخابية، حملت فى نفس الوقت عبارة « أن تتخذ القرارات التى ترضى الله – سبحانه وتعالى – وتكشف بكل أمانة عن إرادة الناخبين الحقيقية»، وهذه العبـارة تؤكد ما بدأنا به عن شخصية الرئيس السيسى المؤمنة بالله، والحريصة فى كل قراراتها على أن ترضى المولى «عزوجل» وأن تتفق وإرادة المواطنين، وهنا نتوقف عند ما أورده المصريون من انطباعات ومشاعر عن تدخل الرئيس الحاسم فى الوقت والشكل المناسب لضمان نزاهة العملية الانتخابية، فقد أبدى آلاف المواطنين اعجابهم بشخصية الرئيس السيسى التى تجمع مابين المشاعر الإنسانية السامية والرقيقة وبين تميزه بالشجاعة والحزم والدهاء السياسى، وقالوا إنه من خلال هذه السمات المهمة والعميقة نجح الرئيس فى كسب ثقة الشعب، وبناء جسور من التفاهم تساعده فى تحقيق رؤيته السياسية وفى تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى وآلاف المشروعات التنموية التى تستهدف تحسين مستوى معيشة المواطن والارتقاء بحياة المصريين.
>>>
حقيقة فإن توجيهات الرئيس السيسى حول ضمان نزاهة العملية الانتخابية والتى تشكل خطوة مهمة فى عملية التطور السياسى، تمثل إنجازاً جديداً للدولة المصرية يضاف إلى إنجازات الرئيس السيسى العديدة والتى جاءت كلها وفق «رؤية مصر 2030» ومن خلال جهـود رئاسية جبــارة ساهمت فى عبـــور مصـــر إلى بر الأمان، أيضاً فإن إيمان الرئيس المطلق بالله سبحانه وتعالى وحرصه على تنفيذ إرادة الشعب وتحقيق مصلحة المصريين، أدى إلى تحقيق نتائج مبهرة جعلت العدو قبل الصديق يعترف بقوة مصر وقدرتها على تجاوز الصعاب، ويقر أيضاً بأنه لا مجال للنيل من مصر ومن شعبها الأبى وجيشها العظيم.
>>>
الحقيقة الثانية التى يجب أن تعرفها الأجيال الجديدة أن مصر حالياً تبدو أكثر تناغماً واستقراراً، ولأول مرة يشعر المواطن المصرى بأن لديه ثالوث نجاح جبار: قيادة سياسية حكيمة ورشيدة، وشعب واع زودته الأحداث بخبرات استثنائية جعلته يضع مصلحة بلاده ووحدتها فى مقدمة أولوياته مهما كانت التحديات، ثم جيش وطنى قوى عقيدته العسكرية الدفاع عن الدولة والانحياز للشعب والحفاظ على الأمن القومى للبلاد، هذا « المثلث الجبار».. ومن خلال التجارب التاريخية وروح نصر أكتوبر1973 نجح فى تحقيق طفرة تنموية، وفى مجابهة الآثار الخطيرة للحروب والصراعات التى عانت وما زالت تعانى منها المنطقة، والتى أكدت جميعها أن مفهوم «مصر الحضارة» لا يقتصر على الداخل فقط وإنما يمتد أثره للأشقاء العرب لمعانى الإنسانية بكل دول العالم.
>>>
الحقيقة الثالثة والأخيرة هى أن مصر ورغم كل هذه النجاحات ،إلا أنها ما زالت فى حاجة إلى مزيد من الحرص والوعى والإدراك لما يدبر ضدها ولما يخطط له خفافيش الظلام، فلنحذر ولننتبه.
