> لا أعتقد أن الجميع سعداء بالزحام الشديد فى المتحف المصرى بعد أن بدأت مشاكله فى الظهور.. ربما سعد الجميع فى البداية بهذا الاقبال الشديد.. دليلاً على شدة الوعي.. وعلى حجم الاعتزاز بتراثنا الحضاري.. وتطلع مختلف الأجيال إلى مشاهدة هذا التراث.. بعد الافتتاح المبهر للمتحف.. وقد كان الجميع يتوقعون أن يعقب الافتتاح الرسمى إقبال شديد على زيارة المتحف.. وكذلك نتيجة لفترة الترقب الطويلة للافتتاح الرسمي.. وبعد اكتمال قاعات المتحف.. بافتتاح قاعتى توت عنخ آمون.. ولكن لا أحد منا كان يتوقع المشاهد التى رأيناها زحاماً وطوابير ممتدة خارج المتحف.. وزحاماً شديداً داخل المتحف وحول تمثال رمسيس والدرج العظيم وقاعات المتحف.. كأنه ميدان التحرير!!..
>>>
> وقد انتقص هذا الزحام بلاشك من متعة الزائر.. ومن الاستمتاع بمشاهدة الأثر.. دون مزاحمة باقى الزوار له.. وبالتالى فإن جودة التجربة المتحفية أو التجربة السياحية للزائر مصرياً أو أجنبياً.. لم تكتمل..
> كما أن الزحام لا يعطى الفرصة لمراقبة الزائرين خلال زيارتهم مراقبة جيدة.. ولا رؤية كيفية تصرفاتهم مع الأثر.. ولا مواجهة من يتصرفون بخلاف الشروط المعروفة فى الزيارات.. وأولها عدم لمس الأثر أو المساس به..
> وفى إطار إدارة الزيارة.. وإدارة الزحام.. كما أشرت إلى ذلك من قبل.. سارعت إدارة المتحف بتنظيم جديد للحصول على تذاكر الدخول.. كما أعدت إرشادات بالممنوعات خلال الزيارة..
> ولكن فى تقديرى أن هذا لا يكفي.. بل لابد من النزول بالأعداد المسموح بزيارتها يومياً فى مرحلة البداية على الأقل حتى يمكن مواجهة هذا الزحام المزعج للزوار.. والمحافظة على آثار المتحف كذلك من مشاكل الزحام..
> كما أن اختلاف سلوكيات الزائرين.. خاصة أن منهم من يزور متحفاً لأول مرة.. وحفاظاً على المعروضات فإننى أقترح أن يمر الزوار عبر ما يمكن تسميته بمركز الزوار للتعرف على سلوكيات الزيارة غير المرغوب فيها.. وبعد مشاهدة التوجيهات المطلوب اتباعها تبدأ الزيارة.. ويتزامن مع هذا تشديد مراقبة الآثار لحمايتها من عبث بعض الزائرين..
> ومن ميزات مركز الزوار أيضاً أنه يحد من تدفق الزوار دفعة واحدة الى قاعات المتحف.. ويجعل هناك فاصلاً بين كل مجموعة وأخري.. فينخفض الزحام فى قاعات المتحف الناشيء عن تدفق الزائرين مرة واحدة إلى داخل المتحف..
>>>
> وكان الدكتور أحمد غنيم رئيس هيئة المتحف قد أعلن أن متوسط عدد زوار المتحف خلال سبعة أيام وصل إلى 19 ألف زائر يومياً.. وهو رقم كبير بلاشك.. كما أن الوزير شريف فتحى وزير السياحة والآثار خلال زيارة تفقدية للمتحف قد أشار إلى أهمية الاستمرار فى تطوير آليات تنظيم وإدارة حركة الزائرين للمتحف.. والتأكد من التزامهم بالتعليمات والإرشادات المعمول بها.. وتنظيم دخول المجموعات على نحو يضمن سهولة الحركة داخل المتحف لضمان تقديم تجربة متحفية متميزة لجميع الزائرين.. وأعتقد أن الأخذ بتجربة مركز الزوار يفيد كثيراً فى تنظيم الزيارة.. وإيجاد فاصل زمنى بين كل فوج والآخر.. فضلاً عن التوعية بأصول الزيارة وكيفية التعامل مع الآثار..
>>>
> تبقى هنا نقطة هامة أود أن أشير إليها.. وهى ضرورة معاملة السياح العرب معاملة المصريين.. التزاماً بقرار سابق للقمة العربية.. يعتبر ملزماً لكل البلاد العربية.. بمعاملة السياح العرب فى مختلف البلاد العربية كمعاملة المواطنين فى دخول المتاحف والمزارات الأثرية والسياحية.. ولكن توقف العمل بهذا القرار مع إنشاء المتحف القومى للحضارة.. وامتد التوقف إلى المتحف المصرى الكبير.. وهو ما نأمل مراجعته.. والعودة إلى معاملة العرب معاملة المصريين..
> أما بالنسبة لأسعار المصريين أنفسهم فإنى أيضاً اقترح تخفيضها.. فإن تحديد مبلغ مائتى جنيه لدخول الزائر المصرى هو مبلغ كبير على الأسرة المصرية المتوسطة التى تذهب بكل أفرادها لزيارة المتحف.. ويمكن أن تستمر هذه الأسعار فى البداية للحد من الزحام.. ولكن بعد أن تتجاوز فترة الإقبال الشديد على المتحف.. يمكن النظر فى هذا التخفيض.. بما يمكن الكثيرين من زيارته.. ولا يجعل هذه الزيارة عبئاً على الزائر المصري.. وبما يشجع الزائر على تكرار زيارته.. لاستكمال مشاهدة ما لم يتمكن من مشاهدته.. أو لم يكفه الوقت لكى يرى كل ما يريد رؤيته..
>>>
كوكب ذهبى جديد
> لا أعتقد أن الأجيال الجديدة تعرف شيئاً عن «الكوكب الذهبي».. كان الاسم لجائزة اشتهرت فى السبعينيات من القرن الماضي.. وكان أصحابها من الذكاء والغباء فى آن واحد.. فخططوا فيما يبدو لمنح جوائزها للكبار.. وظنوا أن هذا سيفتح أمامهم الطريق لعملياتهم التجارية.. فمنحوها فى البداية لعدة شخصيات رسمية وغير رسمية.. ثم فجأة بدأت الجائزة تظهر على حقيقتها كمشروع تجاري.. وتذهب لكل من يدفع من أشخاص وشركات.. فانتهت وأصبحت بلا قيمة.. وأصبح من يحملونها موضع تندر وسخرية بصفته حامل الكوكب الذهبي..
>>>
> شئ من هذا القبيل رأيناه فى الأيام الأخيرة لمجلة إعلانية تصدر خارج مصر.. وبدأت مشواراً مماثلاً فاختارت من أسمتهم قادة السياحة فى الشرق الأوسط.. واختارت فى هذا الإطار عشر شخصيات نصفهم على الأقل من المجهولين.. والباقى من المشتاقين والممولين.. وكما بدأت وانتهت جائزة الكوكب الذهبي.. بدأت هذه الجائزة.. وتنتهى إلى نفس المصير.. مع نفس التعليقات التى كنا نسمعها أيام الكوكب الذهبي..









