- عبدالرحمن المطيري: الإنسان الكويتي ارتبط بالعلم والمعرفة والفكر منذ نشأة الدولة الحديثة
- معرض الكويت الدولي للكتاب منبر مفتوح للحوار والإبداع وملتقى للفكر والكُتّاب والناشرين من مختلف الدول
- شعار «عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب» رسالة بأن الكويت ستظل منارة عربية تحتفي بالكتاب وتكرم المعرفة
- المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يعمل لترسيخ ثقافة القراءة ودعم الإبداع ولتكون الكويت مركزا نابضا للثقافة بالمنطقة
افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت، عبدالرحمن بداح المطيري، مساء الثلاثاء، فعاليات معرض الكويت الدولي الثامن والأربعين للكتاب، والذي يقام تحت رعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء، وينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في أرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، تحت شعار «عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب»، خلال الفترة من 19-29 نوفمبر 2025، وذلك بالتزامن مع اختيار «الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025».

وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري يلقي كلمته بافتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب الـ48
كرّم الوزير المطيري، خلال حفل الافتتاح الذي أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، شخصية المعرض في دورته الحالية المستشار المتقاعد لسلطان عُمان لشؤون التخطيط الاقتصادي ومؤسس “مؤسسة بيت الزبير” محمد بن الزبير، تقديرا لمسيرته الحافلة وعطائه الكبير في خدمة الثقافة والمعرفة.
معرض الكويت للكتاب عنوان راسخ للحراك الثقافي
وقال وزير الإعلام الكويتي في كلمته خلال الحفل: “يشرفني ويسعدني أن أقف بينكم اليوم ممثلا عن رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، راعي هذا الحدث الثقافي الكبير لافتتاح الدورة الثامنة والأربعين من معرض الكويت الدولي للكتاب”، مضيفًا: “إن هذه التظاهرة تمثل عنوانا راسخا للحراك الثقافي في دولتنا الغالية وتجسد ارتباط الإنسان الكويتي بالعلم والمعرفة والفكر منذ نشأة الدولة الحديثة.

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري يفتتح معرض الكويت الدولي للكتاب الـ48
وأوضح الوزير المطيري أن هذا المعرض الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يؤكد مكانة الكويت الثقافية الرائدة وحرصها الدائم على أن تكون منبرا مفتوحا للحوار والإبداع وملتقى للفكر والكتاب والناشرين من مختلف الدول ليظل هذا الحدث ساحة تزدهر فيها الكلمة ويتجدد فيها الوعي وينهض منها الإبداع.
رعاية الثقافة والمثقفين
وأكد وزير الإعلام الكويتي أن الثقافة في دولة الكويت تحظى برعاية سامية من أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، الذين أولوا الثقافة والمثقفين مكانة مميزة تقديرا لدورهم في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز روح الانفتاح والإبداع في مسيرة التنمية الإنسانية المستدامة.

وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري يكرّم شخصية معرض الكويت 48 للكتاب محمد بن الزبير
ورحب الوزير المطيري بسلطنة عمان الشقيقة ضيف شرف هذه الدورة بما تمثله من إرث ثقافي وتاريخ أدبي وإنساني أصيل في ظل القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق آل سعيد سلطان سلطنة عمان، وبما تضيفه مشاركتها من ثراء معرفي وإبداعي يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين ويعزز التعاون الثقافي المشترك بين مؤسساتنا في مختلف مجالات الفكر والفن والآداب.
بيت الزبير منارة للتراث ومركز للإبداع
وقال المطيري: “ويسعدنا في هذا المقام أن نحتفي بتكريم شخصية هذه الدورة الأستاذ محمد بن الزبير تقديرا لمسيرته الحافلة وعطائه الكبير في خدمة الثقافة والمعرفة فقد كان وما يزال أحد أبرز الرموز الذين أسهموا في تعزيز الهوية الثقافية العمانية وتوثيق موروثها الفكري والأدبي عبر مبادرات رائدة ومشاريع نوعية جعلت من بيت الزبير منارة للتراث ومركزا للإبداع والبحث والتأريخ”.

وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري يكرم شخصية معرض الكويت محمد بن الزبير
وأضاف: “إن اختيار الأستاذ محمد بن الزبير اليوم هو تعبير عن اعتزازنا بشخصيات عربية أغنت المشهد الثقافي وأسهمت في ترسيخ قيم الجمال والمعرفة وهو تقدير مستحق لمسيرة ملهمة جمعت بين الحكمة والخبرة والرؤية التي تؤمن بأن الثقافة أساس البناء والتنمية.
“عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب” شعار معرض الكتاب
وأوضح الوزير المطيري، أن شعار هذه الدورة الـ48 “عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب” يحمل رسالة عميقة بأن الكويت كانت وستبقى بيتا للثقافة ومقرا للفكر الحر ومنارة عربية تحتفي بالكتاب وتكرم المعرفة وتؤمن بأن التنمية تبدأ من الفكرة وأن النهضة تصنعها الكلمة الصادقة والعقل المستنير، مؤكدًا أن معرض الكويت الدولي للكتاب يمثل دعوة للحوار والتفاعل والتجديد ونافذة يتلاقى فيها المبدعون والقراء وتتقاطع فيها الرؤى والتجارب وتترسخ فيها قيم التواصل الإنساني والفكري بين الشعوب.

وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري يفتتح معرض الكويت الدولي للكتاب الـ48
وقال المطيري: “إن أبناءنا هم الثروة الحقيقية وعماد المستقبل ومن واجبنا أن نغرس فيهم حب الكتاب وأن نوفر لهم بيئة ثقافية تحفزهم على البحث والتفكير والإبداع ليكونوا قادرين على مواصلة مسيرة التنوير والبناء بروح واعية ومسؤولة”.
ترسيخ ثقافة القراءة ودعم الإبداع الوطني
وأضاف: “إننا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نواصل العمل لترسيخ ثقافة القراءة ودعم الإبداع الوطني وتبني المبادرات التي تفتح أمام الشباب آفاقا جديدة للإنتاج والتعبير بما يواكب التطورات المعرفية والتحولات الرقمية ويجعل من الكويت مركزا نابضا للثقافة في المنطقة”.
وأشاد بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين على تنظيم هذا المعرض وجهود دور النشر والمؤلفين والمبدعين من داخل الكويت وخارجها على مشاركتهم الفاعلة التي تثري هذا الحدث الثقافي الكبير.

وكيل وزارة الثقافة بسلطنة عُمان سعيد البوسعيدي يلقي كلمته بافتتاح معرض الكويت 48 للكتاب
من جهته قال وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة في سلطنة عمان، سعيد البوسعيدي في كلمته “نحتفي اليوم في وطن الكتاب وعاصمة الثقافة والإعلام العربي لهذا العام دولة الكويت الشقيقة التي شرفتنا باختيار سلطنة عمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 48”.
وأكد سعيد البوسعيدي أن هذه المشاركة تجسد عمق العلاقات الأخوية الممتدة بين البلدين وتؤكد على مفهوم الهوية التاريخية والثقافية والفكرية بين دول الخليج العربية وبين أبنائها من روابط اجتماعية وفكرية مشتركة.

جانب من افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين
وقال البوسعيدي: “يشرفنا اليوم في هذا الصرح الثقافي أن تكون سلطنة عمان جزءًا من هذا الحدث الفكري الأبرز تطل فيه بمختلف مفرداتها الثقافية ومنجزها الفكري والأدبي والفني وتأتي هذه المشاركة لتعكس التفاعل الثقافي والتاريخي بين البلدين الشقيقين من خلال الفعاليات التي ستنفذ طوال أيام المعرض ومن خلال المنجز والنتاج الفكري العماني الذي سيتوفر في أروقة وأرفف المعرض”.
ترسيخ مفهوم الهوية وتعميق الوحدة الخليجية
وأضاف: “مؤمنين بما يمكن أن تحققه معارض الكتاب في رفع الوعي الجمعي ومد جسور الوصل الثقافي في أقطار العالم كافة ومعولين كذلك على دور معارض الكتاب الخليجية وإسهامها في ترسيخ مفهوم الهوية وتعميق الوحدة الخليجية من خلال المفردات الثقافية المختلفة”.

رشاد بن الزبير يلقي كلمة نيابة عن والده محمد بن الزبير شخصية معرض الكويت للكتاب الـ48
شخصية المعرض
من جانبه أعرب رشاد بن محمد الزبير نيابة عن والده محمد بن الزبير عن سعادته بتواجده في الكويت للمشاركة في حفل اختياره شخصية معرض الكويت الدولي للكتاب الثقافية لعام 2025 مؤكدا عمق العلاقة التي تربط والده بالكويت منذ خمسينيات القرن الماضي وارتباطه المبكر ببيئتها الثقافية ومعرفتها وانفتاحها الفكري.
وقال الزبير إن تجربة والده في الكويت شكلت جزءا مهما من مسار تشكله الثقافي المبكر؛ إذ اتسع أفقه المعرفي من خلال الحوار والديوانيات والتقاليد الثقافية الكويتية الأمر الذي أسهم في تأسيس رؤيته لاحقا في مجال التوثيق الثقافي وإصدار الكتب والموسوعات والتي تجاوزت العشرين عملا بين جهود فردية وجماعية.

جانب من افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين
وأشار إلى أن تراكم تلك التجارب أوصله إلى فكرة إنشاء أول متحف عماني خاص (بيت الزبير) الذي افتتح عام 1998 بدعم من السلطان الراحل قابوس بن سعيد، ليكون حاضنا لذاكرة المكان وإرثه الثقافي ومركزا للاحتفاء بالفنون وتوثيق تاريخ عمان.
أهمية الانفتاح الثقافي والتنوع المعرفي
وأضاف إن مسيرة والده المهنية سواء خلال توليه وزارة التجارة والصناعة أو رئاسته جامعة السلطان قابوس أو مشاركاته الخارجية عززت إيمانه بأهمية الانفتاح الثقافي والتنوع المعرفي وانعكاس ذلك في بناء الأجيال وترسيخ الهوية.
وقدم نيابة عن والده كتابه (أوراق لن تسقط من الذاكرة.. مذكرات طالب عماني في الكويت (1954–1961) وهو عمل يوثق سنواته الأولى في هذا البلد الذي احتضنه طالبا وفتح له آفاق المعرفة.

جانب من افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين
وقال إن والده لم يكتب هذه المذكرات كسرد شخصي فحسب بل كشهادة على زمن لعبت فيه الكويت دورا رائدا في تشكيل الفكر العربي، وفي فتح أبواب التعليم لأبناء المنطقة الذين حملوا تجاربهم لاحقا قال ان والده لم يكتب هذه المذكرات كسرد شخصي فحسب بل كشهادة على زمن لعبت فيه الكويت دورا رائدا في تشكيل الفكر العربي وفي فتح أبواب التعليم لأبناء المنطقة الذين حملوا تجاربهم لاحقا إلى أوطانهم، مشيرا إلى ان تلك المرحلة ظلت جزءا حيا من ذاكرته واعترافا بفضل الكويت التي أسهمت في تشكيل رؤيته ومسيرته.
وختم الزبير بالتعبير عن تقدير والده العميق لاختيار المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له شخصية ثقافية للمعرض مؤكدا أن العلاقات بين سلطنة عمان ودولة الكويت تقوم على قيم الاحترام المتبادل وأن الثقافة ستظل جسرا ممتدا بين البلدين الشقيقين.

وزير الإعلام الكويتي عبدالرحمن المطيري يكرم شخصية معرض الكويت محمد بن الزبير
مراسم التكريم
وقام وزير الإعلام الكويتي ووزير الإعلام العماني ومعهما الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور محمد الجسار، بتكريم شخصية معرض الكتاب محمد بن الزبير، تقديرا لإسهاماته البارزة في دعم المشهد الثقافي والإعلامي في المنطقة. وجاء هذا التكريم ليعكس الدور الريادي الذي لعبته الشخصية المحتفى بها في تعزيز الإنتاج الفكري والإبداعي إضافة إلى مساهماتها الملهمة في خدمة الثقافة العربية ورفع مكانتها عبر مختلف المنابر والمحافل.

جانب من افتتاح معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الثامنة والأربعين
وتخلل حفل الافتتاح الذي كانت عريفته أنوار مراد، عرض فني موسيقي بديع قاده المايسترو الدكتور خالد نوري قدم خلاله مزيجا متناغما من الأصوات والكلمات والصور الوجدانية.
وتألق على خشبة المسرح كل من الروائية العمانية بشرى خلفان والروائي الكويتي سعود السنعوسي، حيث ألقيا نصوصا أدبية حملت الجمهور إلى ذاكرة مشتركة تجمع التراث الكويتي والعماني مستحضرة دفء الماضي وعمق المكان وروح الإنسان في البلدين الشقيقين.







