في إطار دورها التوعوي ومسؤوليتها التربوية تجاه طلابها وأفراد المجتمع، نظمت جامعة المنصورة الجديدة الندوة التثقيفية بعنوان: “ضعف القدوة في الأسرة: حين يفقد الأبناء بوصلتهم“.
وذلك تحت رعاية الأستاذ الدكتور مُعَوَّض محمد الخولي، رئيس الجامعة، وفضيلة الشيخ سامي عجور، مدير عام منطقة وعظ الدقهلية، وبمشاركة كلية الهندسة، وكلية علوم وهندسة الحاسب، أُقيمت الندوة اليوم الثلاثاء الموافق 18 نوفمبر 2025، وسط حضور لافت من طلاب الجامعة وأعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية.
تأتي هذه الندوة في إطار التعاون المستمر بين جامعة المنصورة الجديدة ومنطقة وعظ الدقهلية بالأزهر الشريف؛ بهدف تسليط الضوء على التحديات التربوية التي تواجه الأسرة المعاصرة، وكيف يسهم ضَعف القدوة داخل الأسرة في فقدان الأبناء لبوصلة التوجيه السليم، مما يؤثر على استقرارهم النفسي والسلوكي.
تضمَّن البرنامج محاضرة رئيسية قدَّمها كل من فضيلة الشيخ أحمد عبد العليم الشربيني عطية والشيخ سويلم محمد طلبة علي يوسف، وهما من علماء الأزهر الشريف بمنطقة الوعظ بالدقهلية.
استهل الشيخ أحمد الشربيني حديثه بالتأكيد على أن الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، وأن وجود قدوة صالحة داخلها —سواء من الأب أو الأم— يُشكِّل حجر الأساس في بناء شخصية الأبناء. وأوضح أن غياب هذه القدوة يؤدي إلى اضطراب سلوك الأبناء، وتشتت أفكارهم، وفقدانهم القدرة على اتخاذ قرارات سديدة، خاصة في ظل التعقيدات الاجتماعية والتكنولوجية التي يواجهها الشباب اليوم.
من جانبه، أشار الشيخ سويلم طلبة إلى أن القدوة ليست مجرد توجيهات لفظية، بل هي سلوك عملي يُترجم إلى أفعال، تنتقل إلى الأبناء وتؤثر فيهم بعُمق. وأكَّد أن كثيرًا من الانحرافات السلوكية المنتشرة بين فئة الشباب تعود في جذورها إلى ضَعف التنشئة الأسرية وغياب المَثل الأعلى داخل المنزل. كما شدَّد على ضرورة أن يتحلى الوالدان بالحكمة والوعي والاتزان في التعامل مع الأبناء، لأن ذلك ينعكس مباشرةً على استقامتهم وتوازنهم النفسي.
كما تطرَّقت الندوة إلى مجموعة من التحديات المعاصرة التي تواجه الأسرة، ومنها الانشغال المفرط بالتكنولوجيا، وضغط العمل، وتأثير البيئة المحيطة، مؤكدين أن الحل يبدأ من داخل الأسرة عبر تعزيز الحوار، والاستماع الفَعَّال، وبناء الثقة بين الآباء والأبناء.
وفي ختام الندوة، دعا المحاضران إلى ضرورة إعادة إحياء مفهوم القدوة الصالحة داخل الأسرة، ورفع الوعي بأهمية الدور التربوي للوالدين في تشكيل مستقبل الأبناء، مؤكدين أن إصلاح المجتمع يبدأ من إصلاح الأسرة.









