لا أتخيل حجم التحديات والمؤامرات التى مازالت تتعرض لها مصر وتواجه الشعب المصري، مستغلة ظروفاً وصعوبات اقتصادية.. ظناً من تلك الطغمة الشريرة أن المصريين يمكن أن ينخدعوا، وينصاعوا لهؤلاء الحمقي، الذين فشلوا مرات عديدة بعد 2011 فى النيل من مصر وشعبها.
لكن الأمر يحتاج منا جميعاً، خاصة الإعلام الوطنى المستنير أن يذكر المصريين من وقت لآخر بسردية تلك المؤامرات التى لم تتوقف لحظة واحدة من قبل متآمرين كُثر وأجهزة استخبارات تعمل لمصالح قوى معادية بغرض تحريك المصريين وتأليبهم على أنفسهم وعلى قيادتهم التى أخذت على عاتقها وقوة وصلابة جيش مصر العظيم التصدى لكل المؤامرات والفتن.. وهو ما يحتاج كثيراً من وعى المصريين وتماسكهم وإدراكهم لحجم التحديات رغم كل الظروف الصعبة التى لا يمكن التقليل منها، بل تتطلب إعمال كل الوسائل والقدرات لمحاصرة تلك الصعوبات والمشكلات وخلق حالة من الرضا الاقتصادى الاجتماعى بتكاتف كل العناصر الوطنية بإدراك منها أن الحفاظ على أمن مصر واستقرارها السياسى وأمنها الغذائى والحياة الكريمة للمصريين، مسئولية جماعية سواء من الحكومة أو أصحاب الأعمال والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدنى لتحقيق هذا الهدف العام، مايسمح للمصريين جميعاً أن يكونوا على قلب رجل يعضد شأنهم الثقة والوعى والإخلاص لوطنهم.
> راودتنى هذه الخواطر وأنا أتابع قبل صلاة الجمعة الماضية نقل الإذاعة لافتتاح أحد المساجد الكبرى بمحافظة جنوب سيناء، وتذكرت أجواء الأمن والاستقرار التى صار يتمتع بها كل أهل سيناء شمالها وجنوبها فى حياتهم المعيشية وتنقلاتهم وسفرهم ورواحهم، بعدما نجحت مصر الدولة فى دحر قوى الإرهاب المعادية التى كانت تخطط لاستيطان سيناء.
استحضرت مقالاً لى على هذه الصفحة كتبته فى فبراير 2018، جاء فيه: بقلب الأم الملهوف المتعلق بابنها، جاءتنى السيدة المكافحة مشرفة النظافة بجريدتنا تلتمس منى الدعاء لابنها وهى تخبرنى بأنه- على حد قولها- يحارب الإرهابيين فى سيناء، وانها تخشى عليه لأنه أملها فى الحياة باعتباره أكبر اخوته، الذى يساعدها فى رعايتهم بعدما ترملت عندما غيّب الموت أباهم.
حاولت قدر الإمكان أن أشرح لها هذه المسئولية الوطنية الملقاة على عاتق شباب مصر الذى يحظى بشرف الجندية والذود عن وطنه وأهله فى هذه المهمة المقدسة.. وأنا أقدر مشاعرها كأم وأشاركها هواجسها والإنسانية قائلاً لها: إن زوج ابنتى الشابة ضابط أيضا فى سيناء وألوفاً غيرهم من شباب مصر يقومون بهذه المهمــة التى فرضــت علينا ظــروف مكافحــة هذا الإرهــاب الجبــان أن نتحملها جميعـاً حتى لا يتسلل هؤلاء الأوغاد إلى كل مكان فى بلدنا يقومون بعملياتهم الخسيسة التى طالت يوماً ما الشوارع والميادين فى داخل المدن وحتى دور العبادة من كنائس ومساجد، كما حدث مؤخراً فى مسجد الروضة بمدينة بئر العبد، وكان يمكن أن تتكرر مثل هذه الجرائم فى كل ربوع مصر لولا عملية سيناء 2018 وعزم وإصرار القيادة السياسية الحكيمة الشجاعة التى اتخذت قرار استئصال هذا الشر من جذوره حتى نحمى بلدنا من مصير دول شقيقة مجاورة لنا.. وقلت لها: لا أظنك تريدين أن يصبح المصريون مشردين فى خارج بلادهم مثلما نــرى أشـقاءنا الســوريين وفيهم النســاء والأطفــال يلتمــس بعضهم المســاعدة على أبواب المســاجد وفى الطرقــات وهم لا يعرفون هل سيعودون إلى وطنهم مرة أخرى أم لا.
> تحية لرجال مصر وهذا الجيش العظيم بقيادته الوطنية العليا المخلصة التى أعدت العدة والعتاد لتنفيذ عملية تطهير سيناء من الإرهاب فى 2018 فى توقيت صائب كسر شوكة الإرهابيين وأعوانهم من تلك القوى المعادية التى تريد أن تنال من مكانة مصر باعتبارها الدولة المحورية الكبري.
وقد شاءت الأقدار أن تتكرر المحاولة مرة أخري، بعدما سمى بعملية «طوفان الأقصي» وكان من تداعياتها محاولة تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء، لتقف مصر موقفاً قوياً حاسماً أفشل المؤامرة، ونجحت فى وقف الإبادة الجماعية لسكان غزة، ومازالت تواصل جهودها لتثبيت الاتفاق الذى راعته الولايات المتحدة نفسها، والتى كانت تسعى لتنفيذ المخطط الصهيونى المريب.
بالتأكيد، أن التحديات التى تواجه المصريين لم ولن تنتهي.. وهذا يتطلب منهم الكثير من الوعى والحذر وعدم الانصياع لخطوط المؤامرة الملتفة الخبيثة، بإدراك وإيمان لا يتزعزع، بأن أمن مصر واستقرارها هو السبيل الوحيد لتوفير الحياة الكريمة لشعبها وفتح آفاق التنمية والتقدم لكل أبنائها سواء فى الحاضر أو فى المستقبل.









