يلعب العلم دوراً مهماً فى حياتنا ويعمل على تسهيل الكثير من الأمور وتذليل العقبات، ويوفر الجهد والوقت، لكن هناك وجهاً آخر للتكنولوجيا يحمل جوانب سلبية، فى الغالب بسبب سوء الاستخدام، ومن ذلك ما يمثله «الذكاء الاصطناعي» من أخطار كثيرة للعديد من المجالات، ومنها على فرضية أن التقدم الكبير يمكن أن يؤدى إلى انقراض الإنسـان أو كارثة عالمية لا رجعة فيها، إذا تجاوز الذكاء الاصطناعى الذكاء البشرى وأصبح فائق الذكاء، يكون من الصعب أو المستحيل التحكم فيه.
والذكاء الاصطناعى لغة العصر، ولا يمكن الاستغناء عنه أو الوقوف ضده، بل يجب مجاراته وفى نفس الوقت رصد أخطائه وأخطاره، فهناك برامج تقوم بالتزوير وتتيح تبديل الوجوه والأصوات، وربما يتم من خلالها التجاوز والتعرض للحياة الخاصة، ويصعب فى كثير من أنحاء العالم التعامل مع هذه التقنية، وتساهم هذه البرنامج فى تطبيقاتٍ مخيفة، تؤدى إلى تشويه سمعة الأشخاص.
والأمر الأكثر رعباً أن بعض الخبراء يتوقعون أن يصبح 90 فى المئة من المحتوى الإلكترونى مصطنعاً خلال سنواتٍ قليلة، ويمكن للذكاء الاصطناعى إنشاء صور بشرية تبدو واقعية بشكل يصعب تصديقه، فقد تحمل تأثيرات عاطفية، وهذا التقدم السريع يثير تساؤلات ومخاوف جديدة، تضع الجماهير أمام تحديات جديدة فى كيفية التمييز بين الحقيقة والخيال فى العالم الرقمى المتزايد التعقيد، وهناك ملايين الصور من هذا النوع، وقد يقع المستخدمون ضحية للانتهاك ما يستدعى الحذر لأن توليد صور أو فيديوهات مزيفة لأشــخاص حقيقيــين قد يكــــون للتشــهيــر، أو انتحال صفة شخصيات عامة أو موظفين كبار، أواستغلال البيانات، فالصور جزء من الحياة الخاصة، وحمايتها من الاختراق ضرورة والتعامل معها بحذر والحرص بصورة أكبر عندما يتعلق الأمر بصور الأطفال.
ويمكن أن تُستغل الصور، بتركيب وجه المستخدم على مقاطع فيديو أو صور مصطنعة لأغراض تشهيرية أو احتيالية، أو ابتزاز أو سرقة هوية أو غيرها من الأنشطة الإجرامية، وقد يتم نسخ صور المستخدم ومشاركتها على منصات أخرى دون علمه أو موافقته، ما يزيد من صعوبة إزالتها بشكل كامل من الفضاء الرقمي، وهذا الانتشار غير المنضبط يمكن أن يؤثر على سمعة المستخدم ويسبب له إحراجا أو ضررا، لذا يجب أن يكون حذراً بشأن بيانات الموقع الجغرافى ووقت التقاط الصورة، وتجنب الكشف عن المعلومات الحســـاســة، مثــل تفاصيل بطــاقات الائتمان، أو الوثائق الشخصية.
ويستطيع الذكاء الاصطناعى تحقيق إنجازات مذهلة فى مجالات متعددة؛ مثل رسم لوحات فنية، وكتابة أغانٍ وغيرها، وهذا التقدم السريع يثير تساؤلات ومخاوف جديدة، ويضع الناس أمام تحديات فى التمييز بين الحقيقة والخيال فى العالم الرقمى المتزايد التعقيد، ورغم صعوبة التمييز بين الوجه البشرى والمزيف، يؤكد الخبراء أن هناك بعض العلامات تدل على التزييف مثل عدم التناسق والعيوب والحركة غير الطبيعية، والإضاءة والظلال والشعر والخلفيات، بجانب عدد من الأدوات التى يتم تطويرها للكشف عن التزييف.
ونجد صوراً لنجوم راحلين يتحدثون عن وقائع حدثت بعد وفاتهم، وهو مؤشر خطر لسلبيات «الغول التكنولوجي»، وإذا كان التعامل مع التطور ليس اختياراً، يجب أن يكون دون أن يتخطى القواعد والقوانين، ولا يجب يصل إلى المخالفات والتزوير خاصة إذا كان يلمس حياة الناس وعلى وجه التحديد المشاهير، وألاّ يتجاوز الذكاء الاصطناعى حدوده.
وقد فتح الذكاء الاصطناعى آفاقًا جديدةً، فى مجال التعليم لكنه لم يكن بعيدا عن خطر هذه التكنولوجيا، فى غياب ضوابط أو قواعد أو تنظيمات، ويحتاج المجتمع التربوى إلى الدّعم لفهم هذه التقنيات واتخاذ التدابير لحماية المدارس من الأضرار، فأحيانا يتم تشويه المواد التعليمية ويتطلّب ذلك وقتًا طويلاً من المعلّمين للتثبّت من دقّة البيانات، ومن أجل ذلك كله، نظمت الأمم المتحدة قمة حول استكشاف السبل بتوجيه الذكاء الاصطناعى نحو خدمة التنمية.
الأمر جد خطير، ويحتاج التعامل معه بما يفيد، وتجنب الأضرار والأخطار، من أجل الحفاظ على القيم والمصالح البشرية.









