إسرائيل على صفيح ساخن.. تجدد رفضها وتضغط لتغيير الصيغة النهائية
أرقام صادمة: الصحة العالمية تؤكد وفاة 900 مريض أثناء انتظار عملية الإجلاء
شدد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو على أن معارضة تل أبيب لإقامة الدولة الفلسطينية على أى أرض لم تتغير، وفق تعبيره.وتوعد بنزع السلاح فى المناطق التى لا تزال حماس تسيطر عليها فى قطاع غزة.
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فقال إن «سياسة إسرائيل واضحة، لن تكون هناك دولة فلسطينية».. و «سيتم تجريد غزةمن السلاح حتى آخر نفق، وسيتم نزع سلاح حماس فى الجانب الأصفر من قبل الجيش الإسرائيلي، وفى قطاع غزة القديم من قبل القوة الدولية – أو من قبل الجيش الإسرائيلي».
بدوره، قال وزير الخارجية الإسرائيلى جدعون ساعر، إن إسرائيل لن توافق على تأسيس دولة فلسطينية فى «قلب أراض إسرائيل»، على مسافة ضئيلة من جميع مراكز سكنها، على حد وصفه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تل أبيب تضغط على واشنطن لتخفيف صيغة مشروع القرار الأمريكى.
جاء ذلك بينما يستعد مجلس الأمن الدولى للتصويت اليوم على مشروع قرار أمريكى يتضمن إنشاء قوة دولية فى غزة، فيما تكثف الولايات المتحدة جهودها لدفع المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. ويتضمن المشروع الأمريكى إنشاء قوة دولية فى غزة تنتشر تحت قيادة موحدة مقبولة لدى «مجلس السلام» الذى وصفه القرار بأنه «إدارة حكم انتقالى يتمتع بشخصية قانونية دولية تتولى وضع إطار العمل وتنسيق التمويل لإعادة تطوير غزة وفقا للخطة الشاملة».
كما يشمل مشروع القرار «ضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة»، وإنشاء «مسار حوار بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسى يضمن التعايش السلمى والمزدهر». كذلك يتضمن «قيام القوة الدولية فى غزة ببسط السيطرة والاستقرار، وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة استنادا إلى معايير ومعالم وأطر زمنية مرتبطة بنزع السلاح».
وأعربت الولايات المتحدة، ومصر والسعودية، وقطر، والإمارات، وإندونيسيا، وباكستان، والأردن، وتركيا، فى بيان مشترك عن دعمهم لمشروع القرار الأمريكي، مشيرة إلى أن هذه العملية «تُمهد الطريق لتقرير المصير الفلسطينى وإقامة الدولة».
ولأول مرة، وردت إشارة إلى دولة فلسطينية فى المسودة المقدمة إلى مجلس الأمن الدولي، وفقا لوثيقة اطلعت عليها وكالة «فرانس برس».
وتقول المسودة إنه «بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، وإحراز تقدم فى إعادة تطوير غزة، قد تتهيأ الظروف أخيرا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطينى وإقامة الدولة».
تجدر الإشارة إلى أن هذه هى نفس الصياغة المستخدمة فى خطة غزة المدعومة من الولايات المتحدة، ومع ذلك فهذه هى المرة الأولى التى يذكر فيها اسم الدولة الفلسطينية فى متن القرار الرئيسى وليس فى الملحق.
من جانبهما، يمارس الوزيران المتطرفان فى حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش «المالية» وإيتمار بن جفير «الأمن القومي»، ضغوطا كبيرة على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لرفض مشروع القرار الأمريكي.
وذكرت صحيفة «هآرتس» العبرية، أن سموتريتش وبن جفير، حرضا نتنياهو على رفض مشروع القرار.وقال بن جفير على منصة «إكس»: «لا وجود لما يُسمى شعب فلسطيني.. هذا مختلق لا أساس تاريخيًا ولا أثريًا ولا واقع له».
وتابع: أن «الحل الحقيقى الوحيد فى غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية، وليس دولة إرهاب بالتأكيد، لأنها ستكون أساسًا لاستمرار الإرهاب»، على حد زعمه.
من جهته، قال سموتريتش على منصة «إكس»: «رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قبل شهرين، وفور إعلان عدة دول اعترافها الأحادى بدولة فلسطين، تعهّدتم بالرد بحزم فور عودتكم من الولايات المتحدة».
ويتجنب المسؤولون الإسرائيليون، خاصة بن جفير وسموتريتش، أى انتقاد للرئيس الأمريكى وإدارته، وإن كانا هاجما فى الماضى مرارًا الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن وإدارته.
على الصعيد الميداني، استشهد 3 فلسطينيين فى خان يونس جنوبى قطاع غزة بنيران الاحتلال، فيما تواصل القصف الجوى والمدفعى وعمليات النسف الإسرائيلية فى مناطق ما وراء «الخط الأصفر».
من جهة أخري، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أن أعمال البحث عن جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقية فى قطاع غزة ستُستأنف اليوم.
ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار فى 10أكتوبر الماضى سلّمت حركة حماس حتى الآن 24 جثة إسرائيلية من أصل 28.
على الصعيد الإنساني، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تعكس حجم الكارثة الطبية فى قطاع غزة، لافتة إلى وفاة أكثر من 900 مريض فى أثناء انتظار الإجلاء الطبي، بسبب قيود سلطات الاحتلال الإسرائيلى على إصدار تصاريح السفر للعلاج بالخارج.
وأشارت المنظمة إلى أن ما يقارب 16500 مريض لا يزالون ينتظرون الموافقة على السفر، بينهم 4آلاف طفل بحاجة ماسة إلى إجلاء عاجل لإنقاذ حياتهم، مع استمرار انهيار القطاع الصحي، محذّرة من أن أى تأخير فى التعامل مع الحالات الحرجة يوازى حكما بالإعدام.
ونوهت بأن المستشفيات فى القطاع تعمل بأقل من نصف طاقتها، نتيجة نقص الوقود والأدوية والمستلزمات الأساسية.
وبيّنت المنظمة أنها نفذت 119 مهمة إجلاء منذ مايو 2024، تمكنت خلالها من نقل 8 آلاف مريض للعلاج خارج غزة، بينهم 5500 طفل، فيما لا يزال آلاف المرضى يواجهون المجهول فى ظل انهيار النظام الصحي.
من جهتها، قالت وزارة الصحة بغزة إن الوضع الصحى بالقطاع ما زال مأساويا رغم اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن النقاط الطبية المقامة حديثا خرجت عن الخدمة بسبب غزارة الأمطار وتطاير الخيام بفعل المنخفض الجوي.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة خليل الدقران -فى بيان- إن الوضع الصحى فى قطاع غزة لا يزال مأساويا جراء عدم التزام الاحتلال ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وأوضح أن إسرائيل تواصل منع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية للقطاع، إضافة لمنع خروج الجرحى والمصابين للسفر لتلقى العلاج.
وفى الضفة الغربية، استشهد فلسطينى وأصيب آخر، صباح أمس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلى ضمن سلسلة عمليات دهم واقتحام نفذتها فى عدد من المدن والبلدات، أسفرت أيضا عن اعتقال ما لا يقل عن 14 فلسطينياً.









