يبدو أن المرأة الأوروبية سترفع قريبا شعار العودة للبيت أو الاكتفاء بدور «ست البيت».. بعد أن بدأت تجنى الحصاد المر جدًا للتمرد على الحياة المنزلية والإصرار على الخروج للعمل لتحقيق الذات والمساواة مع الرجل.. والاكتفاء بدور الزوجة التى تربى الأولاد وترعى الزوج.. والتخلى عن الطموح الوظيفى والنجاح العملى والذى أوصلها إلى أرفع المواقع.. وعن الاســتقلال الاقتصــادى أو المادى عن الرجل.. بل وتحمل «شطحات سى السيد الأوروبى».. أهون بكثير من قائمة الأمراض الخطيرة والمخيفة التى أصبحت تطاردها بعنف منذ خرجت إلى الحياة العملية.. أؤكد أن المعلومة «التنبؤية» السابقة ليست من بنات أفكارى ولا أولادها.. بل هى حصيلة عشرات الدراسات العلمية التى رصدت تراجعا مخيفا فى صحة المرأة الأوروبية العاملة.. وتعرضها لأمراض كانت حتى وقت قريب من نصيب الرجال فقط.. وعلى سبيل المثال لاحظ العلماء زيادة معدلات الإصابة بأمراض القلب والشرايين بين النساء فى مراحل مبكرة من العمر..
اكتشف العلماء أن خروج المرأة إلى العمل.. وتعرضها إلى الضغوط النفسية والعصبية المصاحبة لذلك.. وتغير سلوكها الغذائى بعد أن تزايدت ساعات بقائها خارج البيت.. وتزايد معدلات التدخين ربما من باب الوجاهة الاجتماعية على الطريقة الأوروبية أو لتحقيق المزيد من المساواة مع الرجل المدخن.. حرمتها من الحماية الطبيعية وأرهقت قلبها وجعلتها تنضم إلى طابور أصحاب القلوب العليلة.
ولم يقتصر الأمر على أمراض القلب بل امتد إلى ما هو اخطر بكثير.. إلى معدلات الإصابة بالأورام.. مثلا.. كشفت دراسة أوروبية واسعة النطاق حول مرض السرطان أن نسبة الإصابة بالأورام لا تختلف من بلد إلى آخر فحسب.. وإنما داخل مناطق البلد الواحد.. أما المفاجأة فقد تمثلت فى أن معدلات الإصابة بين النساء أعلى منها بين الرجال فى أوروبا.
والمهم هنا هو الارتفاع المطرد لنسبة النساء الأوروبيات المصابات بالسرطان.. حيث ظهر من الدراسة أن 61 بالمائة من الأورام السرطانية تم تشخيصها عند النساء ويحتل سرطان الثدى نسبة 34 بالمائة منها.
هذه الدراسة العملاقة فتحت الطريق أمام إجراء عشرات الدراسات الأخرى لتفسير النتائج وتحديد الأسباب.. وأولى هذه الدراسات تركزت على أسباب تزايد معدلات الإصابة بالأورام بين النساء الأوروبيات.. وعلى الرغم من أن مثل هذه الدراسات تستغرق وقتا طويلا.. إلا أن بعض العلماء أشاروا بأصابع الاتهام إلى المساواة بين المرأة والرجل فى الضغوط والهموم والسلوكيات الخاطئة.









