سعاد حسنى وافقت على تصويرى «الجوع» رغم علمها انى لا أهتم بالممثلة
كشف مدير التصوير محمود عبدالسميع عن أسراره الفنية، وعلاقاته بكبار المخرجين المصريين، مستعرضا محطات مهمة من مسيرته الفنية الثرية، وخبراته فى التعامل مع الضوء وتكوين الكادر وإدارة المشاهد، ودوره فى خلق الصورة التى تعبّر عن الحالة الدرامية وتدعم البناء الفنى للفيلم .. بعد ان قدم للسينما اكثر من 200فيلم تسجيلى ووثائقي، من أهمها عشرات الافلام عن حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر، واعتزازة بانه كان من المشاركين بالنصر بسلاح الكاميرا، بالاضافة إلى أهم الافلام الروائية الطويلة التى سجلها التاريخ السينمائي.منها العوامة رقم 70، آخر الرجال المحترمين، للحب قصة أخيرة، الزمار، الجوع، التعويذة .وغيرها
تحدث عبدالسميع خلال ندوة بعنوان «حرفية الصورة السينمائية»، والتى عقدت ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، ضمن سلسلة من اللقاءات المهنية التى يقدمها برنامج أيام القاهرة لصناعة السينما، الهادف إلى تعزيز تبادل الخبرات بين صُنّاع السينما، وتزويد الجيل الجديد بالمعرفة اللازمة لفهم أدوات الصورة السينمائية وبناء رؤية بصرية متكاملة.
أكد أن يمتلك وعيًا كاملاً بالقضية أو السيناريو الذى يصوّره، وأن يعمل بالتناغم مع مخرج يمتلك الوعى نفسه.
وقال إن الهدف ليس إظهار الفنان أو الفنانة بشكل جميل فقط، بل الأهم هو تقديمهم بشكل حى يخدم العمل ويعبر عن روحه الدرامية والبصرية.
أوضح أن الموهبة لا تكفى وحدها، فالمعرفة والخبرة هما العنصران اللذان يصنعان الفارق فى عمل مدير التصوير. وأكد أن كل مشروع سينمائى ينجح حين تتكامل فيه أدوات الفهم والرؤية بين جميع عناصر الفريق.
وتحدث مدير التصوير ا عن محطات مهمة من مسيرته الثرية، مستعرضًا خبراته فى التعامل مع الضوء وتكوين الكادر وإدارة المشاهد، ودوره فى خلق الصورة التى تعبّر عن الحالة الدرامية وتدعم البناء الفنى للفيلم.
وأكد أن فلسفته فى التصوير ترتكز على فهم السيناريو بالكامل قبل البدء فى أى مشهد، قائلا: إذا لم أفهمه وحدي، أعود للمخرج حتى نتفق على الرؤية.
وأشار مازحًا إلى أنه قد ينشغل أحيانًا بـ الحائط داخل الكادر أكثر من الممثل، إيمانًا منه بأن كل تفصيلة فى الصورة تساهم فى بناء المشهد وتؤثر فى مشاعر المتفرج.
كشف عبد السميع عن كواليس تعاونه الأول مع الفنان حسين فهمي، مشيرًا إلى أن البداية بينهما جاءت بشكل مختلف تمامًا عما حدث لاحقًا فى مشواره الفنى ..قال : أن حسين فهمى كان من المقرر أن يخوض أولى تجاربه فى السينما مخرجًا لفيلم قصير فى عام 1968، وأنه نفسه كان سيقوم بتصوير هذا العمل، إلا أن مسار المشروع تغيّر، ليتجه فهمى إلى التمثيل بدلا من الإخراج، وهو ما أكسبه رؤية فنية ووعياً كبيراً بالمادة التى يقدمها .. وينطلق بعدها ليصبح واحدًا من أبرز نجوم الشاشة المصرية.. ومنذ ذلك التاريخ اصبحنا صديقين ونلتقى سويا على الاقل مرة كل أسبوعين.
كشف عن مشروع سينمائى مهم كان من المقرر أن يجمعه بالمخرج الراحل رأفت الميهي، يتناول القضية الفلسطينية.. موضحا أن الميهى عرض عليه سيناريو الفيلم فى تلك الفترة، وأنه بعد مناقشة رؤيته الفنية ووجهة نظره فى طريقة تناول الأحداث، قام المخرج بإجراء مجموعة من التعديلات على السيناريو استجابة لهذه المناقشات.مشيرا إلى أن المشروع كان يحمل طابعًا إنسانيًا وسياسيًا قويًا، وأن التعديلات التى طُرحت كانت تهدف إلى تقديم العمل بصورة أكثر واقعية وعمقًا، إلا أن الفيلم لم يكتمل لاحقًا.
وتوقف عبد السميع عند محطّة مهمة فى مسيرته، وهى تعاونه مع المخرج الراحل محمد شبل، الذى يعد من أبرز المخرجين الذين تركوا أثرًا واضحًا على تجاربه الفنية.
قال: فى البداية لم أكن المرشح الأول لفيلم التعويذة، كان محسن أحمد مرشحا لتصوير الفيلم وبعد قراءته السيناريو رشحنى لتصويره.. ومن هنا بدأت التعاون مع شبل وكانت العلاقة المهنية بيننا تقوم على تفاهم كامل ورؤية مشتركة، موضحًا شبل كان عنده خيال واسع ووعى كبير.. ومن غير مخرج فاهم وواعى صعب أى عمل تكون له قيمة حقيقية .
مضيفا أن الشراكة بين مدير التصوير والمخرج تمثل حجر الأساس لنجاح أى عمل بصرى أو درامي، وأن شبل كان يمتلك قدرة مميزة على بناء عالم سينمائى متكامل للسيناريو، ما جعل التعاون معه تجربة فنية ثرية وفارقة فى تاريخه.
وتحدث عبدالسميع عن علاقته بعدد من المخرجين، قائلاً إن بعضهم لا يكرر التعاون معهم لأنهم لا يمنحونه الفرصة الكاملة لشرح رؤيته، موضحًا أنه يفضل الدخول إلى موقع التصوير وهو مستعد تمامًا بعد دراسة السيناريو وتفاصيل المشاهد بدقة.
كما استعاد ذكرياته مع فيلم «الجوع»،اخراج على بدرخان عندما طلب منه التعاون، وقال له ان البطلة سعاد حسني، فقلت له وهل عرفت سعاد اننى مدير التصوير، فقال هى مرحبة بذلك ، لانى معروف عنى لا اهتم بالممثلة فى ذاتها ولكنى اهتم بالشخصية التى تقدمها .. وبالفعل نجح الفيلم جماهيريا ونقديا ..مشيرًا إلى أن الناقد السينمائى العالمى مارسيل مارتان شاهد الفيلم مرتين خلال مشاركته فى مهرجان القاهرة السينمائى عام 1986، وطلب بعدها لقائى والفنانة الراحلة سعاد حسني.
قال مدير التصوير محمود عبدالسميع، إن طريقة تصويره المبتكرة فى الأفلام، تعتمد فى الأساس على فهم السيناريو بشكل جيد، وإذا ما لم يفهم بعض الأمور يعود فورا إلى المخرج.
وأضاف أنه يجب أن يعيش المشهد، ومع تراكم الخبرات كل فيلم شارك فيه يختلف عن غيره فى التصوير، ومدير التصوير يجب أن يكون لديه دراسة وثقافة ووعى لأن ذلك ينعكس على طريقة التصوير.
تحدث مدير التصوير عن شغفه بالسينما منذ صغره، مؤكدًا أنه بدأ مبكرًا منذ الطفولة، حين كان يسأل باستمرار عن كل مايظهر أمامه على الشاشة، ويحاول تقليده، إلى أن صنع كاميرا بدائية من كرتونة، وطلب من خاله إحضار مقطع فيلم ليجرب تنفيذ شيء مشابه، وهو ما أثار دهشة عائلته والمحيطين به ..وقال ، إنه استخدم كاميرا السينما لأول مرة عام 1961، ولم يكن يعلم كيف يستخدمها، مشيرا إلى أن ما يسهل من مهمة المصور، هو دراسة وتعلم التقنيات، التى تتطور يوما بعد يوم، ففى الماضى كانت كاميرات السينما تعمل بالأشرطة والتى تحتاج إلى معاملة خاصة حتى لا يتسرب إليها الضوء.









