أنهت سيدة بالإسكندرية حياة زوجها “الميكانيكي” بطعنات “السكين” في مشهد مأساوي مروّع أمام أطفالهما، لخلافات أسرية. تم القبض على المتهمة واعترفت بتفاصيل الحادث وارتكابه في لحظة تهور شيطانية لتدمر كل شيء بموت رب الأسرة ودخولها السجن وتشريد صغارهما، الضحايا الذين يدفعون الثمن. حُرِّر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لأمن المحافظة، وتباشر النيابة التحقيق.
حكاية جريمة
الجريمة المؤسفة وقعت بمنطقة أبو يوسف بالدخيلة بعد مشادة بين الزوجين أثناء إعداد طعام الإفطار صباحاً. تطورت بعدها الأمور سريعاً لتشتعل حدة الخلاف وتزداد وتيرتها إلى تراشق بالألفاظ، وتفقد “شريكة الحياة” أعصابها، وتقوم في لحظة غضب بالإمساك “بسكين المطبخ” وتنهال به على الزوج الشاب بلا رحمة، لتسقطه جثة ملطخة بالدماء غدراً، وسط صرخات أطفالهما الأبرياء من هول الصدمة وبشاعة الحادث الذي دمر حياتهم في “غمضة عين”.
طعنات غدر
خلال دقائق، تجمّع الجيران على صرخات الاستغاثة التي هزت أرجاء المسكن، ليكتشفوا فور دخولهم ما حدث، ويجدوا الزوج غارقاً في الدماء وبجواره المتهمة في حالة فزع غير مصدقة المشهد الدموي، وكأنه كابوس وحلم يصعب تصديقه. مع حالة الرعب التي يعيشها صغارهما وهم ينتفضون رعباً بأحد أركان الشقة وفي حالة بكاء هستيري، خوفاً من مواجهة المصير المجهول وحدهما في عالم الضياع، نتيجة لحياة الاستهتار وعناد الأم وعدم ضبط النفس وقت الغضب، متناسية حقوق الأبناء في حياة آمنة مستقرة.
رجال المباحث
تم إبلاغ شرطة النجدة، وانتقل لمكان الحادث رجال مباحث قسم شرطة الدخيلة للفحص والمعاينة لجثة الزوج الضحية وإجراء التحريات وسماع الشهود، الذين أبدوا حزنهم على رحيل المجني عليه بهذا الشكل البشع، مؤكدين أنه كان يحظى بحب الجميع واحترامهم وحسن علاقته بهم، غير متصورين نهايته على يد الزوجة لخلافات أسرية متكررة بينهما، لعدم قدرتهما على التفاهم وحلها بهدوء من أجل “فلذات الأكباد” الذين يدفعون الثمن الآن بعدما أصبحوا بلا عائل.
انهيار المتهمة
بعد انتهاء رجال المباحث من المعاينة، تم نقل الجثة بسيارة الإسعاف للمستشفى والتحفظ عليها بثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لبيان سبب الوفاة، قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن. ضُبطت المتهمة بأداة الجريمة، وهي في حالة انهيار شديد تبكي دموع الندم بعد فوات الأوان، لا تدري ماذا تفعل أمام صرخات الأبناء المتواصلة، والتي انتفضت لها القلوب مرارة وحزناً على فقدان والديهما في وقت واحد.
حبس القاتلة
قالت المتهمة في اعترافاتها بأنها لم تخطط للحادث ولم تتخيل لحظة أن تصل الأمور بينهما لتلك النهاية، ولكنه وقع في لحظة طيش واندفاع في “ساعة شيطان” بعد مشادة بينهما، لتدفع ثمنها غالياً، فالموت أهون مما هي فيه الآن من حسرة وعذاب، ثم انهمرت في بكاء شديد وهي تلطم خديها. تم إحالتها للنيابة التي قررت حبسها أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد لها في الميعاد لحين إحالتها لمحكمة الجنايات. ولا يزال التحقيق مستمراً.









