أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره التشادي عبد الله صابر فضل اليوم الأحد أن أعمال اللجنة المشتركة شهدت حوارًا بناء وتشاورًا، حيث تم تناول مختلف العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وذلك في ظل توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي والمارشال محمد إدريس ديبي رئيس تشاد لتعزيز التعاون، خاصة في ظل علاقات الجوار والأخوة والتاريخ واللغة المشتركة، ومن أجل مواجهة التحديات الإقليمية وقضايا مثل الأمن والإرهاب ومكافحة التصحر، ولاستكمال نتائج زيارة الرئيس التشادي لمصر والزيارات الوزارية المتبادلة، وكذلك التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم لتعزيز التشاور بين المعهد الدبلوماسي المصري والأكاديمية الدبلوماسية التشادية، وكذلك التعاون في مجال الاستثمار والطاقة الجديدة والمتجددة، والتعاون في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والبترول والثروة الحيوانية، بحيث تصبح تشاد أحد المصادر الرئيسية لاستيراد اللحوم الحية والمجمدة.
توافق على الحل السياسي في السودان

وأضاف أنه هناك تطابق للرؤى حول أولوية الحل السياسي في السودان فلا يوجد حل عسكري في السودان، ومن المهم وقف تدفق الأسلحة إلى السودان عن طريق ممرات بدول الجوار، وأكد أهمية الحل السياسي.ومن جانبه ذكر وزير خارجية تشاد أنه كان هناك تطلع لعقد اللجنة المشتركة منذ 15 عامًا، وأن انعقاد اللجنة أمس يساهم في دفع العلاقات والتعاون بين البلدين إلى الأمام، خاصة وأن كلا البلدين يتشاركان في مزايا جيو استراتيجية مكملة لبعضها البعض، وهناك مصالح مشتركة.
تعزيز العلاقات الثنائية

وقد أعطى الرئيسان عبد الفتاح السيسي وإدريس ديبي توجيهات واضحة لتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات حتى تكون نموذجًا للتعامل بين الدول الإفريقية، ونتطلع لتنفيذ المشروعات في مجال البنية التحتية وإنشاء ممر يسمح بالربط بين البلدين عبر ليبيا، وكذلك التعاون في مجال التعليم.وأضاف أنه تم استعراض الأوضاع في المنطقة، وخاصة الأزمة في السودان التي نعاني منها في مصر وتشاد، وقد أكدنا على موقف تشاد الثابت على أهمية الحل السياسي ورفض أي حلول عسكرية.
مؤتمر إعادة إعمار غزة

وردًا على سؤال عن الترتيبات الخاصة بمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي من المقرر أن تستضيفه مصر، قال وزير الخارجية إن الاستعدادات تتم على قدم وساق لانعقاد هذا المؤتمر الهام، ولكن هناك أولويات الآن وننتظر إقرار مجلس الأمن لمشروع القرار الخاص بالأوضاع في قطاع غزة.وأضاف أنه بمجرد الانتهاء من إقرار هذا المشروع، هناك حوار ممتد ومشاورات مستمرة بيننا وبين الجانب الأمريكي، وأيضًا مع الشركاء الإقليميين والدوليين، حتى يتم التحضير الجيد وعقده خلال الأسابيع القادمة في مصر.وبخصوص المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ وتشكيل قوة الاستقرار الدولية والمخاوف من تقسيم غزة بسبب التعنت الإسرائيلي.
تنفيذ خطة الرئيس ترامب للسلام

قال وزير الخارجية إن مصر والقيادة المصرية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي كان لها الدور الأساسي في تحقيق هذا الاختراق ووقف أعمال القتل والتجويع الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وهو ما تكللت جهوده في مؤتمر القمة الذي استضافته مدينة السلام، واستضافها السيد الرئيس بحضور أكثر من 30 من رؤساء الدول والحكومات، مُشيرًا إلى حرص مصر على تثبيت وقف إطلاق النار والتحرك في اتجاه تنفيذ خطة الرئيس ترامب للسلام، ونحن ندعمها ونعمل على المشاركة في كل الجهود المبذولة للعمل على وضعها موضع التنفيذ.
تشكيل ما يسمى بـ”مجلس السلام”
وأشار وزير الخارجية إلى أن هناك خطوات متدرجة نتحرك بها، في المرحلة الأولى وهي على وشك الانتهاء من تنفيذها، خاصة فيما يتعلق بتسليم الرهائن الأحياء، وأيضًا تسليم الجثامين، وبعد ذلك نتحرك نحو المرحلة الثانية.وأضاف أن الحديث كله يدور الآن في نيويورك حول مشروع القرار الأمريكي، مُعربًا عن اعتقاده بأننا في المراحل النهائية لإقرار هذا المشروع والتصويت عليه في مجلس الأمن خلال الفترة القصيرة جدًا القادمة.
تشكيل أيضًا قوة الاستقرار الدولية
وأوضح أنه بمجرد إقرار هذا القرار في مجلس الأمن بالتأكيد ستكون هناك المرحلة الخاصة بوضعه موضع التنفيذ، خاصة فيما يتعلق بتشكيل ما يسمى بـ”مجلس السلام” وتشكيل أيضًا قوة الاستقرار الدولية وكذلك تشكيل اللجنة الفلسطينية الإدارية غير الفصائلية التي ستقوم بإدارة القطاع وتوفير الخدمات الأساسية لسكان غزة، مُشيرًا إلى أن كل هذه الترتيبات تتم بشكل انتقالي وستكون ترتيبات مؤقتة لحين تهيئة الأمور نحو تمكين السلطة الفلسطينية نحو الانتشار في القطاع، وأن يكون هناك الأفق السياسي الذي سيقود حتمًا إلى حل الدولة الفلسطينية وإقامتها على كامل التراب الوطني؛ قطاع غزة والضفة الغربية، ومن بينها بطبيعة الحال القدس الشرقية.ولفت إلى أنه يتم وضع مشروع القرار للتصويت، وبعد ذلك هناك العديد من الدول التي عبرت عن رغبتها في المشاركة في تشكيل قوة الاستقرار الدولية، وتحديد مهام هذه القوة، ونحن في مصر نرى، ومعنا الدول العربية والدول الإسلامية، أن المهمة الأساسية لهذه القوة عند انتشارها هي متابعة ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والالتزام الكامل من الطرفين بوقف إطلاق النار وعدم انتهاكه.
تثبيت التهدئة
وشدد على أن غزة وحدة واحدة ومرتبطة ارتباطًا عضويًا بالضفة الغربية، وهذا أمر مفروغ منه شاء من شاء وأبى من أبى، لأن الدولة ستقوم على الضفة الغربية وعلى قطاع غزة، وخطة الرئيس ترامب تتضمن نصًا صريحًا حول الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو أمر هام جدًا، ولابد من التسليم به حتى تستقيم الأمور وحتى يتم تثبيت التهدئة ويتم المضي قدمًا في تنفيذ كل الخطوات المتضمنة في خطة الرئيس ترامب.وردًا على سؤال حول توافق تشاد ومصر على جهود وقف إطلاق النار في السودان واستقبال اللاجئين السودانيين، أكد وزير خارجية تشاد أن بلاده تتفق مع مصر مسبقًا على دعم جميع المبادرات الرامية لإرساء السلام في السودان، ولدينا اهتمام مشترك مع مصر في تقديم الدعم للعدد الأكبر من اللاجئين السودانيين سواء في مصر أو تشاد، ولدينا نحو 1.6 مليون لاجئ سوداني، وعندما يتحقق السلام في السودان سيتم تخفيف الحمل عن تشاد، ونتابع جميع المبادرات التي أُطلقت من جانب الرئيس الأمريكي ترامب واللجنة الرباعية التي تضم مصر.
توحيد جهود التوصل لتسوية سلمية في السودان
وأضاف أننا ندعم هذه الجهود والمبادرات، مُوجّهًا الشكر لمصر على جهودها المبذولة في اللجنة الرباعية للتوصل لحل سلمي في السودان، لافتًا إلى أن الحل من أجل مصلحة السودانيين، حيث تأثرنا كدول جوار من هذه الأزمة وعلينا توحيد جهودنا للتوصل لتسوية سلمية وحلٍ لأشقائنا في السودان.
اللجنة المصرية – التشادية المشتركة
وردًا على سؤال حول الاجتماع الوزاري لـ روسيا-إفريقيا، قال د. بدر عبد العاطي إن الاجتماع الوزاري سوف يُعقَد قبل نهاية العام الجاري لتعميق الشراكات وتعزيز التعاون المشترك.ومن ناحية أخرى، ترأس د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة والمصريين بالخارج، أمس اللجنة المصرية – التشادية المشتركة مع عبد الله صابر فضل وزير خارجية جمهورية تشاد، وبمشاركة الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية. ومن الجانب التشادي: وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتدريب المهني، ووزير الثروة الحيوانية والإنتاج الحيواني، ووزير الصحة العامة والوقاية، ووزير البنية التحتية وفك العزلة وصيانة الطرق، ووزير المياه والطاقة، ووزير الإعلام والمتحدث الرسمي باسم الحكومة التشادية.
تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل
وأكد عبد العاطي الحرص الدائم على دعم الجهود التشادية، باعتبارها شريكًا محوريًا لمصر، في تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الساحل وحوض بحيرة تشاد، ومكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وإحلال التنمية محل الصراع، إيمانًا من مصر بأن التنمية والأمن وجهان لعملة واحدة.
كما أشار وزير الخارجية إلى أن مصر تولي أولوية متقدمة لدفع التعاون الفني والاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين إلى آفاق أرحب، فضلاً عن الاستمرار في عمل البعثة الأزهرية المصرية، إحدى أكبر البعثات الأزهرية في القارة.في ذات السياق، شدد عبد العاطي على أهمية استغلال الفرص المتاحة لتعزيز وتوثيق التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار والبنية التحتية والنقل والزراعة والتعليم والاتصالات والبترول والثروة المعدنية والإسكان، فضلاً عن فرص تعزيز التبادل التجاري من خلال زيادة الواردات المصرية من اللحوم التشادية، وزيادة الصادرات الدوائية المصرية إلى تشاد، إلى جانب زيادة الاستثمارات المصرية في تشاد، سواء من قبل الجهات الحكومية المصرية أو من قبل ممثلي قطاعات الأعمال في كل تلك المجالات، اتساقًا مع الاهتمام الذي توليه الشركات المصرية للاستثمار في تشاد، ودعم الخطة التنموية التشادية وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية.
دعم مصر لخطط تشاد التنموية
ومن جانبه، أكد الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل دعم مصر لخطط تشاد التنموية، خاصة في مجالات البنية التحتية والربط الإقليمي، مُشيرًا إلى أن مشروع الربط البري بين مصر وتشاد مرورًا بليبيا يمثل محورًا استراتيجيًا لربط شمال ووسط أفريقيا وتعزيز التبادل التجاري، مُوضحًا أن العمل جارٍ لإنشاء طريق شرق العوينات، فضلاً عن إنشاء مصانع في مجالات مختلفة لدعم الصناعة التشادية بما يحقق المصالح المشتركة.
زيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب التشاديين
كما أوضح الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي أن الاجتماعات الفنية بين الجانبين شهدت توافقًا واسعًا حول تحديث اتفاقيات التعاون بين الوزارتين، وزيادة المنح الدراسية المقدمة للطلاب التشاديين وتطوير منظومة التعليم. كما شدد على أهمية توسيع التعاون بين الجامعات، لا سيما بين جامعة الإسكندرية وجامعة نجامينا بما يدعم الجهود التنموية في تشاد ويعزز الشراكة الأكاديمية بين البلدين.في ذات السياق، شدد الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة على الحرص على تعزيز التعاون مع تشاد في مجال الربط الكهربائي، مُشيرًا إلى أن الاجتماعات الفنية شهدت توافقًا حول تفعيل الاتفاقيات القائمة وتطوير شبكات النقل والتوزيع بما يخدم احتياجات التنمية في تشاد. وشدد على استعداد مصر لتقديم الخبرات الفنية ونقل التكنولوجيا، ودعم خطط تحديث البنية الأساسية للكهرباء في تشاد.ومن جانبه، أكد المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حرص مصر على زيادة حجم التبادل التجاري مع تشاد، والعمل على وضع آلية فعّالة لتسهيل حركة التجارة وخفض تكاليف النقل بين البلدين، مُشددًا على أهمية الاستفادة من الفرص المتاحة تحت مظلة اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية لزيادة النفاذ إلى الأسواق ودعم سلاسل الإمداد الإقليمية، فضلاً عن أهمية عقد منتدى أعمال مصري–تشادي في الفترة المقبلة لبحث فرص الاستثمار وتعزيز الشراكات بين مجتمعَي الأعمال في البلدين.يُذكر أن المباحثات شهدت التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم حول المشاورات السياسية بين الطرفين، والتعاون بين المعهدين الدبلوماسيين، والتعاون بين وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة ووزارة المياه والطاقة التشادية، والتعاون بين الهيئة العامة للاستثمار والوكالة التشادية للاستثمار









