لماذا ترتيب مصر سياحيا لا يليق بتاريخها ومقوماتها السياحية؟.. هذا السؤال كثيرا ما أردده بينى وبين نفسى وأعدد الأسباب وأبررها أحيانا ..مايدفعنى إلى ترديد هذا السؤال وتكراره هو أن هناك دولا أخري تستقبل سنويا ضعف ما تستقبله مصر من سائحين رغم أنها لا تتمتع بما تتمتع به مصر من مقومات سياحية يفترض أن يجعلها فى الصدارة.
لقد حزنت كثيرا عندما جاءت مصر حسب تصنيف مجلة أمريكية متخصصة فى المركز الرابع والعشرين فى قائمة أفضل دول العالم التى يمكن زيارتها هذا العام وقد أثار هذا التصنيف الذى جاء قبل افتتاح المتحف الكبير الكثير من الجدل خاصة أن هناك تصنيفات أخرى أكثر أهمية ومصداقية مثل تصنيف « نيوز . إس . يو « حيث جاءت مصر فى المركز التاسع عالميا ضمن أفضل الدول السياحية العام الحالى.
بعيدا عن التصنيفات فما يعنينا هو كم عدد السياح الذين يأتون إلى مصر سنويا وهل هذا العدد فى ازدياد أم إنخفاض؟.. الأرقام تقول أن مصر استقبلت خلال الأشهر التسعة الأولى من هذا العام خمسة عشر مليون سائح بنسبة نمو بلغت 21 فى المائة والمستهدف استقبال 18 مليون سائح بنهاية العام كما ارتفعت ايرادات السياحة خلال نفس الفترة بنسبة 9 فى المائة لتسجل أكثر من 15 مليار دولار.
الأرقام تؤكد إذن أن قطاع السياحة يشهد انتعاشا ونموا ومصر تخطط لاستقبال 30 مليون سائح بحلول عام 2023 وهو عدد يحتاج المطارات القادرة على استيعاب هذا العدد الكبير وهو مابدأت مصر فى عمله بالفعل من إنشاء مطارات جديدة فضلا عن التوسعات التى يشهدها مطار القاهرة الدولى..كما أن مصر فى حاجة أيضا إلى زيادة الغرف الفندقية والاتجاه إلى إنشاء فنادق صغيرة وشقق فندقية لتوفير كافة سبل الإقامة أمام السائح لاختيار مايناسبه ماديا وأقترح هنا تخطيط مساحة الأراضى الخالية بين مطار سفنكس وبين المتحف الكبير وتشجيع المستثمرين المصريين لبناء فنادق صغيرة وشقق فندقية لتكون منطقة جذب للسائحين المدرج فى برنامجهم زيارة المتحف الكبير.
إن مصر تستحق أن تكون من أفضل الوجهات السياحية وأكثر الدول جذبا للسياح إذا أحسنا التخطيط والاستفادة من كل ما تنعم به مصر من مقومات سياحية وتاريخ وتراث وحضارة بقى فقط أن نستغل الزخم الذى أحدثه فى العالم افتتاح المتحف المصرى الكبير.. إن صورة الملكة مارى ملكة الدنمارك أمام الفرعون الذهبى توت عنخ أمون وهى تقف فى حالة انبهار تضم كفيها قرب وجهها وكأنها تقول له «ارقد فى سلام» تلك الصورة إن أحسنا استغلالها كفيلة وحدها لجذب الملايين من بقاع الأرض فالسياحة علم وصناعة وإدارة.









