القارئ المنصف للمشهد المصرى خلال أحداث يناير 2011 وتلاها من أمور سلبية كادت تودى بمصرنا الحبيبة إلى طريق اللاعودة.. خاصة أن هناك كثيرين كانوا يتربصون بنا داخلياً وخارجياً ويريدون بكل الطرق أن تسقط «أم الدنيا» كما سقط غيرها فى أتون صراعات دامية لا طائل من ورائها سوى الخراب والدمار، وكل ذلك تدفع الشعوب أثمانه.. ولكن لما كانت مصر محفوظة بأمر ربها لم يستطع هؤلاء البغاة أن ينالوا منها شيئاً، بل ان الله تعالى قيض لها من أبنائها المصريين المخلصين رجالاً وقفوا فى وجه من أرادوا بها شراً واستطاعوا ومعهم الشعب المصرى الأصيل متكاتفين وخرج الجميع من أجل الإنقاذ، إنقاذ مصر من هذا المصير المجهول، وكانت ثورة الثلاثين من يونيو التى أعادت الأمور إلى نصابها الصحيح، وكان القائد الشريف الرئيس عبدالفتاح السيسى عند حُسن الظن به، إذ استطاع ومعه جموع المصريين أن يعيدوا مصر إلى جادة الصواب، ثم كان الحدث الأبرز والأهم فى العام 2014 حين تولى القائد مهام مسئولية اشلاء دولة كانت على شفا حفرة من السقوط فى مستنقع لا قرار له، فكان ان شد العزم وصارح جموع المصريين بما عليه الحال دون تزيين للواقع أو تجميل وطلب من الجميع العمل، والعمل فقط من أجل إقالة هذا الوطن العزيز من عثرته.
بدأت مصر برجالها وقادتها رحلة الـ «مليار» خطوة إلى الأمام، فشد الكل العزم ونزلوا ساحة الجد والعمل من أجل أن يعوضوا ما فات، لتعود «أم الدنيا» لسابق عهدها، بل تتقدم خطوات وخطوات إلى الأمام.. وضعت الخطط فى كل المجالات وبشتى أنواعها، قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد، وانتظمت المشروعات القومية فى كل الأنحاء والكل يسابق الزمن من أجل الإنجاز.
سنوات قليلة مضت على بدء بناء مصر الجديدة.. وظهرت لنا بشائر الخير، ففى مجال الزراعة استطاعت مصر مضاعفة الرقعة الزراعية عن طريق استصلاح ملايين الأفدنة سواء فى الساحل الشمالى الغربى أو فى الدلتا الجديدة وشرق العوينات وتوشكى، بل وزراعتها بالمحاصيل الزراعية الإستراتيجية التى كنا كثيراً ما نستوردها من الخارج وبكميات كبيرة.. وليس هذا فقط، بل صرنا نصدر حاصلات زراعية إلى الخارج بالمليارات من العملة الصعبة.. أيضا فى جانب الإنشاء والتعمير، انتشرت المدن الذكية من الجيل الخامس فى ربوع البلاد، ولعل درة هذه المدن جميعاً العاصمة الجديدة، التى أشاد بها القاصى والدانى.. ولا ننسى فى خضم الإنجازات التقدم المذهل الذى حققته «أم الدنيا» فى مجالى النقل والطرق والمشروعات الصناعية الضخمة التى أحرزت فيها مصر مراكز متقدمة على المستوى العالمى.. ولعل خير مثال على ذلك، منتج السيارة المصرية الذى سيظهر فى السوق المصرية قريباً من إنتاج شركة «النصر» للسيارات، علاوة على منتجات مصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وغيرها وغيرها من مشروعات قومية كبرى يضيق المقام هنا لذكرها حتى ولو على سبيل المثال.
إننا كمصريين نسجد لله حمداً وشكراً على أن قيض لمصرنا رجالاً استطاعوا أن يعبروا بها الأزمات ويضعوها فى الصفوف الأولى بين الدول والأمم الراقية.









