ابدأوا يومكم بالتسامح، فالقلب الذى يغفر يجد راحة لا يعرفها من يحمل داخل قلبه الخصام.
تصلنا يوميًا رسائل القرّاء الممتلئة بحكايات عن كفاح وأمل يتجدد رغم كل الظروف، وبين هذه الرسائل المضيئة لا تخلو يومياتنا من رسائل من نوع آخر عن خلافات أسرية ومشاحنات بين الجيران، تُظهر جانبًا يحتاج الكثير من الهدوء والحكمة قبل أن يحتاج نشرا على صفحات الجرائد.
ومن بين هذه الشكاوي، أرملة تطالب شقيقتها المطلقة بتقاسم معاش والدهما الراحل، لكن خلافهما خرج من إطار الحقوق إلى تبادل اتهامات لا تليق بين الأخوات، وزوج يشكو طليقته التى حرمته رؤية ابنته، فيسرد كلمات قاسية تمسّ أم الطفلة، وجار يقدّم بلاغات متكررة لإغلاق محل بسيط افتتحه جاره ليسترزق منه.
مثل هذه القصص لا تصلح للنشر لأنها لاتُعالَج بالعناوين، بل تحتاج تهذيبا للروح، ولحظة صادقة من سلام داخلى يدرك فيها الجميع أن المفتاح الوحيد هو التسامح.
فالتسامح ليس تنازلًا عن الحق أو ضعف ولكنه اختيار واعٍ لصفاء القلب، وطريق ممهد نحو السلام النفسي، ومع احتفال العالم باليوم العالمى للتسامح اليوم 16نوفمبر، تتجدد أمامنا فرصة للتأكيد أن المجتمعات تزدهر حين يتقن أفرادها فنّ التغافل الجميل، ومنح بعضهم البعض فرصة جديدة كل يوم.
وعلى الجانب المشرق، تصلنا قصص تمنحنا الأمل من أسر تعافت بعد خلافات، جيران عادوا للمحبة بعد صراعات، وشباب اجتمعوا ليغيروا واقعهم إلى الأجمل.
وشباب رابطة سنباط بالغربية نموذج حى لهذه الروح، قصتهم بدأت عندما أسسوا رابطة شبابية لحل مشكلات القرية من مياه وكهرباء وتعليم وصحة، وتعاونوا مع الأجهزة الحكومية المختلفة والجمعيات الخيرية واطلقوا العديد من المبادرات الخيرية من قوافل طبية، وقدموا دعم لشباب القرية بمشروعات صغيرة، برامج تدريبية ومنتجة للنساء، اقاموا العديد من المشروعات المفيدة لكل أهالى سنباط والقرى المجاورة، لتتحول القرية إلى نموذج للعمل الجماعى والتسامح ورسالة أمل لكل من يريد أن يبدأ.
فى «حلقة وصل» نعيش مع كل رسالة كأنها قصتنا، ونحتفل بكل استجابة تغيّر حياة شخص أو أسرة، ليس لدينا مكان لعرض المشاكل، ولكننا نقدم خدمة لنشارك فى صناعة الأمل، ونؤكد أن الإنسانية حاضرة مهما اشتدت الظروف، وأن كل صرخة ألم يمكن أن تجد نورًا إذا وُجد من يسمع.
وفى هذا اليوم الذى يحتفى فيه العالم بالتسامح، نقدم دعوة لتجددوا قدراتكم على الغفران، ولنعلم أنفسنا وأبناءنا أن الرحمة والصفح هما الطريق الأقصر نحو السلام، فالتسامح لا يجعلنا ضعفاء وإنما أقوي، لأنه يحرر القلب ويمنح الروح مساحتها للتنفس.
اختموا يومكم كما بدأتموه بالتسامح فهو يزرع السعادة، ويحوّل لقاءاتنا وخطواتنا إلى الخير، لنرسم مستقبلًا أرقى لأنفسنا ولمن حولنا.
فالتسامح مفتاح لكل شيء جميل، ولحظاتنا تصبح أجمل حين نعيشها برحمة وعطاء.









