تمر الكرة المصرية بفترة ساخنة جداً تتوافق مع التراجع الملحوظ على كل المستويات الناشئين والشباب والمنتخب الأول وحتى المنتخب الثانى بقيادة حلمى طولان والوحيد الذى حقق الانتصار هذا الأسبوع على الجزائر 2-3 فى الوقت الذى خسر فيه المنتخب الأول أمام أوزبكستان صفر- 2 فى بطولة الإمارات الدولية وخرج منتخب مصر للناشئين بقيادة أحمد الكأس من دور الـ 32 لكأس العالم للناشئين بالخسارة أمام سويسرا 3-1.
يأتى ذلك بعد خسارة منتخب الشباب بقيادة أسامة نبيه وخروجه من الدور الأول لكأس العالم فى شيلى فى الأسابيع الماضية وهى نتائج تعكس بكل أمانة حالة التردى التى تعيشها الكرة المصرية فى الفترة الأخيرة وقبل ارتباطات مهمة جداً تبدأ بعد أيام بمشاركة المنتخب الثانى فى كأس العرب بقطر فى الفنرة من 4 إلى 18 ديسمبر القادم، ثم بعدها بثلاثة أيام مشاركة المنتخب الأول فى كأس الأمم الأفريقية بالمغرب فى الفترة من 22 ديسمبر إلى 18 يناير 2026 وهو الارتباط الأهم من وجهة نظرى لأنه المحك الرئيسى للكرة المصرية فى البطولة القارية الكبرى التى تغيب عنا منذ 2010.
وخلال الفترة القادمة تدخل الأندية المصرية الأربعة الأهلى وبيراميدز والزمالك والمصرى اختبارات أخرى فى البطولات الأفريقية للأندية فى دورى الأبطال والكونفيدرالية وفى وقت تعانى فيه كل الأندية المصرية من تراجع المستوى خاصة القطبين الأهلى والزمالك.
فى نهاية الموسم سيكون المحك الأكبر وهو كأس العالم فى أمريكا والمكسيك وكندا فى يونيو 2026 وهى البطولة التى نسعى فيها لتحقيق أول فوز مصرى فى المونديال بعد 3 مشاركات خالية من أى انتصارات.
لا أريد فى هذه المرحلة أن أكون متشائما أكثر من اللازم حتى تنتهى هذه الفترة الصعبة وبعدها يكون الحساب ولكنى لا أستطيع أن أخفى قلقى البالغ على هذه المرحلة الحساسة من عمر الكرة المصرية، وهو الأمر الذى جعلنى أطلق الكثير من صافرات الإنذار فى الأسابيع الماضية لأننى كنت أتوقع حقيقة هذه النتائج بما فيها منتخب الناشئين تحت 17 سنة والذى تجاوز الدور الأول فى بطولة تضم لأول مرة 48 منتخباً نصفها على الأقل ليس لها أى تاريخ كروي، بل إن أحد هذه المنتخبات وهو منتخب نيو كاليدونيا القادم من منطقة الأوقيانوس والذى خسر أمام المغرب بنتيجة لم أشاهدها من قبل فى أى بطولة عالمية 16 – صفر.
المهم أننى كنت أتوقع خروج هذا المنتخب مبكرا فى البطولة وهو الأمر الذى توقعته فى معرض حديثى عن الخروج المخيب للآمال لمنتخب الشباب من الدور الأول لكأس العالم فى شيلى والتى كانت فيها تصريحات المدير الفنى أسامة نبيه أكثر إحباطا، لأننى كما ذكرت عشرات المرات أن منظومة الناشئين عندنا تعانى تماما من غياب أى إستراتيجية للبحث عن المواهب وأصبحت المنظومة تبحث فقط عن الربح وبالتالى غابت المواهب الحقيقية وهو أمر ينذر بمزيد من الانهيار فى السنوات القادمة عندما سنمتلك فقط اللاعبين المصنوعين دون مواهب.
المشكلة الأكبر كانت فى خسارة المنتخب الأول أمام أول فريق يلعب كرة قدم منظمة وهو منتخب أوزبكستان بعد أن واجه على مدى أكثر من عامين منتخبات من الصف الثالث سواء فى تصفيات كأس الأمم أو تصفيات كأس العالم ويستثنى من ذلك ربما منتخب بوركينا فاسو فقط، وحتى هذا الفريق لا يمر بأحسن حالاته الآن.
والحقيقة أن مباراة أوزبكستان كشفت الكثير من الثغرات فى منتخب مصر لم تكن لتظهر بهذا الشكل عند مواجهة منتخبات ضعيفة من طراز جيبوتى وإثيوبيا وغينيا بيساو وغيرها.
وعلى الجهاز الفنى لمنتخب مصر بقيادة حسام حسن أن يلعب كل مبارياته القادمة مع منتخبات تلعب كرة قدم حقيقة حتى يتسنى إصلاح الأخطاء الكثيرة التى وقع فيها الفريق أمام أوزبكستان ومحاولة إصلاحها سريعا على مستوى الدفاع والهجوم ، ولم يعد متبقيا لذلك سوى المعسكر الأخير قبل كأس الأمم ومعسكر مارس القادم قبل تجمع المنتخب الأخير لكأس العالم.
أما المنتخب الثانى بقيادة حلمى طولان فهو قضية أخرى نتناولها لاحقا!









