تحت رعاية الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت، يقيم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، معرض الكويت الدولي الثامن والأربعين للكتاب، تحت شعار “عاصمة الثقافة.. وطن الكتاب”، خلال الفترة من 19-29 نوفمبر 2025، وذلك بالتزامن مع اختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025.
وعقدت الأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عائشة المحمود، ومدير معرض الكويت الدولي للكتاب خليفة الرباح، مؤتمرًا صحفيًّا، اليوم الأحد، للحديث عن تفاصيل الدورة الثامنة والأربعين للمعرض، وذلك في أرض المعارض الدولية بمنطقة مشرف، بحضور عدد من الصحفيين ووسائل الإعلام.

الأمين المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عائشة المحمود
واستهلت الأمين المساعد لقطاع الثقافة عائشة المحمود حديثها بالتأكيد على أن المعرض يأتي هذا العام في إطار استثنائي يتزامن مع احتفاء دولة الكويت باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025، وهو ما منح هذه الدورة خصوصية واضحة انعكست على برنامجها الثقافي وتنظيمها العام.
وأعلنت المحمود أن حفل افتتاح المعرض سيشهد هذا العام نقلة نوعية، إذ سيقام للمرة الأولى في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، قبل الجولة الافتتاحية المعتادة داخل أرض المعارض.
ويقام الحفل برعاية رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد عبدالله الأحمد الصباح، وبحضور وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن بداح المطيري.
تكريم ضيف الشرف “سلطنة عمان”
كما يتضمن حفل الافتتاح تكريم ضيف الشرف (سلطنة عمان)، تقديرًا لدورها الثقافي البارز في المشهد العربي، وذلك بحضور وزير الإعلام العماني الدكتور عبدالله بن ناصر الخراصي. ويُكرّم أيضًا المستشار المتقاعد لسلطان عمان لشؤون التخطيط الاقتصادي محمد بن الزبير بوصفه “شخصية المعرض”، تقديرًا لمسيرته الطويلة التي أسهمت في توسيع دائرة المعرفة وصون التراث وتعزيز الحضور الثقافي.
وأشارت المحمود إلى أن الجولة الافتتاحية للمعرض ستنطلق في أرض المعارض صباح الأربعاء 19 نوفمبر في تمام العاشرة صباحا.

عائشة المحمود وخليفة الرباح خلال المؤتمر الصحفي
النشاط الثقافي المصاحب
وانتقلت المحمود إلى الحديث عن النشاط الثقافي المصاحب لمعرض الكتاب هذا العام، مؤكدة أنه يمثل المحرك الأساسي الذي يكمل منظومة النشر ويثري حضور المعرض. ويقام هذا العام تحت شعار “نقرأ اليوم لنكتب الغد”، ويتوزع بين ثلاث منصات رئيسية، أولها (المقهى الثقافي) الذي يشكل مساحة واسعة للحوار العربي ويناقش موضوعات تتعلق بالفكر والترجمة والجوائز والإبداع. أما المنصة الثانية، وهي (رواق الثقافة)، فتمثل فضاءً يعكس التعددية الثقافية الحديثة عبر طرح رؤى في الفلسفة والإعلام والفنون واللغة والتراث. بينما تأتي المنصة الثالثة، (جناح ثقافة الطفل)، بوصفها بيئة تعليمية تفاعلية تجمع بين الإبداع والمعرفة التقنية، وتهدف إلى جذب الأطفال والناشئة عبر محتوى تفاعلي مبتكر.
وأوضحت المحمود أن البرنامج الثقافي يتوزع على فترتين صباحية ومسائية، ويضم 120 فعالية، من بينها 11 فعالية لضيف الشرف، و5 فعاليات لبيت الزبير، و43 فعالية في المقهى الثقافي، و37 فعالية في رواق الثقافة، و11 ورشة عمل، إضافة إلى 39 فعالية مخصصة للأطفال.
جائزة معرض الكتاب
كما أعلنت المحمود عن إطلاق جائزة معرض الكويت للكتاب للعمل غير المنشور اعتبارًا من سبتمبر المقبل، على أن تُمنح خلال الدورة الـ49. وتشمل الجائزة مجالات الشعر والرواية والقصة القصيرة، وتخضع لتحكيم متخصص. وكشفت كذلك عن مسابقة أفضل مراجعة لكتاب ضمن سلسلة “إبداعات عالمية” خلال الفترة من 19 نوفمبر حتى 11 ديسمبر، وقد وقع الاختيار على كتاب “ذات الكيمونو الأبيض” والمجموعة القصصية “خطى متعثرة نحو النور”. وأكدت أنه سيتم أيضًا الإعلان عن جائزة الطلبة المبدعين للمرحلة الثانوية في ختام المعرض بتاريخ 29 نوفمبر.

مدير معرض الكويت الدولي للكتاب خليفة الرباح
من جانبه، قدّم مدير المعرض خليفة الرباح عرضًا شاملًا للتفاصيل الفنية والتنظيمية، مشيرًا إلى أن خصوصية هذا العام الذي تُتوّج فيه الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي، انعكست على هوية المعرض وشعاره: “عاصمة الثقافة… وطن الكتاب”. وأعلن أن مراسم قص الشريط ستقام صباح الأربعاء 19 نوفمبر الساعة العاشرة، مؤكدًا أن مشاركة سلطنة عمان– بوصفها ضيف الشرف– ستكون واسعة من خلال جناح رسمي وتمثيل دبلوماسي وثقافي كبير، مما يعزز من مكانة المعرض.
مشاركة 611 دار نشر من 33 دولة
وأشار الرباح إلى أن الدورة الحالية تشهد مشاركة 33 دولة، و433 دار نشر مشاركة بشكل مباشر، إضافة إلى 187 دارًا بالتوكيل، ليصل العدد الإجمالي إلى 611 دار نشر، بزيادة 67 دارًا عن الدورة الماضية. كما زاد عدد الأجنحة بـ33 جناحًا بعد إعادة تنظيم المساحات، رغم ثبات المساحة الإجمالية للمعرض.
وتشارك هذا العام 39 جهة للمرة الأولى، بينها 30 دار نشر، وأربع جهات حكومية، وأربع جمعيات نفع عام. فيما بلغ عدد عناوين الكتب المسجلة في نظام الاستعلام الآلي 287,019 عنوانًا، بينها 35,066 إصدارًا حديثًا، في حين تجاوز عدد الطرود الواردة للمعرض 14 ألف طرد.

جانب من المؤتمر الصحفي
وأوضح الرباح أن الخدمات التقنية هذا العام تشمل توفير رموز الاستجابة السريعة QR Code للبحث عن الكتب عبر الهاتف، إضافة إلى شاشات تفاعلية داخل القاعات، مع استمرار خدمة الاستعلام الآلي التي يقدمها فريق المجلس الوطني. كما يتميز المعرض بخصم 25% على جميع الإصدارات المشاركة. وتوقف الرباح عند البرنامج المهني لصناعة النشر، الذي يُقام للعام الثاني بمشاركة 84 دار نشر، مؤكدًا أن مهمة المعرض تتجاوز بيع الكتب إلى دعم صناعة المحتوى وتطوير قطاع النشر.
مبادرات مجتمعية جديدة
وطرح الرباح مبادرات مجتمعية جديدة، أبرزها توزيع كوبونات لاقتناء كتب مجانية للطلبة، وذلك بمبادرة من دور النشر الكويتية ضمن مسؤوليتها المجتمعية. كما قدم مشروع “أنا المؤلف” الذي يتيح للأطفال إصدار كتاب يحمل أسماءهم خلال عشر دقائق فقط، في خطوة تهدف إلى تشجيع الخيال والكتابة لدى الناشئة. وأشار إلى مشاركة شركة “U Payment” التي توفر خدمات الدفع الإلكتروني لدور النشر وتقدّم الدعم التقني واللوجستي طوال فترة المعرض.
تكريم رموز الأدب الكويتي
وفي سياق آخر، أعلن الرباح عن إطلاق أسماء رموز الأدب الكويتي على القاعات الجديدة تكريمًا لإسهاماتهم، حيث حملت القاعة (5) اسم عبد الرزاق البصير، والقاعة (6) اسم إسماعيل فهد إسماعيل، والقاعة (7) اسم عبدالعزيز حسين. وتم تخصيص شاشات تعريفية داخل القاعات للتعريف بسير هؤلاء الأدباء. كما جرى تخصيص لوبي المعرض للأطفال بزخارف جاذبة، إلى جانب إنشاء “المناطق الخضراء” التي توفر بيئة مريحة للقراءة والاسترخاء.
وختم الرباح بتأكيده أن نجاح المعرض هو ثمرة تعاون مشترك بين العديد من الجهات الرسمية والثقافية، متمنيًا أن تحقق هذه الدورة تطلعات الجمهور وتليق بمكانة الكويت الثقافية العربية.









