لم تكن السودان فى يوم من الأيام غائبة عن فكر أم الدنيا ففى كل أحوالها كنا ومازلنا بل وسنظل ننظر إلى السودان على أنها الامتداد الطبيعى لنا ومن عندها يبدأ الأمن القومى المصرى.. وبالتالى فما يهم السودان فى كل أموره هو مهم أيضا لمصر لذا كانت اللحمة التى تربط أبناء وادى النيل برباط لا يمكن بحال من الأحوال أن ينفصم مهما حاول المرجفون فى كل زمان ومكان.
..وعلى هذا فإن ما يشهده السودان من تداعيات وصراعات غير مرغوبة أحدثتها جماعة الدعم السريع الذين يجدون بعض المساندة من جانب قوى إقليمية بهدف تفكيك الدولة السودانية وتقطيع أوصالها.. وهو الأمر الذى لن تسمح به مصر خاصة وأن هناك مبادئ لا يمكن لأم الدنيا أن تحيد عنها وخطوط حمراء ترسمها بهدف الحفاظ على الأمن القومى العربى ككل.. وبالتالى فإن السودان شاهدة على ذلك تماماً فحينما حاول البعض «اللعب بالنار» فى الجوار الغربى لمصر وأقصد هنا الشقيقه ليبيا كانت الخط الأحمر المصرى «سرت ــ الجفرة» حاسماً فى ضبط الأمور فى البلد الشقيق ووضع الجميع عند حدود معينة لا يمكن له أن يتجاوزها ومن ثم احدثت خطوط مصر الحمراء أثرها مباشرة فى الأزمة الليبية آنذاك.. وفى الحرب الأخيرة التى شنها جيش الحرب الإسرائيلى على قطاع غزة وكان يهدف من ورائها إلى إخلاء القطاع وتهجير أهله منه.. كان الوقفة المصرية الحاسمة التى حالت دون ذلك وكان – خطنا الأحمر – بمنع التهجير أياً كان قسرياً أو طوعياً وهو ما أجبر إسرائيل وأذنا بها على الخضوع والتسليم بالأمر الواقع حتى وصلنا إلى وقف لإطلاق النار بمبادرة أمريكية ومساندة مصرية – قطرية.
> الآن وقد وصل قطارات الأزمات العربية إلى محطته الجديدة وأعنى بها أزمة السودان وهنا خطوط مصر الحمراء رسمت لأجل الحفاظ أولاً على الأمن القومى المصرى فالسودان بطبيعية الحال هى الامتداد الطبيعى الإستراتيجى لنا وبالتالى فإن المساس به هو بالأساس مساس بأمن مصر القومى.. ثانياً الحفاظ على وحدة السودان الشقيق ومنع تمزيقه ومن هنا فإن التحذيرات المصرية واضحة للجميع بعدم المساس بوحدة الأراضى السودانية خاصة فى إقليم دارفور وكردفان غرب السودان.. وأن محاولة اقتطاع هذا الجزء من الأراضى السودانية من أجل الانفصال واقامة الدولة المزعومة حتماً سوف يبوء بالفشل لأننا على يقين بمن وراء كل هذه الصراعات ومن يغذيها لمآرب شخصية ضيقة.. ولكن السودان لن يكون وحده على الاطلاق وفى مصر جيش صاحب قوة وقدرة.. جيش شريف يحمى ولا يعتدى يمد يد العون لكل من طلب منه المساعدة.. وهكذا مصر دوماً..
> من هنا فالأمل أن تحدث خطوط مصر الحمراء اثرها قريباً جداً على الساحة السودانية ويزول هذا العدوان وتعود السودان إلى حيث البناء والتعمير ويعود السودانيون إلى ديارهم التى هجروها إلى دول الجوار ليساهموا فى اعادة إعمار دولتهم التى دمرتها الأيادى المارقة التى أرادت بهذا البلد الطيب السوء فانقلب السحر على الساحر وأن غداً لناظره قريب.. سنجد قادة ما يسمى بـ «الدعم السريع» ماثلين أمام المحاكم للقصاص العادل منهم جراء ما اقترفوا فى حق السودان.. السودانيين.









