بعد طوفان الاقصى وبعد حرب الإبادة الإسرائيلية (2023 -2025) كان من بين بنود الاتفاق الذى وقع فى شرم الشيخ ؛ أن يتم الافراج عن عدد من (الاسرى الفلسطينيين).. ولكن العدو وبعد أن استلم اسراه وجثامينهم يماطل ولا يفرج عن (الاسرى الفلسطينيين) بل إن الوزير الصهيونى المتطرف (بن غفير) يقدم قانونا للكنيست الإسرائيلى بإعدام الاسرى فى مخالفة لكافة الشرائع والقوانين الدولية!!
إن قتل وتعذيب الاسرى أمر ليس بجديد، عبر قصة الصراع مع الصهاينة منذ (77 عاما من حرب 1948 وحتى اليوم 2025) لكن تكراره، والصمت عليه، وتعمد تجاهله من المنظمات، والأفراد والدول المعنية، هو الأمر الجديد، والمؤلم فى آن، إنه (التعذيب)، والتعذيب الممنهج من قبل أجهزة الكيان الصهيونى تجاه (الأسرى الفلسطينيين) وبخاصة الأطفال منهم، إننا أمام جريمة لا تسقط بالتقادم، جريمة أبدع فيها العدو، وسائل جديدة للقهر النفسى وتدمير الذات، طيلة الـ (77 عاما الماضية) ولأنها جريمة متكاملة الأركان، فهى تحتاج إلى توثيق، فى إطارها العام وفى أدواتها ووسائل ممارستها، وفى هذه السطور سنحاول ذلك، آملين أن يجد ما نرصده ونوثقه، منَّ يقدمه إلى المحاكم الدولية وإلى قوى المقاومة معاً.
>>>
من المعروف أن فى الأسر الإسرائيلى قرابة العشرة آلاف أسير فلسطينى من كافة التنظيمات الفلسطينية، وأغلبهم (خاصة الأطفال والنساء) مورست عليهم وسائل تعذيب نفسى وجسدى وصلت إلى (105) وسائل، وهى جميعاً محرمة دولياً.
على أية حال دعونا نوثق تلك الوسائل المحرمة قبل طوفان الاقصى (2023) وبعده والذى زاد فى النوع والجرعة؛ فوفقا للعديد من المواقع والمصادر الإسرائيلية والفلسطينية تلك الوسائل تشمل:
– تغطية الوجه والرأس: حيث يتعرض المعتقل لتغطية وجهه بكيس قذر؛ مما يؤدى إلى تشويش الذهن وإعاقة التنفس.
– الشبح: أى وقوف أو جلوس المعتقل فى أوضاع مؤلمة لفترة طويلة، وغالباً ما يتم اجلاس المعتقل على كرسى صغير، لا تتجاوز قاعدته 25سم – 25سم، وارتفاعه حوالى 30سم وتقيد يديه إلى الخلف.
– الحرمان من النوم: حيث يحرم المعتقل من النوم لفترات طويلة.
– الحبس فى غرفة ضيقة: حيث يحبس المعتقل فى زنزانة ضيقة جداً، يصعب فيها الجلوس، أو الوقوف بشكل مريح.
– الحرمان من الطعام: حيث يحرم المعتقل من بعض الوجبات الغذائية إلا بالقدر الذى يبقى المعتقل حياً، ولا يتم إعطاء المعتقل الوقت الكافى لتناول الطعام.
– الضرب المبرح: حيث يتعرض المعتقل للصفع والركل والخنق، والضرب على الأماكن الحساسة، والحرق بأعقاب السجائر، والتعرض للصدمات الكهربائية.
– التعرض للموسيقى الصاخبة: حيث يتعرض المعتقل للموسيقى الصاخبة التى تؤثر على الحواس.
– التهديد باحداث إصابات وعاهات: حيث يتم تهديد المعتقل بأنه سوف يصاب بالعجز الجسدى والنفسى قبل مغادرة التحقيق.
– الحط من كرامة المعتقل: يرغم المعتقل على القيام بأمور من شأنها الحط من كرامته، مثل: «إرغام المعتقل على تقبيل حذاء المحقق».
– تهديد المعتقل بالاغتصاب والاعتداء الجنسى عليه أو على زوجته وذويه.
– اعتقال الأقارب من أجل الضغط على المعتقل.
– حبس المعتقل مع العملاء: حيث يتم وضع المعتقل مع مجموعة من العملاء الذين يعملون لحساب المخابرات الإسرائيلية.
– أسلوب الهز: حيث يقوم المحقق بالإمساك بالمعتقل، وهزه بشكل منظم وبقوة وسرعة كبيرة من خلال مسك ملابسه، بحيث يهتز العنق والصدر والكتفان الأمر الذى يؤدى إلى إصابة المعتقل بحالة إغماء ناتجة عن ارتجاج فى الدماغ.
– عرض المعتقل على ما يسمى بجهاز فحص الكذب.
– تعريض المعتقل لموجات باردة شتاء، وموجات حارة صيفاً، أو لكليتهما معاً.
– حرمان المعتقل من قضاء الحاجة.
>>>
إن المثل يقول (وشهد شاهد من أهلها) وفى قضية التعذيب الممنهج، تأتى عشرات الشهادات الإسرائيلية الموثقة قبل طوفان الاقصى (2023) وبعده.. والتى تؤكد شيوع التعذيب الصهيونى ضد الأسرى الفلسطينيين، ولنتذكر هذه الشهادة الإسرائيلية المهمة، ففى مقالة مطولة تم نشرها فى ملحق صحيفة «هآرتس» الأسبوعى (28/12/2017)، تحت عنوان «هكذا حاولت محاربة التعذيب فى الشاباك وكدتُ أنجح»!، روى المحامى الإسرائيلى أفيغدور فيلدمان أحد أشهر المحامين المستأجرين للدفاع عن المعتقلين الفلسطينيين والذين تصفهم الصحف الإسرائيلية بأنه من المعادين لجهاز الأمن العام الإسرائيلى (الشاباك)، وعن تجربته المريرة فى هذا النضال المتواصل منذ سنوات طويلة واعترافه بأنه فشل فى نضاله هذا: «لسنوات عديدة، حاولتُ محاربة التعذيب فى الشاباك، قضائيا، بل واعتقدتُ بأننى قد نجحتُ وحققتُ نصراً بتحويل إسرائيل إلى دولة أفضل. لكن، كم كنتُ ساذجا»! ثم قدم عبر مقاله التوثيقى نماذج من التعذيب ضد الأسرى وشهادات حية تستحق كلها النشر فى مقال مستقل؛ وسنكتفى هنا بإحدى الوسائل التعذيبية المهينة والخطرة وهى إجلاس المحقَّق معه على كرسى صغير (للأطفال) فى «وضعية الموزة» وهو مقيّد اليدين والساقين لساعات طويلة ويقول: «رأيت هذا الكرسى بأم عينى خلال النظر فى أحد الملفات.
وذكر فيلدمان فى شهادته أنه فى فترات الاستراحة بين التحقيقات كان يتم التعذيب الممنهج ضد المعتقلين.
>>>
تلك بعض وسائل التعذيب التى تستخدمها أجهزة العدو الصهيونى ضد الأسرى الفلسطينيين، الذين فى أسرهم «الصامت» يصرخون لكن لا يسمعهم أحد خاصة ذوى القربي!!









