الخبراء: ارتفاع إقبال المواطنين في المرحلة الأولى لانتخابات النواب يعكس الثقة في نزاهة العملية الانتخابية وقدرة الناخب على فرز المرشحين بعيدًا عن تأثير المال والدعاية.
شهدت اللجان الانتخابية في المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب إقبالاً متزايداً من الناخبين، ما يؤكد حرص المواطن على المشاركة نتيجة لوعيه التام بقدرته على إحداث التغيير ومنح صوته للمرشح الأجدر القادر على خدمة المجتمع.

الخبرة الانتخابية وكسر حواجز التأثير
تؤكد الدكتورة حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ورئيس قسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن المواطن المصري بات يمتلك الخبرة الكافية لاختيار المرشح الأفضل المثقف والواعي بالقوانين، والذي يسعى لتحسين حياة المواطنين في شتى مناحي الحياة.
وأشارت أبو سكين إلى أن الدعاية الانتخابية والأموال لم تعد العامل الحاسم، بل يشارك الناخب برغبة في إحداث تغيير برلماني حقيقي بوجود نواب يمثلون صوته بصدق أمام المسؤولين.
وأوضحت أن هذه الخبرة تراكمت عبر الاستحقاقات الانتخابية المتعاقبة منذ عام 2011، ما رسّخ الإيمان واليقين بوجود شفافية ونزاهة انتخابية داخل اللجان، في ظل الإشراف القضائي والمتابعة من منظمات المجتمع المدني وائتلافات المراقبة الدولية والمحلية، ما يضمن وصول صوت الناخب كما هو دون تغيير.
إدارة الأزمات وزخم المرحلة الأولى
نوهت أستاذة العلوم السياسية إلى جاهزية الدولة للتعامل مع الطوارئ، مشيدة بالسرعة في توفير البديل فور وقوع حادث القضاة المشرفين على لجان بمحافظة أسوان.
وأضافت د. حنان أبو سكين أن المرحلة الأولى، التي شملت 14 محافظة تركزت أغلبها في الصعيد وشاركت فيها 35 مليون ناخب، شهدت زخماً محلياً وعالمياً بفضل وعي المواطن وقدرة الدولة على إدارة العملية الانتخابية.
كما أشارت إلى أن طبيعة هذه الدوائر، التي تتسم بتعددية قبلية وأسرية وبكونها أصغر من دوائر مجلس الشيوخ، ساعدت المواطن على فرز وغربلة المرشح الأفضل الذي يخدم مصلحة الوطن والمجتمع. ولذلك، كان الإقبال حريصاً خاصة من الشباب، مدفوعاً بالرغبة في محاسبة النائب السابق المقصر وتغييره بمن يخدم أهالي دائرته.

دور الإعلام وبرامج المرشحين
من جانبها، ترى الدكتورة هبة البشبيشي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الوعي المتزايد لدى المصريين في اختيار ممثليهم يعود في جزء كبير منه إلى دور وسائل الإعلام في التوعية المستمرة بحقوق وواجبات الناخبين والحث على المشاركة المؤثرة.
وناشدت البشبيشي المرشحين بضرورة تقديم برنامج انتخابي قوي يحدث تحسيناً ملموساً في حياة المواطنين، خاصة في ظل التحديات الراهنة مثل ارتفاع الأسعار والقوانين التي تحتاج لإعادة طرح (مثل قانون الإيجارات القديمة). وأكدت أن الناخب اليوم يمنح صوته لمن يستحق بناءً على المصلحة العامة، وليس لأصحاب النفوذ والأموال، مشيدة بدور الدولة في توفير كافة سبل الإتاحة لضمان سلامة العملية الانتخابية.

المشاركة كمسؤولية مجتمعية
أكد الدكتور أيمن عبد الوهاب، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن العملية الانتخابية تعتمد بالأساس على فكرة الوعي والمشاركة، باعتبارها جزءاً من المسؤولية المجتمعية والمواطنة تجاه مؤسسات الدولة التشريعية.
وأضاف أن انتظام هذه العملية يعد مناسبة مهمة لقياس التنافس السياسي والمشاركة، وخصوصاً في سياق المشروع الوطني التنموي الجاري منذ عام 2014. ورأى أن تعظيم وعي المواطن ومشاركته الفعالة يساهم في استمرار النهوض بالمشروع الوطني المصري، مشدداً على أهمية الاستمرار في تحفيز المواطن للمشاركة عبر وسائل الإعلام والتواصل المختلفة.









