شدد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، على ما توليه الدولة المصرية من اهتمام بالغ للحفاظ على ثروات البلاد وتراثها واسترداد الآثار المصرية التي خرجت بطرق غير شرعية، مشيراً إلى أنه تم استرداد ما يزيد عن سبعين قطعة، ويستمر العمل لاستعادة جميع القطع التي خرجت بشكل غير شرعي، لاسيما مع إنشاء المتحف المصري الكبير والمتاحف الأخرى خلال السنوات العشر الأخيرة، مؤكداً ضرورة إجراء نقاش جاد حول هذا الملف الهام.
جاء ذلك خلال استقباله اليوم السبت المستشار “بيت يانس”، وزير العدل والشرطة السويسري، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وسويسرا والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ثمن الوزير عبد العاطي العلاقات الثنائية التي تربط مصر وسويسرا، والتي تحتفل العام الجاري بمرور تسعين عاماً على تدشينها، معرباً عن التطلع لمزيد من التعاون بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية.
كما رحب وزير الخارجية بالتعاون في مجال التنمية بين البلدين والتوقيع على برنامج التعاون الجديد بين مصر وسويسرا للأعوام 2025 – 2028، والذي يشمل مجالات الحوكمة الرشيدة، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والهجرة، مثمناً تأسيس اللجنة الاقتصادية المشتركة وغرفة للتجارة بين مصر وسويسرا، والمتوقع أن تُسهِما في الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين،
مؤكداً أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتشجيع الاستثمارات السويسرية في قطاعات البنية التحتية المختلفة، كالسكك الحديدية والطاقة المتجددة، ودعم مشاركتها في المشروعات القومية الضخمة، كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمدن الجديدة.
ونوه الوزير عبد العاطي إلى الاهتمام بتعزيز التعاون في مجالات التعليم الفني والتدريب المهني، والسياحة، فضلاً عن ملف الهجرة، حيث استعرض في هذا السياق الجهود التي تبذلها مصر في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية واستضافة ما يقرب من عشرة ملايين أجنبي، ومؤكداً ضرورة معالجة القضية من جذورها وفق رؤية ومقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الأمنية والتنموية.
وأشار كذلك إلى أهمية تعزيز التعاون بين البلدين من خلال مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ السلام، الذي يعقد العديد من ورش العمل والبرامج التدريبية في مجالات حفظ وبناء السلام.
وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، أطلع الوزير عبد العاطي المسؤول السويسري على الجهود الحثيثة التي تقوم بها مصر لتثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام والتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق، بما يضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم وتخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان القطاع، مستعرضاً التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة والتطلع للمشاركة الفعالة لسويسرا في فعاليات المؤتمر.
كما تطرقت المباحثات إلى تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد وزير الخارجية على أهمية وقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره، مندداً بالانتهاكات والفظائع المروعة التي شهدتها مدينة الفاشر، والتي تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لدعم الشعب السوداني ومساندة مؤسساته الوطنية.
من جانبه، ثمن المستشار يانس الدور المحوري الذي تلعبه مصر في المنطقة واستضافة السيد رئيس الجمهورية لمؤتمر شرم الشيخ للسلام، مشيداً بدور مصر في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.
كما ثمن الوزير السويسري استضافة مصر لأعداد كبيرة من اللاجئين، معرباً عن تقدير سويسرا البالغ لهذا الموقف، مضيفاً أنه من خلال الاتفاق على التعاون الثنائي في مجال الهجرة، فإن ذلك سيسهم في تعزيز التعاون الوثيق بين البلدين ويعزز الجهود المشتركة لدعم الفئات الأكثر هشاشة، ويدفع بشراكة تُسهم في تحقيق مصالح البلدين.
في نهاية المشاورات، وقع الوزيران عقب المباحثات على اتفاق إعلان النوايا للتعاون الثنائي في مجال الهجرة، وإجراءات العمل الموحدة بين مصر وسويسرا، فضلاً عن اتفاق للإعفاء المتبادل من التأشيرات لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية بين مصر وسويسرا.












