قلنا فى المقال السابق ونؤكد أن مصر – السيسى استطاعت عبر ما يزيد على عقد من الزمان.. وبالكثير من الجهد والعرق والمثابرة والصبر والتحمل والوعى أن تتخطى الكثير من التحديات.. وتقهر كل الفتن والمؤامرات.. ليس فقط.. وإنما استطاعت فرض إرادتها وتأكيد دورها ومكانتها ليس فقط على المستوى الإقليمى والشرق الأوسطى وإنما على العالم بأسره.. وإنها الدولة الأعظم والأهم والأكثر تأثيراً.. وهى بوابة الخير والسلام والأمن والأمان للمنطقة والعـالم.. ونجحــت فى فـرض اسمها «أرض الكنانة».. «أم الدنيا».. «المحروسة».. «مصر» فى سماوات الإعلام الدولى بكل صنوفه وأشكاله.. وحتى الإعلام الجديد فى السوشيال ميديا رفع لها القبعة «تعظيم سلام».. ونتاج ذلك كله.. أن تتحول النجاحات السياسية للدولة المصرية والدبلوماسية والرئاسية.. وسيادة الأمن والأمان.. والقدرات التنظيمية المتميزة.. والحضور العالمى الذى لم ينقطع عن مصر خلال الفترة الماضية.. كل هذا يمثل الوقود الحيوى لانطلاقة اقتصادية وثقافية كبرى واستثمارات تطرق باب مصر لأول مرة كى تنعكس إنتاجا وتصديرا وفرصا كثيفة للعمل وتحسنا فى حياة المواطن.
ببساطة شديدة.. إننا أمام معادلة مؤداها أن دور مصر فى بناء السلام وحقن دماء الفلسطينيين عبر مؤتمر شرم الشيخ للسلام +»زائد» الافتتاح الرهيب للمتحف المصرى الكبير بحضور ومباركة 80 دولة + حضور ملوك وأمراء العالم فى قصر عابدين باستضافة واحدة من أعرق الحفلات الملكية فى العالم وهو حفل «مونت كارلو الكبير» فى المرة الأولى التى تخرج فيها الاحتفالية خارج أوروبا.. +»زائد» نعمة الأمن والأمان التى تظلل كل الأراضى المصرية بكل فئاتها.. تكون المحصلة والناتج يساوى سباقاً عالمياً محموماً للاستثمارات المباشرة فى مصر تتبارى فيه كبرى الشركات الدولية العابرة للقارات والحدود + تهافتاً عالمياً بكل لغات الكوكب لبناء المصانع العملاقة فى أرض مصر بل ونقل بعض أكبر مصانع العالم إلى مصر.. تخلق الملايين من فرص العمل.. تعميق التصنيع المحلى وتوسيع قاعدة الصادرات وتحويل مصر لمركز عالمى فريد يصبح المواطن المصرى فيه هو المستفيد الأعظم.
لقد تمكنت «مصر – السيسى» من القدرة على جذب وإنجاز الصفقات الاستثمارية العملاقة.. ولن تكون صفقة «علم الروم» بمطروح هى الأخيرة تماما كما كانت بالضبط صفقة «رأس الحكمة» خير شاهد على «ضربة بداية» ناجحة.. لانطلاقة مصرية عملاقة تستثمر خلالها كل عناصر الثورة المصرية السياسية والاقتصادية والحضارية والاجتماعية وتحولها إلى طاقة هادرة ووقود «نووي» يدفع بقاطرة الاقتصاد المصرية والحياة المصرية إلى آفاق بعيدة.
إن نجاح «علم الروم» بمطروح ليس مجرد استثمار مباشر يتخطى 30 مليار دولار «الثلاثين مليارا من الدولارات» وإنما يخلق حياة جديدة فوق جزء غال من أرض مصر كان يتحرق لقرون طويلة كى يرى الحياة والاستثمار.. وعلى جزء منه حوالى 4901 فدان بمنطقة سملا ،علم الروم بمطروح صفقة تطويروتنمية يصل مصر بمقتضاها 3.5 مليار دولار قبل نهاية العام.. «ثمنا نقديا» بالإضافة إلى 1.8 مليار دولار مقابل عينى من المكون السكنى فضلا عن 15 % من صافى الأرباح تحصل عليها مصر.
وعلى أرض «علم الروم» سوف يجد ما يزيد على ربع مليون مواطن رزقا حلالا فى فرص عمل مباشرة وغير مباشرة.. وتنشأ على أرض مصر مدينة جديدة بكامل المكونات.. فنادق.. مدارس.. أحياء سكنية.. مراكز تجارية.. مستشفيات.. طرق ومواصلات.. بما يؤدى إلى الكثير من المكاسب والمزيد من كسب ثقة المستثمرين الدوليين فى مصر البيئة الآمنة الجاذبة للاستثمارات بما ينعش الاقتصاد القومي.. وتحسين مستوى التصنيف الائتمانى لمصر بالإضافة إلى تحقيق طفرة هائلة فى قطاع المقاولات الذى يضم ما يزيد على 94 صناعة ويؤدى فى النهاية لمضاعفة الدخل القومى لمصر.. وانخفاض الدين الخارجى بما يخفف عن الموازنة العامة للدولة كى تنعكس فى النهاية رخاء وارتقاء فى حياة المواطن البسيط وحقه فى صحة أفضل وتعليم أفضل ومعيشة آمنة مستقرة ومستقبل أعلى للأجيال القادمة.
والجميل فى هذه الصفقة أنها استثمارات مباشرة «حقنة تحت الجلد» للاقتصاد المصرى بلا ودائع ولا مبادلة ديون.
نؤكدها بكل الصدق والثقة.. أن نجاحات مصر – السيسى فى شتى المجالات طوال أكثر من 12 عاماً وانطلاقتها العملاقة فى العامين الأخيرين والأشهر الأخيرة كانت الوقود الأعظم الذى دق أبواب الخير فتدفقت أنهار الاستثمارات على أرض الكنانة.. تعد بمستقبل أفضل وتعويض سخى عما فات.
إن آخر رصد عالمى لمسيرة الاقتصاد المصرى تؤكد نجاح مصر فى تخطى الكثير جداً من الصدمات الاقتصادية.. وسوف أقف فقط أمام التصنيف الأخير لمؤسسة ستاندر آن بورز للتصنيف الائتمانى التى رفعت تصنيف مصر من «سالب B» إلى «B» مع نظرة مستقبلية مستقرة بما يعكس نجاح مصر فى إجراء الاصلاحات الاقتصادية وزيادة الثقة العالمية فى الاقتصاد المصري.
وفى آخر لقاءات وزير السياحة المصرى شريف فتحى فى بورصة لندن ولقائه مع ممثلى 1100 اتحاد ووكلاء شركات السياحة والسفر البريطاانية أكد الوزير أن حجوزات السياحة زادت 44 % بما يؤكد أن مصر وجهة عالمية عالية القيمة.
ليس هذا فقط.. بل إن تقرير البنك المركزى المصرى الذى أعلنه محافظة البنك المركزى عن شهر مارس الماضى أكد أن الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية تجاوز فى مارس الماضى 47.8 مليار دولار بما يغطى بشكل كاف الدين الخارجى قصير الأجل وأكثر من 6 شهور من الواردات السلعية للشعب المصري.
قال محافظ البنك المركزى إن هذه المحصلة جاءت عبر توافر عدد من العوامل من بينها وفرة النقد الأجنبى لدى القطاع المصرفى وارتفاع الصادرات غير البترولية والإيرادات السياحية بالإضافة إلى الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
لقد أكدت الأرقام انخفاض الدين الخارجى بنحو 4 مليارات دولار واستثمارات أجنبية «قبل صفقة علم الروم» تصل إلى 12.2 مليار دولار خلال العام الماضي.. وتحويلات المصريين الوطنيين بالخارج التى تجاوزت 36 مليار دولار بنسبة زيادة حققت 66% مع زيادة فى صافى الأصول الأجنبية مما شجع الشركات العالمية ليس فقط للقدوم إلى مصر وإنما أيضاً للتوسع فى نشاطاتها بمصر.
.. وبعد :
فإننا لا نزال نرصد تدفقات الخير تدق أبواب أم الدنيا.. ولا يزال أمامنا الكثير والكثير جداً لكى ننقله إليكم.
ربما فى الأعداد القادمة نكون على موعد مع ما يتم على أرض سيناء من جهود جبارة للتنمية بمفهومها الشامل.
وربما نتوقف أمام هذا السباق العالمى الذى يدق أبواب أرض الكنانة عبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وما يجرى فيها من كبريات القوى العالمية تريد لها مكانا ومكانة فوق مصر الميزان والمدخل والأمل.. وأمامنا مئات المشروعات العملاقة فى ربوع المحروسة يتدفق الخير منها أنهارا.. خيراً وبركة لكل المصريين ومستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.. فقد عرفت مصر – السيسى طريقها ولن ينجح أحد أو أى قوة على إيقافها.









