مثل عربى قاله عبدالله بن المقفع فى ترجمته لكتاب «كليلة ودمنة» الشهير مازال حتى الآن يعبر عن الشخص الذى لا يخشى ولا يهتم بعواقب أفعاله، وبالتالى يتصرف بشكل سييء وغير لائق.
المثل ينسب لفيلسوف هندى اسمه بيدبا مؤلف كتاب كليلة ودمنة والذى رصد فى هذا الكتاب عشرات الحكم والأمثال ظلت عبارة «من أمن العقاب أساء الأدب»، هى الأبقى حتى الآن.
هذه الأيام أصبحت هذه الحكمـة مثلاً يوميــاً بل كل سـاعة نرددهـا ونحن نسـير فى الشارع.. وفى كل مكان تصرفات غير منطقية لأن المخطئ يأمن العقاب فأساء الأدب واســتمر فى الخطــأ بل تمادى فيه.
فى الطرق الموتوسيكل والتروسيكل إلى جانب التوك توك تمارس أسوأ صورة للمرور فى الشوارع، أضف إلى ذلك الأتوبيسات الخاصة والميكروباص، والأصوات التى تصدر عن هذه المواصلات بشكل سيئ هو أسوأ أشكال الازعاج السمعي.. والاساءة للبيئة المصرية.. ولأنهم أمنوا العقاب فقد أساءوا الأدب ولا يهتمون بالغير.. والطريف أن الكل يعرف مكان الكاميرا.. فيكون ملتزماً قبلها.. ثم تعود «ريما لعادتها القديمة» بعدها مباشرة لنؤكد قوة المقولة «من أمن العقاب أساء الأدب».
فى الكرة.. ثم الرياضة بشكل عام.. نجد تطبيقاً عملياً لهذه المقولة.. فمن يأمن العقاب عادة يسئ للأدب والأخلاق وللطرف الآخر.. ولعلنا جميعاً تابعنا نهائى السوبر المصرى بين قطبى الكرة المصرية الأهلى والزمالك وشاهدنا التجاوزات خلال وبعد المباراة.. وكلها على السوشيال ميديا تزيد من الالتهابات والحماسية ومع ذلك لم تعلن جهة رسمية مثل اتحاد الكرة عن عقوبات فأمن المخطئ من العقاب، وبالتالى سيسيء الأدب.
.. الأمثلة كثيرة.. وكم من أخطاء وجرائم ترتكب على السوشيال ميديا.. خطأ أو ظلماً.. أو كلاماً يضر بالآخرين دون رقيب.. ومع ذلك فإن أحداً لا يهتم.. لأن «من أمن العقاب أساء الأدب».. وهكذا يظل هذا المثل القديم الجديد مطبقاً فى كل مناحى الحياة الإنسانية.
فى معظم المستشفيات نجد أخطاء.. لا أقصد أخطاء طبية بل أخطاء فى المعاملة والتعامل.. وكذلك فى النظام التعليمى من المدارس إلى الدروس الخصوصية إلى السناتر.. وغيرها.
ومع ذلك تستمر هذه الأخطاء المؤثرة بشكل كبير على حياة الإنسان ومستقبله.. لأن «من آمن العقاب يسيء الأدب» دوماً.
فى كل مجالات الحياة نشاهد هذه النماذج.. والمطلوب تفعيل الأخلاق.. وأن تحب لغيرك ما تحب لنفسك وأن يتقى كل منا ــ ربنا ــ فى قوله وعمله فالاحسان وهو أعلى مراتب الإيمان أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
لا تأمنوا العقاب.. لأنه قادم قادم حتى لو مرت الدنيا بلا عقاب، فإن عقاب الله أكبر وأشد.
همس الروح
>> أن تصل متأخراً خير من ألا تصل.. وأن تتصل بأخيك لتسأل عنه متأخراً.. أفضل من عدم السؤال!!
>> حافظوا على الشرفاء حتى ولو كانوا خصوماً.. ولا تفرحوا بالسفهاء حتى لو أظهروا حبهم.
>> كل يوم.. وكل ساعة.. وكل لحظة فى هذه الحياة كنز لانه لن يتكرر!!
>> قلب الأحمق فى لسانه.. أما لسان العاقل فهو فى قلبه.
>> إذا أحببــت فعبر عن حبــك حتى ولو بنظرة أو اهتمام.
>> المحب لحبيبه مرآة.. فانظر دوماً لمرآتك.
>> الحب أفضل ما فى الوجود.. لمن يفهم!!









