أكد الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن الفترة السابقة شهدت إعادة تموضع للموقف الإقليمى والدولى لمصر، بشكل عكس المكانة التى تستحقها مصر كدولة محورية تسعى للسلام والاستقرار.
قال وزير الخارجية فى تصريحات صحفية للمحررين الدبلوماسيين: إن كل النجاحات التى حققتها مصر فى الفترة الأخيرة سواء فيما يتعلق بإنهاء الحرب فى غزة أو انعقاد قمة شرم الشيخ التى كانت قمة ناجحة بحضور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وحضور كل قادة الدول الأوروبية ثم الافتتاح المبهر للمتحف المصرى الكبير بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وملكاً ورئيس حكومة انعكس بشكل إيجابى على مكانة مصر والفضل فى ذلك يعود للقيادة الحكيمة للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من خلال مبدأ التوازن والاتزان الإستراتيجى فى السياسة الخارجية المصرية، مشيراًً إلى أنه من خلال هذه الحكمة استطعنا أن نجمع كل الأطراف وأن نحقق كل هذه النجاحات.
لفت عبدالعاطى إلى النجاح الساحق الذى حققه د.خالدالعنانى والتصويت غير المسبوق الذى حصل عليه، وما تبع ذلك من عضوية مصر فى المجلس التنفيذى لليونسكو، وأيضاً عضوية مصر فى مجلس حقوق الإنسان بعد غياب 7سنوات، حيث استطاعت مصر ان تعود لعضوية المجلس بأغلبية كبيرة، وهو ما يعكس أيضاً حجم الإنجازات التى حققتها مصر على صعيد الملف الحقوقى وفى تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى أعلنها السيد الرئيس.
أشار إلى أنه كان هناك حديث عن تخفيض تصنيف المجلس القومى لحقوق الإنسان، ولكن بسبب كل الإنجازات التى تحققت فى مصر فى الفترة الأخيرة على صعيد ترقية أوضاع حقوق الإنسان، استطاعت مصر والمجلس أن يحتفظ بالتصنيف «أ»، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولى فى المسار الذى تسير فيه مصر تحت قيادة الرئيس السيسى فى مجال توسيع المناخ السياسي، وبسبب ما تحقق فى أوضاع حقوق الإنسان والتعديلات التشريعية التى تمت فى هذا الشأن وعلى رأسها قانون الإجراءات الجنائية، والتى كان لها أبلغ الأثر فى ثقة المجتمع الدولى فى مصر.
أوضح «عبدالعاطي» أن هذا المسار يخدم مصلحة الشعب المصرى ويعكس حرص الرئيس على إعطاء الأولوية لحقوق المواطنين المصريين على صعيد الحقوق المدنية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، لافتاً إلى أنه سيتم تنفيذ التوجيهات الرئاسية فى هذا الصدد.
أضاف وزير الخارجية أن مصر تنخرط فى العديد من الأزمات والملفات، مشيراً إلى أن هناك 3 أو 4 ملفات ما زالت جهود الوساطة المصرية مستمرة وقائمة فيها، وتم تقديم طلبات للاستعانة بحكمة القيادة المصرية والدبلوماسية المصرية والاستفادة من سياسة الاتزان الإستراتيجى الذى يحكم السياسة الخارجية المصرية، خاصة أن علاقتنا ممتدة مع كل الأطراف للتدخل فى العديد من النزاعات. وأشار «عبدالعاطي» إلى القمة المصرية – الأوروبية الأولى التى عقدت مؤخراً بعد ترفيع العلاقات إلى الشراكة الإستراتيجية والشاملة، وكانت زيارة الرئيس السيسى شديدة الأهمية فى توقيتها.
قال عبدالعاطي: إنه لأول مرة يعقد قادة الاتحاد الأوروبى لقاء موسعاً على عشاء عمل بهذا الحضور المكثف مع رئيس دولة ليست من المعسكر الغربي، حيث شهد عشاء العمل 19 من قادة الدول الأوروبية بالإضافة إلى رئيس المجلس الأوروبى ورئيسة المفوضية الأوروبية، وكان حواراً ثرياً وغنياً جداً وهو ما يكشف الثقة التى توليها القارة الأوروبية ودول الاتحاد الأوروبى فى حكمة الرئيس السيسى باعتبار مصر ركيزة للاستقرار فى المنطقة.
كشف عبدالعاطى عن رأى أحد القادة الأوروبيين الذى ذكر صراحة أنه لو لم يكن الرئيس السيسى على رأس السلطة عام 2014 لكان مستقبل أوروبا ومصر ومنطقة الشرق الأوسط مختلفاً تماماً وشديد السلبية، وأن وضع القارة الأوروبية فيما يتعلق بالأمن والاستقرار والمنطقة رغم كل التحديات وما حققته مصر على صعيد الاستقرار كان نتيجة للقيادة الحكيمة للرئيس السيسي.
رداً على سؤال لـ«الجمهورية» بشأن التحضيرات لمؤتمر التعافى وإعادة إعمار قطاع غزة الذى سوف تستضيفه مصر. قال د.بدر عبدالعاطى وزير الخارجية إنه بالنسبة لمؤتمر التعافى المبكر وإعادة إعمار غزة نحن نعمل فى هذا الإطار وكل التحضيرات الموضوعية واللوجستية والمفاهيمية تمت وننسق مع كل الأطراف المعنية.
فيما يتعلق بالتوقيت أشار الوزير عبدالعاطى إلى اننا نعمل عليه مع الجانب الأمريكى والدول الأوروبية والدول التى أعربت عن رغبة شديدة فى ان تكون أطرافاً ودولاً مشاركة فى عقد هذا المؤتمر المهم وفى استضافته فعلى سبيل المثال لا الحصر فلدينا دول على رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وهناك أيضاً الدنمارك واليابان والاتحاد الأوروبى ومجلس التعاون الخليجى ودول خليجية الكل طلب المشاركة فى عقد وتنظيم هذا المؤتمر المهم جنبا إلى جنب الجانب المصرى يضاف إلى ذلك الشركاء الأساسيين وعلى رأسهم الأمم المتحدة وسكرتير عام الأمم المتحدة انطونيو جوتريش بالإضافة إلى البنك الدولى وأيضاً الحكومة الفلسطينية.
حول قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وزيارة كوشنر وويتكوف لإسرائيل لبحث المرحلة الثانية من الاتفاق، والتى تناقش أهم نقطتين وهما نزع سلاح حماس ووجود قوة دولية فى القطاع، ورؤية مصر فى هذا الصدد مع الأطراف المعنية، قال عبدالعاطي، إننا ندفع بكل قوة للدخول فى المرحلة الثانية من الاتفاق، وأضاف أنه بالتأكيد مسألة نشر قوة دولية أمر مهم ومسألة الانسحاب الإسرائيلى من القطاع مسألة مهمة للغاية، لافتاً إلى أن هناك تشاوراً مع كل الأطراف المعنية فى نيويورك، وأن مصر تنسق مع الجانب الفلسطينى والجانب العربية وكل الدول المنخرطة فى هذا الأمر، بما فى ذلك بالإضافة للولايات المتحدة وروسيا الاتحادية، وأيضاً مع الجانب الصينى والاتحاد الأوروبي.
حول مستجدات المشاورات الجارية بنيويورك والخاصة بنشر قوة دعم الاستقرار الدولية بغزة.. أكد وزير الخارجية أن المشاورات مستمرة، ومصر منخرطة فيها ونتشاور مع الولايات المتحدة بشكل يومى وأيضاً هناك مشاورات مع كل أعضاء مجلس الأمن ومع المجموعة العربية من خلال الجزائر الشقيقة باعتبارها العضو العربى داخل مجلس الأمن.
قال الدكتور عبدالعاطى إننا نأمل فى أن يأتى القرار الأممى بالشكل الذى يحافظ على الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية وأيضاً يتيح نشر القوة الدولية فى أسرع وقت ممكن ولكن وفقاً لتحقيق التوافق وبما يجعل هذا القرار من خلال صياغته المحكمة قابلاً للتنفيذ على أرض الواقع.
رداً على سؤال لـ«الجمهورية» حول الجهود المصرية بشأن السودان.. قال د.بدر عبدالعاطى إننا نتابع كل التطورات الخطيرة التى تحدث فى الفترة الأخيرة خاصة سقوط الفاشر وما تلاها وما تزامن من فظائع وانتهاكات سافرة لحقوق الإنسان ولحقوق المدنيين وبالتأكيد نحن دائماً مع الدولة الوطنية ومؤسساتها فى السودان وكما أكد فخامة السيد الرئيس ان وحدة السودان وسيادتها وسلامة أراضيها أمر شديد الأهمية لنا وأن أى كيانات موازية مرفوضة تماما وأى محاولات لتقسيم السودان لن نسمح بحدوثها ولن نقبل بها تحت أى ظرف من الظروف.
رداً على سؤال حول السد الإثيوبى، قال عبدالعاطى إن الموقف المصرى ثابت وواضح بأن المسار التفاوضى وصل لطريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبى وبسبب المواقف الأحادية الإثيوبية، وأن مصر تحتفظ بحقها الذى كفله القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة، فى الدفاع عن مصالحها إذا تعرضت لأى ضرر.
عن النجاح الساحق الذى أسفر عن فوز المرشح المصرى الدكتور خالد العنانى بمنصب مدير عام اليونسكو، وما يتعلق بـ«دبلوماسية الحضارة» التى أرستها مصر وانعكست مظاهرها فى حفل افتتاح المتحف المصرى الكبير وقدرة مصر على تحقيق التقارب بين الشعوب.. قال وزير الخارجية إن هناك عدة عوامل كانت وراء هذا الاكتساح فى هذه الانتخابات ونجحنا أولاً بفضل توجيه السيد رئيس الجمهورية منذ البداية منذ أكثر من عامين باختيار المرشح المصرى ودعمه بشكل كامل.
عما إذا كانت رؤية الآخر لمصر قد تغيرت.. قال وزير الخارجية بالتأكيد وهو ما يأخذنا إلى نقطة أخرى والتى تتعلق بما أطلق عليه «دبلوماسية الحضارة» وبالفعل مصر دورها دائماً وهو ما يتم تكثيفه فى الفترة الأخيرة انها تبنى الجسور، جسور التواصل والتفاعل ما بين كل الحضارات والثقافات، وهذا هو دور مصر على مدار التاريخ انطلاقاً من موقعها العبقرى المتميز، عبقرية المكان وعبقرية الجغرافيا المصرية وعبقرية الشعب المصري.
شدد على أن مصر دائماً تقود فى مسألة إعلاء قيم الحوار والتسامح والاعتدال، وكل ذلك يعد مسائل مهمة جدا، وهناك عبء حضارى وثقافى ملقى على عاتق الدولة المصرية، والجديد ان هناك قيادة واعية تفجر هذه الطاقات، واننا نقوم بتسريع الأمور رغم التكلفة ورغم الأوضاع الاقتصادية التى جاءت نتيجة لعوامل خارجية سواء فيما يتعلق بجائحة كورونا والحرب الأوكرانية وأخيراً هجمات الحوثي.









