ثلاث ساعات من الحوار الصريح بين الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس وقيادات الهيئة الوطنية للصحافة والمؤسسات الصحفية برئاسة المهندس عبدالصادق الشوربجى.
لم يكتف «ربيع» بالحديث عن الوضع الحالى ، وانما فضل أن يسرد تاريخ القناة، والتحديات التى واجهتها ومازالت، وكيف تتغلب عليها بمهارة المصريين وصبرهم واحترافيتهم، شرح الارقام التى حققتها وتعكس معنى التحدى، «ربيع» الذى وصفه رئيس الهيئة الوطنية للصحافة بالمقاتل تحدث عن كل سيناريوهات المستقبل والاستعداد لها، مؤكداً أن القناة تحقق طفرة كبيرة ولا بديل لها على مستوى العالم لأنها الممر الملاحى الأهم.
أدار الندوة الإعلامى حمدى رزق عضو الهيئة وحضرها الكاتب الصحفى علاء ثابت، وكيل الهيئة، المستشار محمود عمار، الدكتور سامح محروس، عضوى الهيئة، مروة السيسي، الأمين العام، الدكتور أحمد مختار، مستشار الهيئة للاستثمار، والمستشار مدحت لاشين نائب رئيس مجلس الدولة والمستشار القانونى لرئيس الهيئة والأستاذ وليد عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة شركة أخبار اليوم للاستثمار.
ومن هيئة قناة السويس ، حضر المهندس نشأت نصر الدين مدير إدارة التحركات، والدكتور فتحى عبدالبارى مدير إدارة التخطيط والبحوث والدراسات.
رحب المهندس عبدالصادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، بالفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، قائلا: أرحب بشخصية وطنية مخلصة نقدرها ونحترمها جميعا، مقاتل فى ملحمة البناء والتنمية والتطوير، مسئول مصرى اكتسب ثقة واحتراما محليا ودوليا فى إدارة الأزمات واحترافية التعامل مع أى طارئ، وقائد الممر الملاحى الأهم عالميا.
وأشاد الشوربجى بجهود هيئة قناة السويس المستمرة نحو تطوير وتحديث أسطولها للحفاظ على تنافسيتها الرائدة فى المجتمع الملاحى الدولي، وأكد أن صحافة مصر القومية دائما ستكون معكم وإلى جانبكم، ترصد الإنجازات وتوثق قصص النجاح، تواجه الشائعات بالحقائق وتفند حملات التشويه بالتوعية والتثقيف والتنوير..
من جانبه، عبر الفريق أسامة ربيع عن سعادته بالتواجد فى الهيئة الوطنية للصحافة، مقدما الشكر للمهندس عبدالصادق الشوربجي، على تنظيم هذه الندوة المهمة، ومعبراً عن احترامه وتقديره لصحافة مصر القومية ودورها الوطنى الكبير فى تنمية الوعى والتثقيف والتنوير.
وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس هى الممر الملاحى الأهم عالميا، وقد نجحت فى مواجهة العديد من التحديات الكبيرة على مدار تاريخها واستطاعت بإرادة المصريين وصبرهم واحترافيتهم من عبورها، وأشار إلى أزمة جائحة كورونا وتعامل الهيئة الناجح فى عبور هذه الأزمة العالمية التى أثرت سلبا على كثير من دول العالم، والتعامل الاحترافى السريع من الهيئة واتخاذ الإجراءات الاحترازية فى التعامل مع أزمة كورونا وخاصة السفن العابرة من شرق آسيا بواسطة مرشدى القناة الأكفاء، فضلا عن تقديم تخفيضات وحوافز، لتوفير ممر تنافسي، واستطعنا تحقيق مكاسب رغم أزمة كورونا بينما حققت ممرات أخرى خسائر كبيرة.
تطرق الفريق أسامة ربيع، إلى حادثة جنوح السفينة «إيفر جيفن» العملاقة « 18 ألف حاوية» وأكد أنها كانت حادثة معقدة للغاية، ولم يكن من الممكن التعامل مع إنقاذها بالطرق التقليدية، وكشف أن مهندسًا شابًا بالهيئة كان صاحب فكرة الإنقاذ العملي، ونفذنا سريعا، وتمت العملية بنجاح كبير دون أى خسائر بالسفينة، فقد كانت يد الله معنا.. فالحل كان غير تقليدى لحادثة غير تقليدية؛ وكانت محل اهتمام من العالم كله، وحصدنا إشادات دولية كبيرة فى التعامل الاحترافى مع الحادث وفى وقت قياسى «6 أيام» حيث كانت الحلول التقليدية سوف تستغرق من 3 إلى 6 شهور لكننا انجزنا المهمة فى أيام معدودة ، وأضاف: نجحنا رغم حملات التشويه والاستخفاف بالمعدات المستخدمة، وكنا المرجع بعد ذلك كخبراء لحل أزمات جنوح مشابهة فى دول كبري.
ولفت ربيع أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، كان يتابع الأمر على مدار الساعة، وقال وقتها «سمعة مصر فى رقبتك انت ورجالك»، وأكد الفريق ربيع أن أزمة جنوح السفينة «إيفر جيفن» كانت دليلا قاطعا على أنه لا بديل لقناة السويس، فقد كانت هناك قائمة انتظار طويلة للعبور، وخطوط ملاحية ألغت رحلاتها انتظارا لعودة الحركة وليس البحث عن مسار جديد.
وأشار الفريق أسامة ربيع إلى التعامل بنجاح أيضا مع الأزمة الروسية – الأوكرانية واستطعنا المواجهة، ثم الأزمة الكبرى بتوترات المنطقة والشرق الأوسط وأزمة الملاحة فى البحر الأحمر، وأضاف أنه تم التعامل بمرونة كبيرة لمواجهة التأثيرات السلبية الكبيرة التى نتجت عن هذه الأزمة وتراجع أعداد السفن العابرة وبالتالى الانخفاض الحاد فى الدخل، وتحويل الخطوط الملاحية.
وقال: صمدت قناة السويس خلال المحنة الصعبة، ولكنها لم تقف مكتوفة الأيدى خلال هذه الفترة، وتم تنفيذ إجراءات لعبور الأزمة وتحركنا مع الشركات العالمية وكثفنا الاتصالات، وأكدت الشركات أنه لا بديل عن قناة السويس ولكن ينبغى توفير الأمن، وقال: قبل الأزمة كان يعبر نحو 75سفينة يوميا، ووقتها 30 سفينة فقط، وخلال هذه الفترة قدمنا خدمات إضافية؛ صيانة وإصلاح السفن والإسعاف البحرى وخدمات مكافحة التلوث والتزود بالوقود لمواجهة الأزمة وزيادة العائدات، خدمة تبديل الأطقم البحرية، وكان من بين أهدافنا التأكيد للعملاء أن لدينا حلولاً متنوعة للتعامل مع أى طارئ.
وتابع الفريق ربيع: فى هذه الأزمة صمدنا، عامين ولم نستسلم، وقد شهدت قناة السويس الآن طفرة كبري، ومن غاب عنا خلال الفترة الماضية سيجد الوضع مختلفاً تماماً الآن، المؤشرات تتحسن والوضع أفضل، فكرنا فى منح الحوافز والتخفيضات وهى مدروسة بعناية، والتحسن ملحوظ فى حركة الملاحة بالقناة، منذ شهر سبتمبر وحتى الآن بزيادة قدرها 18.2 ٪ فى الحمولات.
وحول ما يتردد عن التنافسية ووجود مسارات بديلة لقناة السويس، قال الفريق ربيع: طريق رأس الرجاء الصالح، طريق غير مستدام، استهلاك وقود زيادة، انبعاثات كربونية تزيد، ومدة زمنية أطول، وفقد وتضرر حاويات، فهو مسار غير مؤهل لزيادة حركة الملاحة، وليس بديلا لقناة السويس، أما ما يثار من حين لآخر أو قد يتردد عن استحداث بدائل أخرى فهى بدائل غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ.
ثم استعرض الفريق ربيع ملحمة حفر قناة السويس الجديدة، وأشار إلى تكاتف المصريين مع القيادة السياسية لتنفيذ هذا المشروع القومى العملاق فى وقت قياسى وأثبتت الفترة الماضية جدواه وأهميته وتأثيراته الإيجابية الكبيرة على حركة الملاحة والعبور.
وقال: نحسن باستمرار فى أسطول القناة والمجرى الملاحى وننفذ مشروعات تطوير عملاقة للحفاظ على تنافسيتها ومكانتها الرائدة فى المجتمع الملاحى الدولي، وكذلك عمل متواصل لزيادة المناطق المزدوجة فى القناة واستحداث خدمات جديدة للسفن العابرة وتوطين صناعة الوحدات البحرية «لنشات، وحدات إنقاذ، لنشات إسعاف بحري، معديات أفراد ومركبات.. وغيرها»، وتوقعات دولية بتحسن المؤشرات والتطور فى مشروعات الهيئة وقدرتها على استيعاب أعداد سفن أكبر.
وأشار إلى تنفيذ الهيئة عدداً من الشراكات والمشروعات الاستثمارية، المزارع السمكية والمصانع المرتبطة والكبارى والرعاية الصحية والخدمات التعليمية، محطات تنقية المياه واستهداف الإعلان عن قناة السويس خضراء بحلول 2030، وأوضح أن هناك 29 نقطة عبور سهلت الحركة من شرق القناة للغرب لدفع عجلة الاستثمار، فضلا عن إجراءات لزيادة الاستثمارات فى ميناء شرق بورسعيد، وإنشاء أكبر مركز تدريب ومحاكاة فى الشرق الأوسط، وأكاديمية الإبداع والتميز، وأكد الاهتمام بالعنصر البشرى وتدريب العاملين.
وأوضح الفريق أسامة ربيع، أن إجمالى الإيرادات المحققة خلال الفترة من 2019 حتى 2024 بلغ نحو 40 مليار دولار، وذلك رغم سلسلة الأزمات التى شهدها العالم خلال تلك الأعوام، من جائحة كورونا إلى الحرب الروسية – الأوكرانية، وصولاً إلى أزمة الملاحة فى البحر الأحمر.
وأكد ربيع أن إيرادات قناة السويس بلغت 5.8 مليار دولار فى 2019، ثم 5.6 مليار دولار فى 2020، وفى 2021 بلغت 6.3 مليار دولار، وارتفعت إلى 7.9 مليار دولار فى 2022، قبل أن تصل إلى 10.2 مليار دولار فى عام 2023، وهو أعلى رقم فى تاريخ القناة، وقرابة 4 مليارات دولار خلال عام 2024 متأثرة بتراجع حركة السفن فى البحر الأحمر.
كما أكد ارتفاع أعداد السفن العابرة من 18,880سفينة فى عام 2019 إلى 26,434 سفينة فى عام 2023، قبل أن تتراجع إلى 13,213 سفينة فى عام 2024 نتيجة تداعيات الأوضاع الجيوسياسية فى المنطقة.
وفى نهاية الندوة، أهدى المهندس عبدالصادق الشوربجي، درع الهيئة الوطنية للصحافة، للفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، تقديرا لجهوده الكبيرة والمتميزة.









