وثقافة «التوك توك».. والرفق «بفنان» .. ودارت الأيام
وهذا خبر لم يأخذ حقه من الاهتمام الإعلامى كثيراً مع أنه خبر يحمل فى مضمونه الكثير من المعانى ويؤكد ويعكس الاستقرار الاقتصادى الذى هو أساس الاستقرار المجتمعي.
والخبر يقول إن أرصدة الاحتياطى الأجنبى النقدى فى البنك المركزى المصرى قد ارتفعت إلى أكثر من خمسين مليار دولار.
والذين لا يدركون قيمة هذا الرقم عليهم الرجوع بالذاكرة إلى عام 2014 عندما انخفض احتياطى النقد الاجنبى إلى 14 مليار دولار وكنا على وشك أزمة ما بعدها أزمة تدخلنا فى متاهات وعواقب اقتصادية وخيمة.
وارتفاع احتياطى عملاتنا الأجنبية إلى أعلى مستوى فى تاريخ الاحتياطى النقدى المصرى يشير إلى أننا على الطريق الصحيح فى معالجة الأزمة الأقتصادية وأن الدولار لن يعود إلى التلاعب بنا فى قفزات مجهولة وغير متوقعة، ومنظومة سعر صرف الدولار فى مواجهة الجنيه المصرى الصاعد تسير فى صالح الجنيه نظراً لتوافر العملات الأجنبية والوفاء بالتزاماتنا والانتظام فى سداد الديون.
إن هذه الأخبار السارة تدفعنا للثقة فى اننا خرجنا من عنق الزجاجة وأننا قد اصبحنا نرى الضوء فى نهاية النفق الذى كان مظلماً.. وان من حقنا الآن أن نبدأ فى الاعراب عن التفاؤل.. والقادم أفضل.
>>>
ولا غريب إلا نحن!! ففى الأوقات التى نتحدث فيها عن الأزمات الاقتصادية وغلاء المعيشة والمعاناة فإن المصريين يقومون بشراء عقارات فى اليونان بما يزيد على 5.4 مليار جنيه سنوياً فى اليونان كما يقول أحمد عباس الرئيس التنفيذى لاحدى أكبر الشركات العقارية ويعتبرون من أول ثلاث جنسيات أجنبية تستحوذ على الاستثمارات العقارية فى السوق اليوناني.
ولا يقتصر الشراء على اليونان فقط، وانما يمتد إلى استثمارات عقارية مصرية هائلة فى إمارة دبى حيث يقبل العديد من المصريين على شراء الوحدات السكنية هناك بغرض الاستثمار.
واقبال المواطنين على الاستثمار فى الخارج له العديد من الأسباب والدوافع من بينها حق الاقامة والتنقل بين هذه الدول وتحقيق عائد مادى مرتفع أيضاً.. من جراء تأجير هذه الوحدات السكنية وارتفاع قيمتها تدريجياً والمثير للدهشة أن غالبية المستثمرين من الطبقة فوق المتوسطة.. !! احنا شعب غنى جداً كأفراد وهذا معروف للجميع.
>>>
واحدثكم عن ثقافة الرقي.. ثقافة الحضارة تجلت فى فعل افتتاح المتحف المصرى الكبير.. وعندما فتحنا خزائن مصر لتخرج منها الابداعات الفنية التى اذهلت العالم وكيف كانت الصورة تعكس الوجه الجميل لمصر.
وأقول ذلك فى مناسبة مشاهدة أحد العروض الفنية لثقافة «التوك توك» على أرض ملعب مباراة الأهلى والزمالك فى أبوظبي.. عندما استمعت إلى اثنين من مطربى هذه الأيام وهما يغنيان.. صورة تعكس فجوة حضارية هائلة.. صورة لفن آخر لا علاقة له بالجمال الذى ارتفع بنا لعنان السماء فى حفل افتتاح المتحف.. صورة تذكرنا بأيام كنا نخاطب بعضنا البعض باحترام.. أيام كنا نذهب للحفلات بالملابس الرسمية.. وصورة تعيدنا إلى أرض الواقع.. والذهاب للحفلات «بالمايوهات».. وللأيام التى هبطت فيها لغة الحوار ولغة الغناء.. وأصبح مطربو «التكاتك» هم نجوم المرحلة.
>>>
وما هى قضية الفنان ياسر جلال.. ياسر جلال ذهب إلى دولة الجزائر لتكريمه فى مهرجان سينمائي.. وأمسك بالميكرفون ليتحدث فاندفع عاطفياً وسرد إحدى الوقائع التى لا أساس لها من الصحة عن ارسال الجزائر لفرقة من جنودها لحماية ميدان التحرير فى اعقاب حرب عام 1967.
ولا أحد ضد الاشادة بالجزائر وكل دولة عربية قدمت دعماً لمصر فى حروبها حتى وان كان الدعم معنوياً.. ولكن لأن الواقعة التى تحدث عنها ياسر جلال لم يكن لها أساس من الصحة فإنه تلقى نقداً وهجوماً عنيفاً من المثقفين والسياسيين الذين على دراية بالأمور وحقائق التاريخ وامتد النقد إلى السوشيال ميديا حيث كتب أحدهم ان الواقعة التى تحدث عنها الفنان موجودة على بعض المنتديات «الكاذبة» فى اشارة إلى أنها مزيفة.
والواقعة لا تحتاج لسؤال لأنها كانت اندفاعاً عاطفياً حماسياً من الفنان نتيجة لمعلومات شخصية خاطئة ترسبت لديه من روايات والده الذى أبلغه كما يقول بذلك والواقعة تعكس تقديراً من الفنان للجزائر وشعبها.
وتدخل فى نطاق المجاملات التى لا ينبغى التوقف عندها كثيراً.. ولا أن تكون مدخلاً للنيل من فنان ومن مكانته.. ياسر انجرف فى الحديث ولا شئ آخر.. ترفقوا به وارحموه.
>>>
وكتب لى يقول.. هذا سؤال للنقاش باحترام:
ما هو سبب قوقعة التمحور الذاتى فى إطار الانبعاث المعنوى الناتج عن تأرجح الفكر الايديولوجي!!
والاجابة ليست عندي.. عند بهجت الاباصيرى فى مدرسة المشاغبين!
>>>
وكتب آخر يقول: خدها قاعدة.. الحيوان يغدر بك عندما يجوع.. لكن الإنسان يغدر بك عندما يشبع.. والله عنده حق..!
وسألوا رجلا ينحنى أمام زوجته فى الطريق كى يربط لها الحذاء.. قالوا له أين رجولتك؟
قال: رجولتى ألا أجعلها تنحنى أمام الناس.
>>>
وفاز الأهلى بكأس السوبر.. وخسرنا الاخلاق.. فهتافات الجماهير «الجماعية» بالشتائم والعبارات الجارحة الخارجة على النص.. وعلى القانون أفسدت كل شئ..!! لا يوجد حياء ولا خجل.. ولا تربية..!!
>>>
ونذهب لأم كلثوم فى «دارت الأيام» .. ونور الصبح صحى الفرح وقال للحب قوم نفرح، من فرحتى تهت مع الفرحة، مقدرش على بعد حبيبـي، من فرحتى لا بنـام ولا بصـحي، ولقتنى هناك بعيش معاك.. بعيش فى ربيع مفيش كده.. مفيش كده.. بين شوق مبينتهيش.. وشوق وشوق وشوق تانى ابتدا.. مقدرتش أصبر يوم على بعده ده الصبر عايز صبر لوحده،، مقدرش على بعد حبيبي.
>>>
وأخيراً: وآحياناً دموعى تدور وسط ابتساماتي.. ولكن لا يراها إلا الذى يعرفني.. وليس الوجع فى أيام الفقد الأولى بل حين تأتى الأيام السعيدة فتجد ان من يستطيع مشاركتك بشكل أعمق قد رحل..
>>>
والفقراء هم أشد غربة فى اوطانهم وحيث مارحلوا غرباء.









