كتب الله سبحانه التوفيق لمصر منذ أن خلقها وجعلها تنجح فيما تفعله وتبهرالعالم بمشروعات فى مختلف المجالات وخاصة الأثرية.. وآخر هدية قدمتها على طبق من فضة كان المتحف المصرى الكبير الذى تم إفتتاحه مؤخراً فى احتفالية متميزة شهدها أهل الأرض وجاءت ردود الفعل مرحبة ومعبرة عن تقديرها لهذا المشروع الرائع الذى يعرض تاريخ مصر منذ أكثر من سبعة آلاف سنة ويبرز حضارتها الضاربة فى جذور التاريخ الملئ بالأسرار والكنوز التى حبا الله بها مصر دون سائر بلاد العالمين وجعلها قبلة للسائحين والزائرين..
لقد كان من الصعب على غالبية المصريين زيارة آثارنا التى يوجد معظمها فى الوجه القبلى على مسافة ألف كيلو متر بدءاً من أسوان والأقصر ووصولاً للأهرامات إحدى أهم عجائب الدنيا السبع فى الجيزة بالإضافة لصعوبة زيارة هذا الكم الهائل من الآثار والمعابد فى يوم واحد والعودة مرة أخري.. ولذلك فإن اختيار إقامة المتحف فى هذا المكان بجوار الأهرامات كانت فكرة سديدة سهلت إقبال المصريين لمشاهدة آثارهم الخالدة.. ونظراً لشغف المصريين بتاريخهم فقبل إفتتاح المتحف الكبير للجمهور إنهالت الحجوزات من شتى البقاع داخلياً وخارجياً.. وبمجرد فتح أبوابه توافد عشرات الآلاف حتى وصل العدد فى أول يوم إلى أكثر من خمسين ألف زائر حسبما ذكرت التقارير الإعلامية والمتابعات الصحفية.. وبسبب الإقبال الرهيب على حجز التذاكر إليكترونياً لفترة قادمة تم إيقاف الحجز مؤقتاً لحين الانتهاء من الزيارات المحجوزة وهو ماجعلنى أعود بذاكرتى خلال زيارتى منذ سنوات للصين وماشاهدته عند سورها العظيم وفى إيطاليا عند برج بيزا المائل وفى باريس عند برج إيفل.. إلا أن الكنوز الأثرية المصرية تتقدم على تلك الأماكن فى عمرها وحقيقتها وتحتفظ بقيمتها على مدار آلاف السنين مما يصعب مقارنتها بأى حضارة أخرى عمرها لايتعدى سنوات قليلة..
وعندما نتكلم إقتصادياً فقد نجح البث الفضائى لحفل الافتتاح لجميع دول العالم فى تغطية تكاليف إقامة المتحف.. مما يؤكد مساهمته القادمة فى إرتفاع الدخل القومى خاصة مع إنتظار خمسة ملايين سائح وأكثر كل سنة.. والحمد لله من دلوقتى المتحف الكبير كامل العدد والإقبال هائل.. وتحيا مصر.









