كثيراً ما يجانبنا الصواب فيما نطرحه من آراء ولكن عندما نعدل عما أخطأنا فيه ونمتلك شجاعة الاعتذار فلا لوم علينا وعلى الجميع أن يتوقف عن عقد المحاكمات لنا عما طرحناه..هذا هو المنطق والعقل ولكن ما يحدث فى المجتمع لا يعترف بذلك فالخطأ من وجهة نظر الجميع لقطة واحدة لا تسمح بالتراجع ولابد من إعدام مرتكبه .
مع افتتاح المتحف المصرى الكبير وفتح باب الزيارة للجمهور توافد المئات من أبناء الشعب المصرى الأصيل للاحتفاء بكنوز الأجداد فى مشهد تعجز الكلمات عن وصف تحضره فالجميع جاء من كل صوب وإتجاه لرؤية عظمة التاريخ التى استحضرها الأحفاد داخل هذا المتحف الفريد فى تصميمه وفيما يضمه من قطع فريدة ومن بين هؤلاء كان العم رشاد ذلك الرجل الذى تحكى ملامح وجهه حكاية من حكايات تاريخ مصر .
رشاد المواطن الذى يمثل نسبة كبيرة من الشعب المصرى ببساطته اصطحب زوجته وذهبا لزيارة المتحف وسط نظرات إعجاب من كليهما بعظمة الآثار دون أن يلتفت أى منهما إلى أن هناك كاميرا تترصدهما وتتابع خطواتهما ونظرات العيون المحبة ..الرجل الذى قال فى تصريحات لاحقة هاتفى لا يوجد عليه صور لزوجتى خوفاً من أن يتم استخدامها بشكل سيئ بفعل التكنولوجيا وجد نفسه ترينداً بصورة تم إلتقاطها له هو وزوجته دون أن يتم استئذانه .
رشاد الذى لم يعرف إلا البساطة فى كافة تفاصيل حياته ولم تعرف الأضواء طريقها له ولعائلته يوماً ما وجد نفسه فجأة حديث الجميع مرة من خلال صورته داخل المتحف وآخرى بعد ما كتبته ابنة المفكر فرج فوده عن جلبابه ليجد نفسه طرفاً فى معركة لا طائل له بها ولم يسع يوماً لها هو فقط قرر أن يشارك زوجته «فسحة» ربما لم تتكرر كثيراً لكن هذه المرة حظه إلى أنه ذهب إلى زيارة الأجداد وهو يرتدى قطعة من الموروث المصرى .
ورغم ما شعرت به سمر فودة من أسف لأنها لم تقصد ما وصل للملايين من انتقادها للرجل وتقديمها الاعتذار بعد حذفها ما كتبت إلا أن اعتذارها لم يعره أحد اهتماماً وظلت الأسواط تنهال عليها بلا رحمة ..نعم هى أخطأت وخطأها فادح لكن فى نفس الوقت اعترفت بالخطأ وإساءة التعبير وقدمت الاعتذار .
وحتى إن لم يتقبل المجتمع اعتذار ابنة فودة كما أطلقوا عليها فما ذنب رشاد وزوجته أن يكونا سلاحاً فى معركة لا طائل لهما بها ..حقاً ما ذنب رجل بسيط مارس حقاً من حقوقه فى الحياة ليتم اختراق خصوصيته بهذا الشكل وتداول صورته وزوجته ليضحى لا حديث للسوشيال ميديا والإعلام سوى الحديث عنه .
رشاد مارس حقه فى الحياة وخرج بصحبة زوجته لقضاء بعض الأوقات السعيدة من خلال زيارة المتحف الكبير ومشاركة المصريين فرحتهم باعتباره مكوناً رئيسياً من مكونات هذا الشعب العظيم فليس من حق أحد أن يفسد جمال هذه الأوقات وسمر عندما أخطأت فى التعبير عن وجهة نظرها فيجب ألا نخطئ فى رفض الاعتذار .









