أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن الفترة السابقة شهدت إعادة تموضع للموقف الإقليمي والدولي لمصر، بما عكس المكانة التي تستحقها كدولة محورية تسعى للسلام والاستقرار.
وقال وزير الخارجية في تصريحات للمحررين الدبلوماسيين، إن النجاحات التي تحققت مؤخراً، سواء فيما يتعلق بإنهاء الحرب في غزة، أو انعقاد قمة شرم الشيخ الناجحة، أو الافتتاح المُبهر للمتحف المصري الكبير بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وملك ورئيس حكومة، انعكست إيجابياً على مكانة مصر.
وشدد على أن الفضل في ذلك يعود إلى القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، التي تتبنى “مبدأ التوازن والاتزان الاستراتيجي” في السياسة الخارجية المصرية، مما مكن مصر من جمع كل الأطراف وتحقيق هذه النجاحات.

إنجازات الدبلوماسية المصرية الأخيرة
لفت عبد العاطي إلى عدة مؤشرات تؤكد صعود المكانة المصرية:
- اليونسكو: النجاح الساحق الذي حققه د. خالد العناني، والتصويت غير المسبوق الذي حصل عليه، وما تبعه من عضوية مصر في المجلس التنفيذي لليونسكو.
- حقوق الإنسان: عودة مصر لعضوية مجلس حقوق الإنسان بأغلبية كبيرة بعد غياب 7 سنوات، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في المسار الذي تسير فيه مصر لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتعديلات التشريعية، وعلى رأسها قانون الإجراءات الجنائية.
- ثقة دولية: نجاح مصر في الاحتفاظ بالتصنيف “أ” للمجلس القومي لحقوق الإنسان، رغم الحديث عن خفض تصنيفه، مما يعكس ثقة المجتمع الدولي في المسار المصري لتوسيع المناخ السياسي.
الجهود في غزة: دفع للمرحلة الثانية وإعادة الإعمار
مؤتمر التعافي وإعادة الإعمار:
أكد د. عبد العاطي أن مصر تعمل على قدم وساق للتحضير لمؤتمر “التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة”، وتنسق مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا، الدنمارك، اليابان، الاتحاد الأوروبي، مجلس التعاون الخليجي) وشركاء أساسيين مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي والحكومة الفلسطينية.
المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار:
أكد أن مصر تدفع بقوة للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، وأن الهدف الأسمى هو ترسيخ وتثبيت وقف إطلاق النار. وفيما يتعلق بقضايا نشر القوة الدولية والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، قال:
- المشاورات مستمرة في نيويورك، ومصر تنسق مع الجانب الفلسطيني والعربي والدول الكبرى.
- نأمل في قرار أممي يتيح نشر القوة الدولية في أسرع وقت، وفقاً لتحقيق التوافق، وبما لا يمس الثوابت الفلسطينية وخاصة الحق الأصيل في إقامة الدولة الفلسطينية.
- شدد على أن أي ترتيبات مؤقتة ستكون لحين المضي قدماً في الأفق السياسي وتجسيد حل الدولتين.
العلاقات الدولية: الشراكة الشاملة والقيادة الواعية
القمة المصرية الأوروبية:
أشار الوزير إلى القمة المصرية الأوروبية الأولى التي عقدت مؤخراً بعد ترفيع العلاقات إلى “الشراكة الاستراتيجية والشاملة”،
لافتاً إلى أن عشاء العمل شهد حضور 19 من قادة الدول الأوروبية، وهو أمر لم يحدث من قبل مع رئيس دولة ليست من المعسكر الغربي، مما يكشف الثقة التي يوليها الاتحاد الأوروبي في حكمة الرئيس السيسي باعتبار أن مصر ركيزة للاستقرار.
دبلوماسية الحضارة والقوة الناعمة:
أكد الوزير أن مصر تعمل على تكثيف ما أسماه “دبلوماسية الحضارة”، عبر بناء جسور التواصل والتفاعل بين الثقافات انطلاقاً من موقعها العبقري وتاريخها المتصل الذي أنتج “السبيكة الحضارية المتميزة”.
- أشار إلى أن إقامة أكبر متحف في العالم لحضارة واحدة (المتحف المصري الكبير) يمثل توظيفاً واعياً لهذا الميراث العظيم.
- أكد على استمرار الجهود لاسترداد الآثار والقطع المهربة التي خرجت بطرق غير شرعية.
الملف السوداني وسد النهضة
الأوضاع في السودان:
أعرب عن قلق مصر البالغ إزاء التطورات الخطيرة الأخيرة في السودان، مؤكداً أن مصر مع الدولة الوطنية ومؤسساتها و”لن نسمح بحدوث أي محاولات لتقسيم السودان ولن نقبل بها تحت أي ظرف”.
- أشار إلى التواصل المستمر مع الحكومة السودانية والمشاورات المكثفة مع السعودية والإمارات والولايات المتحدة لتنفيذ إعلان الرباعية للتوصل إلى هدنة تقود لوقف إطلاق النار وعملية سياسية شاملة ذات ملكية سودانية.
سد النهضة:
جدد الوزير الموقف المصري الثابت، مؤكداً أن المسار التفاوضي وصل إلى طريق مسدود بسبب التعنت الإثيوبي والمواقف الأحادية، وأن مصر “تحتفظ بحقها الذي كفله القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة في الدفاع عن مصالحها إذا تعرضت لأي ضرر.”
الرؤية تجاه القارة الإفريقية
أكد الوزير عبد العاطي أن إفريقيا قارة واعدة رغم التحديات، مشدداً على ضرورة:
- التعامل السريع مع التحديات والتركيز على التكامل الاقتصادي عبر الاتحاد الإفريقي.
- التأكيد على أن “لا توجد حلول عسكرية” للأزمات (في السودان أو ليبيا أو الصومال).
- ضرورة العلاقة الوثيقة بين الأمن والتنمية، حيث “لا توجد تنمية مستدامة بدون أمن، ولا يوجد أمن مستدام بدون تنمية”.









