بعد ثلاثة أيام من صراعه مع الموت، لفظ المطرب الشعبي المحبوب إسماعيل الليثي أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى متأثراً بإصابته في حادث تصادم مروع بين سيارته وأخرى بعد منتصف الليل بمحافظة المنيا، لتكون تلك النهاية المؤلمة. ويلحق بطفله الشهير “ضاضا” الذي تُوفي هو الآخر منذ حوالي عام إثر سقوطه من الطابق العاشر أثناء اللهو بمسكن الأسرة، لتكتمل المأساة وسط حالة حزن ودموع محبيه.
جنون السرعة
وقع الحادث البشع فجر الجمعة، السابع من نوفمبر، عندما كان المطرب الشعبي الليثي مع فرقته في حفل زفاف بصعيد محافظة أسيوط. وأثناء عودتهم للقاهرة بصحبة سائقه، اختلت عجلة القيادة فجأة لتصطدم بسيارة أخرى بالطريق الصحراوي أمام مركز ملوي بالمنيا، لتتحطم السيارتان تماماً بعد انقلابهما في مشهد بشع وسط صرخات الاستغاثة التي هزت سكون الليل، دون أن يشعر أحد بالضحايا.
نقل الضحايا
فور وقوع الحادث، توقف عدد من المارة بالطريق في حالة فزع، وقاموا بإبلاغ شرطة النجدة. وتم إخطار اللواء حاتم حسن، مدير أمن المحافظة، وانتقلت سيارات الإسعاف ورجال المباحث لنقل الضحايا والمصابين إلى مستشفى المنيا التخصصي ملطخين بالدماء، والتحفظ على حطام السيارتين لكشف ملابسات الحادث الذي وقع نتيجة الاستهتار والسرعة الجنونية وعدم الالتزام بأصول القيادة، وهو ما يحدث دوماً على الطرق السريعة دون مراعاة لأرواح الآخرين الذين يدفعون الثمن بلا ذنب.

ضحايا الحادث
تَبَيَّن من الفحص والتحري المبدئي مصرع أربعة أشخاص من أسرة واحدة من محافظة أسيوط، انتهت حياتهم جميعاً، وتسلمهم ذووهم في حالة صدمة وانهيار للدفن في جنازة جماعية بالدموع والأحزان ليتركوا خلفهم قصصاً دامية. وألقوا بالمسؤولية على سائق سيارة المطرب الشعبي واتهموه بالتسبب في الكارثة الأسرية وكونه في حالة “عدم اتزان” وقت وقوعها، وهو ما تَكْشِفه تحقيقات النيابة حتى لا يضيع دم الضحايا هدراً وينال المخطئ عقابه الرادع بالقانون.
عناية مركزة
في نفس الوقت، تم حجز ستة مصابين بالمستشفى من المطرب وفرقته الموسيقية، من بينهم الفنان إسماعيل الليثي الذي تم وضعه في الرعاية المركزة مصاباً بكسور شديدة ونزيف داخلي، وظل في حالة حرجة دون استجابة للعلاج حتى تدهورت الأمور خلال ساعات، وانتهت حياته هو الآخر وسط حالة انهيار أهله ومحبيه وزملاء وأصدقاء الوسط الفني الذين حولوا منصات التواصل الاجتماعي لدفتر عزاء خلال دقائق من وصول الخبر، ليتوافدوا على المستشفى للمشاركة في وداعه.

نقل الجثمان للقاهرة
وجارٍ إنهاء إجراءات تسلم الجثة والعودة للقاهرة للدفن بمقابر الأسرة مع طفله و”توأم روحه” رضا الشهير “بضاضا” والذي انتهت حياته هو الآخر منذ عام وشهرين فقط بعد سقوطه من الطابق العاشر بمسكن الأسرة بالجيزة. ظل خلالها “الليثي” وطوال تلك الفترة حزيناً على فراق ابنه الذي كان يشعل المنصات الإعلامية (الميديا) بشقاوته البريئة، حتى إن والده غنى له “ابن عمري” مردداً دوماً: “الدنيا ما لهاش لازمة بعده” ليلحق به سريعاً، وكأنهما قد قررا ألا يفترقا روحا وجسدا سواء في الدنيا أو الآخره.
مسيرة فنية ناجحة
جدير بالذكر أن المطرب إسماعيل الليثي كان معروفاً في حياته بـالالتزام الفني بعيداً عن الأضواء و”حياة الصخب (الهلث)”. ويُعتبر من أبرز مطربي الأغنية الشعبية في مصر خلال الفترة الماضية لأدائه المنضبط وقوة صوته. فقد بدأ مشواره الفني بالغناء في الأفراح الشعبية قبل أن يقدم عدداً من الأغنيات التي لاقت نجاحاً وقبولاً بين الجمهور، ومن بين أعماله الشهيرة: “فكراني يا دنيا” و”سألت كل المجروحين” و”الغزالة” و”لما البت الحلوة تعدي”. وهو ما جعله من أبرز الوجوه الفنية على الساحة في حفلات الزفاف والمناسبات الشعبية بعيداً عن أي جدل حوله حتى كانت النهاية وهو في عز شبابه.









