دعانى صديق لزيارة العاصمة الإدارية الجديدة.. وما شاهدته فيها على مدار يوم كامل يتجاوز حدود الوصف بالكلمات.. واعتقد إنها ستكون من أفضل مدن العالم الخضراء والذكية فى العالم.. وإنها بحق تجسد مكانة مصر وقدراتها وإمكانياتها وإردة قائدها ومن حوله شعبها المتطلع لغد أفضل له ولابنائه واحفاده.
العاصمة الإدراية الجديدة مستقبل مصر أو هى مصر المستقبل.. هى عاصمتها المستقبلية.. وشاهد حضارى على انجاز معجز.. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال حائر.. أين العاصمة الإدارية من الإعلام فى مصر؟.. لم نشاهد فى التليفزيون جولات وحوارات وأفكارا وأخبارا حول العاصمة الإدارية الجديدة إلا فيما ندر وفى حدود الأخبار الرسمية مثل الافتتاحات والاتفاقيات مع مستثمرى القطاع الخاص فى الأحياء السكينة والمرافق.. ولم نشاهد فى أى فيلم سينمائى مشاهد فى العاصمة الإداريــة أو جانبا من الاحــداث يدور فيها.. وكأنها ســقطت من الذاكــرة أو كأنها انجاز عادى يحدث كل يوم فى كل مكان فى العالم.
وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية الخانقة التى من تداعياتها انخفاض معظم العملات فى العالم وانخفاض المعروض من السلع الغذائية والارتفاع الشديد فى الأسعار.. استمر العمل فى العاصمة الإدارية الجديدة وفى مئات المشروعات الأخرى.. لقد اصبحت آلاف القرى المصرية مدنا حضارية تتوفر فيها كل الخدمات والمرافق.. واختفت من معظمها أن لم يكن منها كلها بيوت الطوب اللبن واسقفها من جريد النخل واعواد الذرة الجافة والطين.. واختفت إلى الابد عشوائيات عشش الصفيح التى كانت تؤلم كل من يراها.. وامتلأت ربوع مصر بمستشفيات جديدة ومدارس جديدة.. ومزارع جديدة.. وكأن مصر بعيدة عن التأثر بالازمة الاقتصادية العالمية وكأن ظلال الازمة القاتمة لم تصل إلينا أو لم نعان منها.
وباكتمال العاصمة الإدارية الجديدة وانتقال الوزارات والسفارات والرئاسة إليها بشكل نهائى ستتحقق مجموعة من الأهداف التى تؤكد ريادة مصر وعظمة شعبها.. لعل أهمها أن القاهرة الحالية سوف تصبح أكبر متحف مفتوح على مستوى العالم يتضمن مبانى واضرحة ومعالم اثرية تعود إلى العصور القبطية والإسلامية والفاطمية والمملوكية والعثمانية والعلوية وأخيرًا عصر الثورة والعصر الحديث.









