«الخط الأحمر» هو حد معلن أو حتى ضمنى لا تتسامح الدولة فى حال تجاوزه من جانب الخصم وهو يعد أحد أشكال الدبلوماسية يتم استخدامه لردع الأفعال التى قد تهدد أمن الدولة .. فقد حذر الرئيس الأمريكى السابق «بايدن» رئيس الوزراء «نتنياهو» من شن هجوم برى على مدينة رفح وقطاع غزة بدعوى أنه لا يمكن أن يسمح بسقوط 30 ألف فلسطينى آخرين بحجة ملاحقة «حماس» واصفاً ذلك بأنه «خط أحمر» لايجوز تخطيه.. من ضمن هذه «الخطوط الحمراء» ما أكد عليه الرئيس «عبدالفتاح السيسى» خلال كلمته أمام فعاليات المؤتمر الأول لمشروع حياة كريمة بأن الأمن القومى المصـرى «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه شاء من شاء وأبى من أبى.. واستطرد «الرئيس السيسى» قائلاً إن اللجــوء إلى الســـلام لا يعنى السماح لأحد بالتدخل فى مصير هذا الوطن وأنه لن يسمح لأحد بذلك مؤكداً على أنه يوجد لدينا العديد من الخيارات لحماية «الأمن القومى المصرى».. وتارة أخرى نرآه يرسم «خطاً أحمر» فيما يتعلق بمياه النيل محذراً بأنه لا يستطيع أحد أن يأخذ قطرة مياه واحدة من مصر ومن أراد أن يجرب فليجرب ولا يتصور أحد أنه سيكون بمنأى عن قدراتنا العسكرية.. من بين هذه «الخطوط الحمراء» للأمن القومى المصرى تحذير الرئيس «السيسى» بأن القاهرة لن تقف مكتوفة الأيدى فى مواجهة أى هجوم على «سرت» و«الجفرة» الليبيتين وهما مدينتان قد وصفتا بأنهما بمثابة «خطوط حمراء» بالنسبة للأمن القومى المصرى.. يؤكد «توماس لاتان» فى مقاله بعنوان «الخطوط الحمراء السياسية رادع مفيد أم كلام خطير» قائلاً فيما يبدو أن المزيد والمزيد من «الخطوط الحمراء» فى السياسة الدولية قد أصبحت عرضة للانتهاك فى هذه الأيام.. واستطرد «لاتان» قائلاً إن «موقع السياسات الذكية» وهو موقع إليكترونى متخصص فى صحافة البيانات بالولايات المتحدة مؤكدًا ًعلى أنه لم يتحدث عن هذا المفهوم سوى رئيسين أمريكيين قبل «باراك أوباما « الذى استخدم هذا المصطلح 11 مرة منها تحذيره للرئيس السورى «بشار الأسد» من استخدام الغاز السام فى الحرب الأهلية بسوريا.. أما بالنسبة للباحث «آن هولبر» المتخصص فى مجال الصراعات بالجامعة الأوروبية «فيادرينا» بفرنكفورت فقد أكد على أن الاستخدام المتزايد لذلك المصطلح يعكس التوازنات المتغيرة للقوة «الجيوسياسية» وهو ما يعد بمثابة رسالة من جانب القوى المهيمنة تفيد بالوصول إلى «نقطة اللاعودة».. ويرى «هولبر» أن ضمان فاعلية الخطوط الحمراء فى توفير «الردع» الذى يهدف فى النهاية إلى الحفاظ على»النظام العالمى القائم» يستلزم العمل على منع اختراق الحدود لانه إذا فعل شخص واحد ذلك سوف يتبعه آخرون فى القيام بذلك.
فى مقال «كات ودز» بعنوان «النية والمصداقية والخطوط الحمراء عصر جديد للدفاع والدبلوماسية» صرحت قائلة إن «الدبلوماسية» تشير إلى النية والمصداقية والخطوط الحمراء ذلك المفهوم الجديد الذى يدعم «إستراتيجية» الدفاع الوطنى والحفاظ على خط المواجهة لأمتنا.. الخطوط الحمراء دائماً تحتاج قوة تفرضها وهذا ما تفعله مصر عندما تفرض خطوطها الحمراء.









