دفعت الخلافات الأُسرية شاباً بمحافظة المنوفية للتخلص من زوجته وطفله الرضيع بسكين المطبخ… انهال عليهما بالطعنات في لحظة تهور شيطانية وبلا رحمة ليُنهي حياتهما. وقام بعدها بالإعلان عن ارتكابه الحادث ونشره بالصوت والصورة على “فيسبوك” في مشهد مأساوي بشع غريب من نوعه. تم القبض على المتهم واعترف بتفاصيل جريمته، وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وتباشر النيابة التحقيق.
الجريمة المؤسفة
الجريمة المؤسفة وقعت بقرية زنارة بمركز تلا، وهزت أرجاء المحافظة وكل من سمع بها، حزناً على رحيل زوجة شابة في بداية حياتها، وطفلهما الوحيد الرضيع الذي راح هو الآخر “غدراً” وبلا ذنب، نتيجة لتهور أعمى وعدم ضبط النفس وقت الغضب، مما أدى لضياع كل شيء في وقت لا ينفع فيه الندم.

تفاصيل الحادث
وقد دارت القصة من البداية عندما ارتبط الشاب المتهم “محمود” بشريكة العمر، محبوبته العروس “آية” التي اختارها لتكون “نصفه الآخر” تشاركه الحياة “بحلوها ومرها”، بعد قصة حب وأيام من “العشق والغرام” توّجت بالزفاف السعيد. ليقرر بعدها السفر لإحدى الدول العربية من أجل توفير كافة احتياجاتهما وتحقيق الحلم بحياة أُسرية مستقرة، دون أن يدرك أي منهما ما يُخفيه لهما القدر من مآسٍ.
خلافات أُسرية
مرت الأيام والشهور بهدوء لا يُعكّر صفوها شيء سوى بعض الخلافات البسيطة التي تحدث في كل بيت، حتى يفهما طباع بعضهما البعض. وظلت الأمور على هذا الحال إلى أن اكتملت الفرحة بقدوم “ولي العهد” الذي كانا ينتظران قدومه بفارغ الصبر يوماً بعد يوم طوال فترة الحمل، ليكتمل الدفء الأُسري الذي كانت تتمناه العروس وتعد الساعات التي يعود فيها الزوج ليشاركها الفرحة بمولودهما.
عودة الزوج
فجأة حضر الزوج من عمله في الغربة تساوره بعض الشكوك في تصرفات عروسه، ليتبدل الحال دون أي مبرر ولمجرد ظنون، لتشتعل نار المشاكل بينهما ويُخيّم الحزن على “عش الزوجية” الهادئ ويتحول إلى نكد بالليل والنهار، وحسرة من الزوجة على حالها، خاصة أمام عدم قدرتها على إعادة الأمور لطبيعتها والتفاهم المفقود دون أسباب واضحة، لتندب حظها العاثر بعدما سُدت جميع الأبواب في وجهها.
طعنات غادرة
وقت الحادث نشبت مشادة كلامية بين الزوجين ثار خلالها الشاب وهو في حالة غضب وهيجان، ليسرع ممسكاً بسكين المطبخ وينهال به على الزوجة بلا رحمة لدموعها وتوسلاتها، ليُسقطها وهي تحتضن طفلهما، ملاك الجنة البريء الذي لم يتجاوز الستة أشهر، جثتين هامدتَين وسط بركة من الدماء في مشهد يفوق الوصف. وأعلن بعدها على فيسبوك بكل برود وهدوء جريمته بالصوت والصورة، ليُثير فزع وغضب الجميع بتهوره واستهتاره.
رجال المباحث
فور إبلاغ العميد محسن جلال مأمور مركز تلا، انتقلت إلى مكان الحادث قوة من الضباط بإشراف اللواء علاء الجاحر مدير أمن المحافظة واللواء أحمد خيري مدير المباحث الجنائية للفحص والمعاينة، وسط حالة حزن وانهيار من أهالي القرية. وتم القبض على المتهم واعترف بجريمته وكيفية تنفيذها أمام المقدم أحمد عبد القوي رئيس مباحث المركز، مؤكداً ارتكابها في لحظة تهور وطيش شيطانية فقد فيها السيطرة على أعصابه، ليكون مصيره السجن ما تبقى من العمر بعد تدمير أسرته باستهتار.
حبس المتهم
تم نقل الجثتين لثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة التي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمهما للأهل والتصريح بالدفن. حُرِّر محضر بالواقعة وأُحيل المتهم للنيابة التي قررت حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات، ولا يزال التحقيق مستمراً.









