تجرّدت سيدة من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، تخلت عن أمومتها في لحظة تهور شيطانية، وقامت باستهتار شديد بإلقاء أطفالها الثلاثة في الشارع هرباً من المسؤولية، مُعرِّضة حياتهم للخطر وبكل قسوة. تدخّل القدر في إنقاذ الصغار، وأكبرهم أربعة أعوام، بعد عثور أحد الأهالي عليهم في حالة إعياء، ليقوم بإيوائهم وتقديم الطعام لهم ورعايتهم، ونشر فيديو العثور على ضحايا التفكك الأسري الأبرياء للبحث عن المتهمة لكشف ملابسات الجريمة وتنال عقابها الرادع.
غضب شعبي
بمجرد نشر المأساة على مواقع “التواصل الاجتماعي” وانتشارها، انتفض لها الكثير من المواطنين بتعليقات تُدمي القلوب حزناً وألماً على ما وصل إليه الحال من قسوة ومرارة في إهمال “فلذات الأكباد” والتخلص منهم بهذا الشكل المدمر بمحافظة الشرقية. وطالبوا بملاحقة الأم التي لا تستحق شرف الأمومة ولا تعرف نعمة الإنجاب، ووصفوها بأنها امرأة تستأهل الشنق، ومهما حدث فلا مبرر لها لارتكاب مثل هذا التصرف الإجرامي الذي يفوق كل تصور.
ضبط المتهمة
بعد رصد المنشور والفيديو المتداول، تحركت الأجهزة الأمنية بإشراف اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام. وبعد الفحص والتحري تم التوصل للمتهمة وضبطها، وجار استجوابها لكشف سر الجريمة، وهل هم نتيجة تفكك أسري وزواج عرفي وغير قادرة على إثباتهم كما تردد، أم أن هناك مسببات أخرى تكشفها التحقيقات. حُرِّر محضر بالواقعة وتباشر النيابة التحقيق.

المجلس القومي
من جانب آخر، وبعد انتشار الفيديو الصادم، تحرك المجلس القومي للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة سحر السنباطي، التي قررت بسرعة التدخل لإنقاذ الصغار من خطر التشرد والضياع، ووضع خطة عاجلة لتأمينهم صحياً ونفسياً، بالتنسيق مع النيابة العامة والجهات المعنية. وقال المجلس إنه تابع مأساة ثلاثة أطفال أشقاء بعد إلقاء والدتهم بهم في أحد شوارع مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب تداول القصة على منصات التواصل الاجتماعي وظهورهم بمفردهم في الشارع دون رعاية أو حماية.
حماية الأطفال
ووجهت رئيسة المجلس بالتدخل العاجل لحماية الأطفال بالتنسيق مع الجهات المعنية، حيث أُحيلت الواقعة إلى وحدة حماية الطفل العامة بمحافظة الشرقية والوحدة الفرعية بمركز الزقازيق، ودراسة حالة الأطفال وتقديم الدعم والرعاية اللازمة لهم. وتبيّن أن الأطفال الثلاثة أحدهم يبلغ من العمر 4 أعوام، وطفلتان إحداهما تبلغ 3 أعوام والأخرى نحو عام واحد.
رعاية طبية
وصرّح الدكتور وائل عبد الرازق، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بأنه في ضوء نتائج المتابعة الميدانية والتحريات، وبعد التأكد من عدم وجود عائل مؤتمن أو شخص موثوق يمكن تسليم الأطفال إليه، فقد أوصى المجلس بإيداع الأطفال أحد المستشفيات الحكومية لتلقي الرعاية الطبية والنفسية، لا سيّما بعدما أظهرته مقاطع الفيديو من تعرضهم للشارع لوقت طويل دون مأوى أو رعاية.
دار رعاية
وأضاف أنه عقب استقرار حالتهم الصحية، وبموجب التقارير الطبية الصادرة من الجهات المختصة، سيتم إيداع الأطفال إحدى دور الرعاية الاجتماعية المناسبة لحالتهم، وذلك بالتنسيق الكامل مع وزارة التضامن الاجتماعي، تنفيذاً لتوصية الإدارة العامة لنجدة الطفل. كما سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة من النيابة العامة لقيد الأطفال في سجلات المواليد باسم والدتهم المعلومة، وفقاً للإجراءات القانونية المقررة، بما يضمن حماية هويتهم وصون حقوقهم القانونية.
الداخلية تكشف حقيقة الأم المتهمة
أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي لها حقيقة مقطع فيديو تم تداوله بمواقع “التواصل الاجتماعي” تضمن قيام أحد الأشخاص بإطعام ثلاثة أطفال بعد قيام والدتهم بتركهم بلا مأوى بأحد الشوارع بدائرة مركز شرطة الزقازيق بالشرقية. الأمر الذي أصاب متابعي الميديا بحالة غضب من الأم، مطالبين بسرعة ضبطها ومحاكمتها في تلك الجريمة التي تهتز لها السماء لتكون عبرة لأمثالها.
أرباب السوابق
بالفحص والتحري، تبيَّن لرجال المباحث عدم ورود بلاغات في هذا الشأن، وأمكن تحديد والدة الأطفال ضحايا المأساة من خلال متابعة تحركاتها ورصد الأماكن التي تتردد عليها، وتم ضبطها بأحد الأكمنة بعد اتخاذ الإجراءات القانونية. وتبين أنها سيدة (لها معلومات جنائية، مقيمة بدائرة مركز شرطة الزقازيق) اعتادت التسول واستجداء المارة بالطريق العام، متناسية بقلب من حجر حق أولادها في الرعاية خلال تلك المرحلة الحرجة.
التسكع بالشوارع
بمواجهتها، أقرَّت بأن صغارها الظاهرين بمقطع الفيديو (3 أطفال – مقيمين برفقتها). وأقرَّت بقيامها منذ عدة أيام وتحديداً بتاريخ 30 أكتوبر الماضي بتركهم بأحد الشوارع لدى اثنين من أقاربهما، مُعَرِّضة حياتهم للخطر باستهتار شديد من أجل التسول من المارة بمناطق أخرى بعيدة كعادتها. وبسؤالهما (أقاربها)، أيدا روايتها وتركها أطفالها وعدم السؤال عنهم. تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وإحالة المتهمين للنيابة التي تولت التحقيق.









